صنع الله إبراهيم يحاكم عبدالناصر روائيا

الأديب المصري صاحب "نجمة أغسطس" يؤكد أن دور المثقف نقد السلطة وإقامة مسافة معها لحفظ حرية الإبداع.
الثلاثاء 2020/02/11
في روايته الجديدة يواصل صنع الله إبراهيم مغامرة كتابة الرواية من مواد صحافية وأرشيفية تتصل بتاريخ بطله الروائي

رواية “1970” للأديب المصري صنع الله إبراهيم الصادرة حديثا في القاهرة، تتضمن محاكمة لعصر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، انطلاقا من عام وفاته، مرتكزة على الجمع بين الرؤية الذاتية والسياسة والتاريخ في رسم أجواء كاملة عن الحقبة الناصرية بإنجازاتها وإخفاقاتها، بطريقة تجعل القارئ حاضرا في أجواء الحوار على ألسنة شخصياتها. وحول هذا العمل أجرت “العرب” معه حوارا، كشف فيه الكثير من تفاصيل رواية، متوقع أن تحدث ضجة في الوسط الثقافي والسياسي بمصر.

 تمتاز أعمال الروائي المصري صنع الله إبراهيم بتشابك فريد بين سيرته الذاتية وانتماءاته الفكرية والخلط بين التاريخ والسياسة بأسلوبه الذي يميل إلى المزاوجة بين المشاهد التخيلية والأحداث الحقيقية الموثقة داخل النسيج الأدبي لمنع تسلل الملل أو التشتت للقراء.

في روايته الجديدة “1970”، الصادرة عن دار الثقافة الجديدة، يرصد صنع الله، عام رحيل الرئيس عبدالناصر، في معالجة شبيهة بمحاكمة لعصر كامل بإنجازاته وسقطاته، جامعا بين تقنية السرديات اليومية، و”الكولاج” التوثيقي داخل النص، وتلوينه بصبغة تظهر انتماءه السياسي الواضح لليسار المصري.

قال صنع الله، في الحوار الذي أجرته معه “العرب” داخل منزله في أحد الشوارع الهادئة بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، إن شخصية عبدالناصر تتضمن إمكانات وظروفا جديرة بالكتابة في كل وقت، لفهم أسباب قراراته المصيرية وجدلياتها، وارتباطها بمكونات شخصيته وخلجاته ومسارات طقوس حياته اليومية.

وصنع الله إبراهيم، المولود في القاهرة عام 1937، يحظى بشهرة كبيرة، بفضل أعماله ذات النزعات التجريبية مثل “نجمة أغسطس”، و”تلك الرائحة”، و”التلصص”، و”ذات”، والتي تعبر في غالبيتها عن الطبقة الوسطى ومجتمع المهمشين وآمالهم وتطلعاتهم في سياق تحولات المجتمع المصري ككل على الصعيدين السياسي والاجتماعي.

رواية "1970" تحاول تقديم درس ملهم للتيارات السياسية بوجه عام، مفاده أن التحولات الاجتماعية الخطيرة في أي بلد لن تتحقق بواسطة شخص، وإذا حدث فإنها تكون لفترة قصيرة، وبعدها يتولى المجتمع والشعب تحقيقها

في روايته الجديدة يقدم أبطالا يمثلون الطبقة المتوسطة المحببة، يحاربون على الجبهة الحربية، ويعيشون في الخنادق على العدس والجبن، ويمثلون المجتمع دينيا وتعليميا ومهنيا، من الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة، ومن المزارعين والمدرسين والكيميائيين والمهندسين، والمسلمين والمسيحيين، والقادمين من الحضر والريف.

أوضح صنع الله أنه ظل مترددا في كتابة رواية “1970” حتى ألحت عليه الفكرة، وقرر تنفيذها بعد سنوات من الانتظار كانت ضرورية له، فكتابة الرواية التاريخية تتطلب مرور مساحة كافية من الزمن للحكم على الأوضاع والأشخاص، والوصول للإدراك التام للأحداث والوقائع، واكتشاف معلومات مخفية وغير معلنة في حينها.

تلمس الرواية التي تتوالى أحداثها بين المدح والهجاء والمزايا والعيوب، مفاتيح شخصية عبدالناصر، وجوانبها المتصارعة، مثل اعتداده بنفسه واستبداده وفضائله وإنجازاته ومزاياه وعيوبه وربطها بجرح غائر في نفسه خلفه رحيل والدته التي كانت تجمعه بها علاقة وطيدة، والصدمة التي تلقاها بعدما أخفوا خبر وفاتها عنه حتى زار بلدته بعد سنوات، ففوجئ بوالده متزوجا من أخرى ولديه أطفال منها.

