فريد زهران لـ"العرب": أنافس للفوز بمنصب الرئيس أو تحقيق مكاسب سياسية

مرشح رئاسي يسعى للتغيير الآمن للسلطة في مصر.
الثلاثاء 2023/10/31
تشتت المعارضة يضعف حظوظ التغيير

بعد خروج رئيس حزب تيار الكرامة السابق أحمد الطنطاوي ومرشحين آخرين من الاستحقاق الرئاسي، يرى معارضون أن المرشح فريد زهران هو أمل المعارضة والحركة المدنية الوحيد للمنافسة. ويأمل زهران في تولي رئاسة مصر أو تحقيق مكاسب سياسية من المشاركة.

القاهرة - لم يحل ضجيج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دون الاهتمام بما يجري بشأن انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في ديسمبر المقبل، فمرشح المعارضة فريد زهران الذي يخوض المنافسة أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يعلم أن المعركة صعبة، لكنه قرر خوضها أملا في التغيير السلمي والآمن للسلطة.

ويؤمن زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، أن أساس العمل السياسي والحزبي المشاركة في الانتخابات، ويعتبر الاستحقاق الرئاسي مهما للغاية، ولذلك قرر حزبه المشاركة فيه بتقديم مرشح أو دعم مرشح من خارجه، ويرى أن الأوضاع الراهنة أفضل من تلك التي جرت فيها انتخابات عام 2018، واصفا الوضع آنذاك بأنه كان “مانعا للمشاركة”.

وأصبح زهران مرشحا رئاسيا رسميا بعدما تخطى العتبة الانتخابية وحاز على تزكيات 30 عضوا في مجلس النواب، ويعتبر نفسه مرشح المعارضة، بينما رئيس حزب الوفد عبدالسند يمامة ورئيس الحزب الجمهوري حازم عمر مرشحي السلطة، وأنه يحاول تحريك المياه الراكدة، على الرغم من تعرضه للتضييق.

الأمل يراوده منذ لحظة الحوار الوطني وحتى الآن في أن يكون هناك طريق يفتح مسارات للتغيير السلمي والديمقراطي

والتقت “العرب” زهران وناقشت معه رؤيته للمشهد السياسي الحالي، وملامح برنامجه الانتخابي، وخططه في ظل أجواء تخيم عليها تحديات داخلية وخارجية.

وقال “قرأت المشهد على ضوء انطلاق الحوار الوطني، ومسارات الأمور في السنوات الماضية فوجدت إمكانية المشاركة، وطُرحت أفكار كثيرة بينها التوافق على مرشح للمعارضة يحقق درجة من الإجماع، ليس بالضرورة أن أكون أنا، وطرحت داخل أروقة الحزب أسماء عديدة وبعد نقاش طويل انتهينا إلى ترشيحي باعتباري مرشحًا عن التيار الديمقراطي”.

وبعد خروج رئيس حزب تيار الكرامة السابق أحمد الطنطاوي ومرشحين آخرين من الاستحقاق الرئاسي، رأى معارضون أن زهران هو أمل المعارضة والحركة المدنية الوحيد للمنافسة، بينما رأى آخرون أن خيار المقاطعة هو الحل.

وعلّق زهران قائلًا “لا أود الحديث باسم أحد، فما أراه أكثر منطقية أن يتم اعتباري مرشح البديل المناسب، لكن يبدو أن هناك آراء أخرى ترى أن المقاطعة هي الحل الأمثل، ولا أعلم كيف يفكرون”.

وأكد أنه لا أحد يعرف من سيتجاوز العتبة الانتخابية من بين مرشحي المعارضة، ومن يستطيعون تجاوزها يمكن حدوث تفاهمات بينهم داخل إطار الحركة المدنية والمعارضة بمعناها الواسع، وينتهي الأمر إلى اتفاق حول فريق رئاسي أو مرشح واحد، وكان لديه الاستعداد لذلك وأعلنه في أكثر من مناسبة، وناقش البعض داخل المعارضة لترشيح أنفسهم بمعايير موضوعية تتعلق بمدى ما يمكن أن يحققه المرشح من تجميع أوسع لدوائر المعارضة.