لم يكتف الروائي المصري بمحاولة فهم شخصية “بطله” بقراءة الأرشيف الصحافي وكتب التاريخ، فتواصل مع المقربين منه مثل ابنته هدى، وسكرتيره الخاص سامي شرف، ومحمد فائق وزير الإرشاد القومي في عهده، وجمع مواد أرشيفية على مدار عشر سنوات، وزار منزل الرئيس الراحل بمصر الجديدة بتصريح خاص، قبل أن يصبح مفتوحا للعامة لاستيعاب تفاصيل المكان وتقسيماته حتى يمكنه تخيل السرد.

مناقشة وليست محاكمة لعبدالناصر
مناقشة وليست محاكمة لعبدالناصر

تتضمن بنية السرد لأحداث الرواية جزءين، أولهما يتعلق بأحداث عام 1970 ومضامين الصحف بما تحويه من أحداث وإعلانات وحتى باب الوفيات لتقديم تأطير لأوضاع المجتمع وطريقة تفكير البشر حينها، والآخر يشبه الخطاب الموجه من المؤلف إلى عبدالناصر يؤنبه فيه على غروره ونرجسيته التي أضاعت بتجربة وفكرة ووطن.

وتعتبر “1970” نوعا من التأريخ السياسي، لكنها لا تكتفي بسرد الوقائع الجافة، وتربطها الأوضاع الاجتماعية وتحولاتها، في ظل إيمان صنع الله بأن التاريخ لا يعني سرد سيرة ملك أو رئيس، بل تعبير عن كيفية عيش الشعوب ومعاناتها وأوضاعها.

وأكد لـ”العرب” أن روايته مناقشة وليست محاكمة لعبدالناصر الذي اعترف بعد هزيمة يونيو 1967 بوقوعه ضحية “الغرور”، بمحاولة فهم الشخصية والأسباب التي حركت مواقفها، مع نوع من التحذير المستقبلي لتجنب الوقوع في الأخطاء ذاتها وعدم ربط حياتنا ومصيرنا بشخص واحد، قد تراوده فكرة وينفذها فتنقلب الأمور رأسا على عقب ونتحمل تبعات أخطائه، فالرواية تحمل بين طياتها إسقاطا غير مباشر على الأوضاع الراهنة وكيفية إدارة الدولة.

تتضمن الرواية مزيجا عجيبا ومتناغما بين اللوم والتقريع لعبدالناصر، في قضايا والمحبة المشوبة بالشفقة في قضايا أخرى، ربما لارتباطها بأفكار روائي تعرض للاعتقال والحبس لمدة خمس سنوات، بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيوعي، تعرض أعضاؤه للتنكيل والملاحقة، رغم تقديرهم لعبدالناصر كزعيم ودفاعهم عن سياساته الاقتصادية الاشتراكية، في مزاوجة عصية التفسير تطرح سؤالا: كيف تدافع عمن دفع بك إلى السجن؟

نقد الواقع
نقد الواقع

تلك المزاوجة لم تكن قاصرة على صنع الله إبراهيم فقط، لكنها تضمنت أدباء كثيرين انتسبوا بصورة كاملة أو نسبية إلى اليسار مثل صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد، فرغم قضاء هؤلاء لفترات في سجون عبدالناصر، غير أنها لم تكن كفيلة بتغيير تعلقهم بالناصرية أو تحولهم من محبة رمزها إلى بغضه.

قيم اجتماعية

يرجع صنع الله ذلك في حواره مع “العرب” إلى القيم الاجتماعية التي رسختها فترتا الخمسينات والستينات من القرن الماضي، من ازدهار التصنيع والتنمية الاقتصادية المعتمدة على الذات، والتحرر من تبعية الخارج، وإلغاء الفروق الطبقية وإعادة توزيع الثروة التي بدأت بقوانين الإصلاح الزراعي فالتأميم، وتلك السياسات كانت جديدة على المصريين، ونقلة لأفكار الشيوعيين إلى أرض الواقع.

وكانت أزمة مارس 1954 ذروة الصدام بين عبدالناصر والحركة الوطنية للتحرر الديمقراطي “حدتو” (يسارية) مطلع شبابه وذاق أغلبهم مرارة تجربة السجن والتحقوا بتجربة الاشتراكية ودافعوا عنها بعد غروبها، ومنهم صنع الله، ولا تزال تلقي بظلالها على كتاباته التي تميل إلى التركيز على طرح القضايا السياسية والاجتماعية.

يبدو الروائي الكبير، كما لو كان مدعيا على عبدالناصر ومحاميا له في الوقت ذاته، فتارة يلتمس له الأعذار بمواكبته للمزاج العام للشعوب حينها القائم على فكرة “الفرد البطل”، وانجراره بعناوين الصحف اليومية التي تصدح بإنجازاته، وتعقد الوضع داخليا حينها، بعدما شهدت مصر أكثر من محاولة انقلابية سواء من بعض الضباط أو من تنظيمات أخرى.

شخصية عبدالناصر تتضمن إمكانات وظروفا جديرة بالكتابة في كل وقت، لفهم أسباب قراراته المصيرية وجدلياتها، وارتباطها بمكونات شخصيته وخلجاته ومسارات طقوس حياته اليومية

وأشار صنع الله إلى أن عبدالناصر آمن كإنسان بمجموعة من المثل المرتبطة بالوضع السياسي بالبلاد، وحاول تنفيذها ولم يوفق في حالات كثيرة بسبب الانفراد بالرأي، والظروف الدولية في حينه، ممثلة في الأميركيين والروس والإنجليز والفرنسيين، والإقطاع والأشخاص الملتفين من دائرة الحكم، وماذا يريد كل هؤلاء منه.

وأضاف لـ”العرب” أن هزيمة يونيو كانت مفصلية في حياة عبدالناصر، فبعدها نجح في الانقلاب المضاد ضد منجزاته عبر النظام القديم المنتفع ماليا، في شكل فرد أو طبقة، ثم جاءت وفاته لتخسر مصر معه كل شيء، ويتلاشى ما أنجزه حتى أصبحت تدريجيا مملوكة بالكامل إلى الشركات الأجنبية، وصارت مجرد تابع لقوى إقليمية تحركها كيف شاءت.

تعتمد الرواية على “الكولاج” الروائي، الذي يعتبر من أكثر أنواع الكتابة صعوبة، باعتباره يتطلب جهدا كبيرا للحبكة الفنية ومنع تعرض القارئ للتيه والملل، واستخدم مواد الصحافة في التعبير عن الأحداث السياسية والاجتماعية مطلع كل فصل لإعطاء فكرة عن الأجواء العامة دون أن تكون لها علاقة بالنص.

وكشف صنع الله أنه يؤمن بالمعاني العميقة التي يخلفها وضع عناوين الصفحة الأولى للصحف بجوار بعضها، في تقليد اتبعه قبيل هزيمة يونيو 1967، حينما أصدر وزير الدفاع آنذاك عبدالحكيم عامر تصريحا صحافيا قال فيه “نحن أقوى قوة ضاربة بالشرق الأوسط”، ثم حلت النكسة التي أعقبها انتحار عامر.

ولفت إلى أن وضع العناوين المتباينة ضمن سطرين متتابعين يمثل نوعا من الدراما، فالمعاني والتناقضات التي تحكيها كثيرة، وبإمكانها الإفصاح عن نوع من الغرور وشخصية المجتمع “الفهلوي” الذي يعالج قضاياه بالصوت المرتفع، ثم يأتي السطر الثاني ليولد الإحساس بالمأساة.

إسقاط غير مباشر على الأوضاع الراهنة وكيفية إدارة الدولة
إسقاط غير مباشر على الأوضاع الراهنة وكيفية إدارة الدولة

تغيرات روائية

ذكر صنع الله في حواره مع “العرب” أن ثمة تغيرات جمة وقعت في أواخر الستينات والسبعينات في شكل الرواية، فتغيرت بنيتها وانتقلت فكرة التجريب إلى الكتابة الروائية وظهرت تجارب مختلفة، ما خلق عاملا مشجعا وجرأة لديه للاعتماد على توظيف المواد الصحافية، فكان يجمع كميات ضخمة من الصحف حتى تكدست في أرجاء منزله، لدرجة ولدت خلافا مع زوجته ووصلت بها إلى مشارف الطلاق.

يكتفي الكاتب، حاليا، بجمع القصاصات وفهرستها وتقسيمها داخل ملفات كل على حسب النوع، بدلا من الاحتفاظ بالأعداد كاملة، حتى جاءت رواية “ذات” التي صدرت عام 1992 لتعطيها بعدا جديدا يتعدى توظيفها كخلفية للقصة، بل جعل العناوين الصحافية هي القصة نفسها ساردا من خلالها الأحداث المتلاحقة وتغيرات المجتمع خلال تلك المرحلة، وأعاد استخدامها أخيرا في رواية “1970”.

تُكسب شخصية صنع الله إبراهيم الإشكالية، رواياته رونقا من الجاذبية، فعلى مدار تاريخه لم يهادن أي نظام سياسي، وظل على يسار السلطة كما حافظ على استقلاليته مع كل الأنظمة فلم يسع للتقرب منها، ورغم انتمائه إلى اليسار المصري، إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد تنظيماته ضمن الرواية، والتي وردت بين سطورها عبارة “اليسار الطفولي.. قصر النظر والحماس”.