مرشح بلا شعبية

الحزب الديمقراطي يمتلك قدرة للحصول على ما بين 20 إلى 30 مقعدا في البرلمان بلا صفقات انتخابية
الحزب الديمقراطي يمتلك قدرة للحصول على ما بين 20 إلى 30 مقعدا في البرلمان بلا صفقات انتخابية

رتب زهران الأمور بشكل غير شخصي، بل اتسم بالإيثار ونكران الذات، وكان منفتحًا في التفكير حتى اللحظة الأخيرة، ومعظم من ترشحوا لم يتمكنوا من الحصول على التوكيلات الشعبية اللازمة لأسباب مختلفة، وبدا مسار التوكيلات شبه مستحيل، حيث تعرض مرشحو المعارضة لمضايقات واضحة.

ومع أن الحزب المصري الديمقراطي أحد الأحزاب الفاعلة في الحركة المدنية (أبرز حركة معارضة)، إلا أن زهران لم يحصل على دعم كل أحزابها بعد، لكن هناك محاولات جارية للحصول على الدعم.

وينتمي المرشح الرئاسي زهران إلى المعارضة منذ فترة، وله تاريخ سياسي طويل، وهو وجه معروف على مستوى النخبة، لكن ليس له حضور شعبي كبير، ما دفع البعض إلى التعليق أن ذلك يُشكل عقبة في طريق تحقيق منافسة حقيقية، كما أن الوقت الضيق منذ إعلان الترشح في أكتوبر الجاري وحتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل سيحول دون القدرة على الوصول إلى الجماهيرية المنشودة.

وأوضح المرشح الرئاسي أن الحركة المدنية ليس بها رموز شعبية عموما، وهؤلاء عددهم قليل، وأبرزهم حمدين صباحي بحكم ترشحه في انتخابات 2012، وحصد الترتيب الثالث ومعه الملايين من الأصوات، وهذه المعركة نفسها أعطته زخمًا شعبيًا بناه من خلال خوضها “وأنا اعتبر الطرح القائل إن الشخص الذي لا يحظى بتأييد شعبي لا يصلح مرشحا رئاسيا طرحًا غير منطقي”.

وأرجع زهران أسباب عدم وجود رموز ذات حضور شعبي على مستوى التيار المدني إلى التضييق في المجال العام وغياب الحياة السياسية والمعارك الانتخابية.

مع أن الحزب المصري الديمقراطي أحد الأحزاب الفاعلة في الحركة المدنية (أبرز حركة معارضة)، إلا أن زهران لم يحصل على دعم كل أحزابها بعد، لكن هناك محاولات جارية للحصول على الدعم

وكشف خططه للوصول إلى المزيد من القواعد الجماهيرية، بقوله “التواجد عبر وسائل الإعلام والشارع قد يحقق ذلك، لكن من المؤسف أن سيناريو العملية الانتخابية تم بضغط زمني صادم ومفاجئ، والفترة المتاحة للمعركة الانتخابية وجيزة للغاية، ولا تُتيح فرصة لمنافسة حقيقية بين المرشحين، في ظل تمتع مرشحي النظام بمساحة كبيرة في الإعلام ونحن نحاول التحرك في الهامش المتاح”.

ووسط شكوى زهران نفسه من التضييق وعدم تكافؤ الفرص، وعدم توافر ضمانات لنزاهة الانتخابات، يرى البعض أن هذه الانتخابات هي مسرحية سياسية.

وأشار المرشح الرئاسي المصري إلى أن “كل ما يقال حول أنها مسرحية أو غير ذات جدوى لا يخلو من وجاهة، وبني الموقف على تجارب مريرة جعلت الناس محبطين وغاضبين، لأنهم خاضوا معارك انتخابية كثيرة وشعروا خلالها بتزييف إرادتهم وعدم حصد النتائج المرجوة، بالتالي من حقهم اليأس والعزوف عن المشاركة، فهذا تكرر بطريقة تجعل خروج الناس للمشاركة عملية صعبة للغاية”.

وتابع “أقول لهؤلاء الذين أسميهم المحبطين واليائسين لا يوجد حل آخر ولا أحد منهم يشير إلى طريق آخر، فقد يرون العملية هزلية أو غير مجدية، وربما يعتريهم الشك في المرشحين، أو يثقون بهم، لكن يرون أنه لا فائدة منتظرة، مهما كانت الدوافع التي تجعل هذه الفئة يائسة، فليشيروا على طريق آخر وأنا أسير معهم فيه، أتفهم أن الإحباط له مبررات قوية، لكن وماذا بعد، هل ألتحق بهم في مربع عدم الإحساس بالجدوى وأن التغيير مستحيل، ثم ماذا سنفعل؟ لا شيء”.

وشدد زهران على أن الكتلة لا تطرح مسارا يجذبه، وبعض عناصرها يحلمون بمسار البقاء في منازلهم أو على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة كل المشهد والأطراف، حتى يحدث انفجار شعبي يأتي بهم من منازلهم لحكم البلاد، وهناك من لديهم هذا الوهم، واليائسون لن يأتي بهم أحد في لحظة تاريخية ما لحكم البلاد.
وأضاف “أتصور أنه إذا حدث انفجار في هذه الظروف، وهو احتمال وارد بشدة بسبب تراكم السخط، لن يأتي ببديل، فلا يوجد بديل جاهز، والبديل لا يُبنى في دوائر المحبطين واليائسين بل في المعارك اليومية”.

مخاوف من الانفجار

حراسة مشددة
حراسة مشددة

كشف رئيس الحزب المصري الديمقراطي عن خشيته من اندلاع انفجار شعبي، لأن بعضا من سياسات السلطة قد تقود إلى هذا السيناريو، قائلا “هي لا تقودنا إلى أي طريق آخر، هناك طريق يفاقم الأمور تأزمًا وسخطا بلا بدائل آمنة وسلمية للتغيير، وبالتالي الانفجار، وطريق فتح منافذ لإمكانيات تغيير آمن وسلمي، ومن ثم يمكن إجراء إصلاحات تفضي إلى الاستقرار، ولا أرى أن الأمور تسير في هذا الاتجاه”.

ولفت إلى أن الأمل يراوده منذ لحظة الحوار الوطني وحتى الآن في أن يكون هناك طريق يفتح مسارات للتغيير الآمن والسلمي والديمقراطي والإصلاحي التدريجي، لكن تصل رسائل يومية تشي بأن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه، فمؤخرا دعّم الناس موقف النظام الذي ساند حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وأدان التهجير القسري، وطالب الناس بالخروج للتعبير عن رأيهم، فتم القبض على بعضهم، “ولا أدري ما هي الرسالة التي يود إرسالها للمواطنين والقوى السياسية، إن تصرفات من هذا النوع تفاقم إحباط الناس”.

وفي ثنايا الحوار مع زهران قال إنه يرى (وفقا للتحليل وليس المعلومات) أن ثمة دوائر داخل السلطة تود تغيير النظام، قائلا “الخيار هو إما الاستمرار في نفس الاتجاه فنعيد إنتاج نفس الأزمات ويزيد السخط ويقودنا إلى انفجار، وهذا سيناريو يقرأه كل من في المعارضة أو السلطة، وهناك دوائر ترى أن حدوث انفراج بدرجة ما سوف يمتص الغضب ويطيل عمر النظام، وهذا الطرح يأتي وفقا للاستنتاجات المنطقية وليس المعلومات”.

ولفت زهران إلى وجود دوائر داخل النظام ترى أن الإصلاح السياسي أصبح ضرورة ملحة، لكن ليس هناك ما يشير إلى أننا نسير بخطى حقيقية في اتجاه الإصلاح.
ويعد زهران ضلعًا أساسيًا في مسار الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس السيسي، وأحد المفاوضين لتقريب المسافات بين المعارضة والسلطة، لكن المفاوضات والضغوط الجارية بين الطرفين لم تسفر عن النتائج المرجوة.

وقال زهران “يصعب الحديث عن أن التجاوب يساوي صفرا، فليس هناك عمل بلا مردود، لكنه لا يتناسب مع حجم التحركات المبذولة، لقد بذلنا جهدا مضنيًا وتحلينا بسعة الصدر والصبر وطول النفس، وقدمنا تنازلات اعتبرها كثيرون غير مقبولة، وأنا لا أشعر بالارتياح عندما أقيس النتائج بالنسبة إلى المجهود، ولا أبدي الندم وأحمد الله أننا فعلنا ذلك، فهناك ألف شخص خرجوا من السجون”.