أوضح صنع الله أن اليسار كتنظيم سياسي يضم فصيلا معتدلا وآخر متطرفا وثالثا متعجلا، والشيوعيون بوجه عام لا يعتنقون الفكر الإرهابي ولا ينتهجون العنف إلا حال قيام الثورة، ويرون أن اندلاعها قد يستلزم مواجهات عنيفة، لكنهم في الأوضاع العادية يؤمنون بصناعة تيار فكري داخل المجتمع قادر على الغلبة في البرلمان والحياة السياسية.

أعمال شاهدة على عصور كاملة بمساحات كبيرة من النقد
أعمال شاهدة على عصور كاملة بمساحات كبيرة من النقد

وشرح، أن اليسار قد يحتوي على مجموعة متعجلة من الشباب العصبي الذين يبغون تغييرا فوريا، ويحملون نظرة طفولية خالصة للأوضاع، مثل المطالبة بثورة عند أي موقف، بينما لا يمكن للثورات أن تندلع إلا بعد تعبئة ودعاية وموافقة قطاع من الشعب، وهنا تكمن فكرة “اليسار الطفولي”.

تحاول رواية “1970” تقديم درس ملهم للتيارات السياسية بوجه عام، مفاده أن التحولات الاجتماعية الخطيرة في أي بلد لن تقوم بواسطة شخص، وإذا حدث فإنها تكون لفترة قصيرة، وبعدها يتولى المجتمع والشعب تحقيقها عن طريق مطالبات مختلفة، وفقا للظروف العامة.

رأى الأديب المصري أن الاحتفاظ بمسافة مع السلطة مسألة مهمة للغاية، لمنحه مساحة وقدرا من الحرية في الحياة والتفكير، فلم يضع نفسه موضع العوز والاحتياج بالاستغناء عن الأشياء، طالما لم تكن ذات ضرورة حيوية، وبلغ به الاستغناء حد عدم استخدام الهاتف النقال حتى الآن، ففي رأيه “لا يمارس عملا يستدعي اتصالا يوميا أو دائما بالبشر والهاتف التقليدي يكفيه للتواصل مع العالم”.

استقلال ثقافي

لا يزال يعتقد إبراهيم أن المثقف يجب أن “يمتلك درجة مرتفعة من الإدراك للأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية، فأي سلطة تتجه باستمرار إلى تجميد الوضع القائم وتثبيت أقدامها للحفاظ على نفسها، حتى لو جاءت عبر ثورة، ولا ترى الأخطاء التي ترتكبها والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب، وبالتالي تحتاج إلى من ينتقدها ويذكرها ويلفت انتباهها ويعارضها وهذا هو دور المثقف”.

رواية تعبر عن مجتمع المهمشين وآمالهم وتطلعاتهم
رواية تعبر عن مجتمع المهمشين وآمالهم وتطلعاتهم 

تحوَّل الكاتب المصري إلى رمز للمثقف المستقل بعد أن رفض تسلم جائزة من المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 2003؛ احتجاجا على السياسة الثقافية، وكان على رأس المثقفين الذين قادوا اعتصاما بوزارة الثقافة في مايو 2013 احتجاجا على حكم جماعة الإخوان وتدخلها في الثقافة.

تعتبر أعمال صنع الله شاهدة على عصور كاملة بمساحات كبيرة من النقد، ففي رواية “بيروت” رصد الحرب الأهلية اللبنانية، و”اللجنة” انتقد فيها سياسة الانفتاح في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ورواية “الجليد” ترصد فترة وجوده في روسيا وتجربة النظام الشيوعي ثم سقوط الاتحاد السوفييتي، وفي “برلين 69” تقدم نظرة لأوضاع العرب في النظام الشيوعي بالضفة الشرقية من ألمانيا.

تتلاقى تجربة صنع الله مع الاشتراكية في قضية العدالة الاجتماعية التي يحاول تصديرها في جميع رواياته وتشكلت في وجدانه بفضل حكاوي والده الذي تجاوز الستين، حينما كان الكاتب طفلا في علاقة شبيهة بالجد وحفيده، فقص على مسامعه قصصا عن ثورة 1919 والاحتلال الإنجليزي، والقهر والطبقية وحفاء الفقراء، فتراكمت في ذهنه حكايات عن السياسة والحركات وخبرات ألقت بأثرها وظلالها على شخصيته.

ختم صنع الله إبراهيم رواية “1970” بتوجيه خطاب مباشر لعبدالناصر يتهمه فيه بخذلان نفسه وخذلان الجماهير والرحيل بمقدرات الأمة وآمالها مع وفاته، وهي عبارة تحمل في أحشائها أكثر من معنى، بين الرثاء والحزن على رحيله ولومه وتحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، وكأن عبدالناصر كان الأمل والألم في آن واحد.

15