صفقات انتخابية

Thumbnail

صرح المرشح الرئاسي المصري من قبل أن حزبه دخل الانتخابات البرلمانية الماضية وحصد سبعة مقاعد عبر “صفقة انتخابية” مع السلطة، ما طرح تساؤلات حول دخوله حلبة التنافس في انتخابات الرئاسة، وهل تعد هذه صفقة انتخابية مع سريان همهمات في بعض الأوساط السياسية بشأنها، وأن حزب زهران سوف يحصل بمقتضاها على المزيد من المقاعد البرلمانية في الانتخابات المقبلة.

وسخر رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي من الهمهمات وأبدى استنكاره لها، قائلًا “بالتأكيد أنافس في الانتخابات لتحقيق مكاسب سياسية، وذروتها الفوز بمنصب رئيس الجمهورية وأقل مكسب إجراء حوارات إعلامية والوصول إلى الجمهور وحصد مساحة من الحركة والعمل أطالب خلالها بالإفراج عن المحبوسين وتعديل قانون الانتخابات، وهذه المساحة ليست لفريد زهران وحزب المصري الديمقراطي، لكن لنا كحركة مدنية وتيار ديمقراطي، كي لا نغيب عن المشهد وعرض خطابنا المختلف عن خطاب النظام”.

وأوضح أن “الانتخابات البرلمانية هي تحالف انتخابي وليس سياسيا، والفارق كبير، فالتحالف بين أحزاب متقاربة، وفي الانتخابات السابقة شكلّنا تحالفاً وخضنا الانتخابات بشعارات وبرنامج مستقلين عن حزب مستقبل وطن، وهذه الائتلافات تُبنى على إعطاء بعض المميزات التي تتم ترجمتها إلى أصوات”.

وسط شكوى زهران نفسه من التضييق وعدم تكافؤ الفرص، وعدم توافر ضمانات لنزاهة الانتخابات، يرى البعض أن هذه الانتخابات هي مسرحية سياسية

وقال “بالتأكيد عندما يكون للمعارضة مرشح رئاسي سوف يحصل على فرصة في الإعلام والتحركات الجماهيرية، ما يفتح المجال السياسي، أن تمنح المعارضة فرصة أكبر في الانتخابات البرلمانية لا يحتاج إلى صفقة بالمعنى المبتذل المباشر”، وتكمن الفكرة في توافر الضمانات التي تُمكن من إجراء انتخابات رئاسية شبه ديمقراطية ولو حدث ذلك سيفتح المجال العام قليلا، وهذا ما يتمناه زهران.

وشدد على امتلاك حزبه قدرة، إذا حدث انفراج سياسي وانتخابات شبه ديمقراطية، للحصول على ما بين 20 إلى 30 مقعدا في البرلمان بلا صفقات انتخابية، مؤكدا “لقد دخلنا المعركة الانتخابية منذ اللحظة الأولى للفوز أو كسب مساحات في المجال العام”.

وتغيرت المعادلة في الانتخابات الرئاسية عقب الحرب على غزة، فانتقل الاهتمام من الانتخابات إلى الحرب، وظهور فئات ترى أن الرئيس السيسي يمثل ضرورة في هذه الفترة وضمانًا للاستقرار، وإن كانت هذه الفئات تعاني من الأزمة الاقتصادية.

وقال زهران “إن الكتلة الرئيسية من الجمهور ضد النظام، لكنها تخشى أن يكون التغيير غير آمن أو أن يُفضي إلى فوضى، وطوال الوقت أقول أنا مرشح التغيير الآمن السلمي، ولست مرشحًا في مواجهة أجهزة ومؤسسات الدولة، وأزعم قدرتي على التعاون معها، ورأيي أن أجهزة الدولة المستفيدة من النظام الراهن صاحبة مصلحة مباشرة في التغيير كي تستمر هي نفسها، وإذا أصرت دوائر النظام كلها على عدم التغيير سينهار الوضع على رؤوس الجميع، لذا أطالب بالاستجابة لنداء التغيير الديمقراطي للسلطة الذي أطرحه، والمحافظة على البلد”.

ملامح البرنامج الانتخابي

بعد خروج رئيس حزب تيار الكرامة السابق أحمد الطنطاوي ومرشحين آخرين من الاستحقاق الرئاسي، رأى معارضون أن زهران هو أمل المعارضة والحركة المدنية الوحيد للمنافسة
بعد خروج رئيس حزب تيار الكرامة السابق أحمد الطنطاوي ومرشحين آخرين من الاستحقاق الرئاسي، رأى معارضون أن زهران هو أمل المعارضة والحركة المدنية الوحيد للمنافسة

يحتل الملف الاقتصادي أهمية كبيرة لدى المواطن المصري، حيث يعتريه القلق والغضب بسبب موجات الغلاء المتلاحقة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يراها البعض بسبب سوء إدارة السلطة للملف.

وكشف زهران أنه يملك برنامجا في ما يخص الإصلاح السياسي والاجتماعي، وهو لا يتفق مع الرأي القائل إن الأزمة الاقتصادية كبيرة وغير قابلة للحل أو سوف تستغرق سنوات طويلة، ورأيه أنها مفتعلة نتيجة السير في طريق خاطئ والتمسك بالمُضي فيه.

واقترح زهران برنامجًا يعتمد على أهمية تخارج أجهزة ومؤسسات الدولة من الاقتصاد المصري وحصر ملكية وإدارة الدولة في المشروعات والممتلكات الإستراتيجية وترك الدولة القطاع الخاص للعمل.

وأضاف أن الدولة وضعت أيديها على الاقتصاد وقضت على المنافسة وأبعدت رؤوس الأموال الأجنبية، وتوقف بعض المستثمرين المصريين عن العمل، وأغلق البعض من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة أعمالهم، مشيرا إلى أن “البلد تسير إلى داهية (هاوية) نتيجة السياسات الحالية”.

وأوضح أن الخطوة الأولى هي “خروج أجهزة الدولة من الأسواق وإعادة الروح التنافسية للاقتصاد والتوقف عن إسناد المشروعات بالأمر المباشر، ما يؤدي إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية وإعادة إحياء الاستثمار المحلي، وبالتالي توفير فرص عمل وإدارة عملية الاقتصاد، ما يجعلنا نستعيد ثقة الدائنين”.

المعادلة في الانتخابات الرئاسية عقب الحرب على غزة تغيرت فانتقل الاهتمام من الانتخابات إلى الحرب وظهور فئات ترى أن الرئيس السيسي يمثل ضرورة في هذه الفترة وضمانًا للاستقرار

وأشار إلى أهمية إعادة الجدولة الزمنية لتنفيذ مشروعات كبرى لم تتم دراستها على نحو كاف، ولا جدوى منها على المديين المتوسط أو القصير على الأقل، وهو ما من شأنه توفير موارد مالية وإعادة استخدامها في مجالات أخرى، ووقف الإنفاق الترفي، وتوجه الموارد لتحسين التعليم والصحة وبرامج الحماية الاجتماعية.

وشدد على ضرورة حدوث إصلاح سياسي، لأن جزءا من تحقيق الإصلاح الاقتصادي يكمن في وجود أمان سياسي واجتماعي يبدأ بالإفراج عن كل المحبوسين على ذمة قضايا الرأي، وإلغاء قانون الحبس الاحتياطي، وإجراء انتخابات نزيهة، مع وجود نقابات عمالية ومهنية وجمعيات أهلية تضطلع بدورها في المجتمع.

ورأى زهران أن ملف السياسة الخارجية من أفضل الملفات التي يديرها النظام المصري، لكن ثمة ملاحظات حول أداءات معينة، وهو يوافق إلى حد كبير على إدارته للملفات من الناحية الإستراتيجية، مشددًا على رفض “الغوغائية” التي تطالب بضرب سد النهضة الإثيوبي وإعلان الحرب، والخطة الصحيحة هي إصرار مصر على عدم المساس بحصتها من مياه النيل.

وبالنسبة إلى الملف الفلسطيني، أكد زهران أن “كل المسلمات الأساسية أنا في صفها ومع حل الدولتين ورفع المعاناة عن الشعب ولا خلاف إستراتيجيا بيني وبين النظام المصري في معالجة هذه الملف، فقط هناك بعض التفاصيل المتعلقة بأن النظام لا يدير توازنا دوليا حكيما، وسأعالج هذا الملف لصالح أن يكون شريكي وحليفي أوروبا وليس الولايات المتحدة، لأنها المكان الأكثر تضررا مما يحدث في الشرق الأوسط”.

7