أزمة إلكترونية في مصر عنوانها التبرّع لنادي الزمالك

القاهرة- أثارت تصريحات تلفزيونية سابقة لأستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أحمد كريمة، أكد فيها على عدم جواز التبرع أو دفع أموال الزكاة لنادي الزمالك المصري لسداد مستحقات لاعبيه، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال كريمة إن من ينادون بإخراج الزكاة والصدقات لنادي الزمالك مخطئون، فهو ليس من المصارف التي توجّه إليها الزكاة، مضيفا “إن التحدث عن ذلك أمر غريب وعجيب؛ أن نترك الأطفال المرضى بمستشفى أبوالريش ونتبرع لنادي الزمالك”.

واستند كريمة إلى الآية التي تحدد مصارف الزكاة الثمانية، وهي قوله تعالى “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”.

وكان رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة نادي الزمالك حسين لبيب قد دعا جماهير النادي إلى التبرع لسداد مستحقات لاعبيه، ودعا لبيب في تصريحات تلفزيونية، الجماهير للتبرع ولو بـ100 جنيه (نحو 6.5 دولار).

ويسعى نادي الزمالك إلى جمع 100 مليون جنيه (نحو 6.5 مليون دولار) لحل أزمة النادي المالية، التي تسببت في عدم قدرته على قيد لاعبين جدد، بعد إيقافه من الفيفا بسبب عدم تسديد غرامات مالية.

وشارك في الحملة عدد كبير من رموز الزمالك في مختلف الألعاب، على أمل النجاح في إنقاذ الفريق من عثرته المالية، ودعم استمراره في الحصول على المزيد من البطولات، بعد حصوله على بطولة الدوري المصري هذا العام لأول مرة بعد غياب سنوات عن التتويج بها.

وتفاعلت جماهير نادي الزمالك بشكل كبير مع دعوات التبرع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعددت الدعوات إلى المشاركة في حملة الدعم، ونشر عدد كبير من الجماهير صورا لإيصالات لمبالغ تبرعوا بها بالفعل ضمن الحملة. وكتب مغرد:

وقالت مصادر إن رجل الأعمال خالد الطوخي تبرع بالفعل بمبلغ 10 ملايين جنيه لنادي الزمالك، ولكن منذ عدة أشهر، وليس حاليا كما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة على أن النادي الرياضي أعلن في حينها عن مبلغ التبرع، وأنه لم يحدث شيء جديد في هذا الأمر.

من جانبه عرض نجم الزمالك السابق حسين ياسر قميصه للبيع في مزاد خيري لدعم نادي الزمالك. وقال ناقد رياضي:

motazelshamy@

- حبك للزمالك مش بالكلام وبس لكن أنك تحول الحب دا من كلام وتنظير إلى فعل حقيقي.

- منذ إطلاق حملة دعم الزمالك في البنوك حضرتك حولت للحساب كام مرة؟ ونظّرت واِنتقدت واِتهمت.. كم مرة؟

- أحنا نقدر نعمل كتير.. نقدر نحول النادي دا لأغنى أندية الوطن العربي لو خلصت النوايا. زهقنا من التنظير.

وقال إعلامي:

وقال رئيس اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة نادي الزمالك حسين لبيب، إن النادي يعاني من الديون منذ 10 سنوات، معتبرا أن طريقة إدارة النادي خلال السنوات الماضية لم تكن صحيحة على الصعيد الاقتصادي.

وأضاف لبيب أن الزمالك لا يمتلك أي مصدر دخل، بسبب توقف إيرادات تذاكر المباريات، وعدم تسديد أصحاب المحلات عند سور النادي الإيجار، مشيرا إلى قضايا مرفوعة ضد مؤسستين لم تدفعا الإيجار منذ فترة طويلة.

واتهم لبيب أشخاصا لم يسمهم بالضغط على أعضاء النادي لعدم دفع الاشتراكات، حتى تستمر الأزمات المالية في النادي، نكاية في مجلس الإدارة الحالي. وسخر مغرد من لبيب:

في المقابل انتقد مغردون حملة التبرعات. وكتب رئيس معهد القلب السابق جمال شعبان على فيسبوك:

gamal shaban

يا راجل خليك لبيب نادي إيه اللي عايز الناس تتبرع له قل لهم يتبرعوا لطفل مريض أو دار أيتام أو الغارمين آفة حارتنا الاستنصاح #ما_تزعلوش.

وسخر معلق:

PepsiTau@

بمناسبة الزمالك المستَجْد المتسول ينفع لما أجي أجدد باقة النت الشهر اللي جاي أدفع على الخمسة جنيه تمن الخدمة خمسة تاني كتبرع مني لمساعدة النادي زكاة عن الباقة بتاعتي ولا هما طالبين 100 جنيه حد أدني بجاحة منهم!

وتحفظت بعض الجماهير على فكرة التبرع، وطالب عدد منهم اللاعبين بتخفيض رواتبهم الكبيرة دعما للنادي في ظروفه الحالية، وطالب آخرون رموز الزمالك بالتبرع له في ظل قدرتهم المالية مقارنة بعموم الجماهير، كما قال البعض إنه لن يتبرع قبل أن يقوم بذلك الفنانون ورجال الأعمال من محبي النادي. وقال مغرد في هذا السياق:

ودخل مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق المثير للجدل على الخط معبرا عن اندهاشه من فتوى أحمد كريمة. وقال منصور “أنا متفق مع الشيخ أحمد كريمة في أمر ومختلف معه في أمر آخر”. وتابع “أتفق مع الشيخ في أن التبرع ليس من الزكاة وليس من الشريعة، لكني أختلف معه في عدم جواز التبرع للزمالك”. ومضى قائلا “أنا شخصيا بعد أن أخرج زكاتي وزكاة أسرتي ويتبقى معي أموال من حقي التبرع بها للزمالك، فهذا أمر طبيعي لا غبار عليه”.

وأضاف مرتضى “سبق وتبرعت بمليون دولار للنادي العام الماضي، وبـ100 ألف جنيه للنادي في 2011، وهو أمر مثبت في تقارير رسمية”. واعتبر أن التبرع للزمالك ليس حراما، مؤكدا أنه يلوم على كريمة أنه تبرأ من تشجيع الكرة عند سؤاله عن انتمائه الكروي.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر جماهير الزمالك أنه النادي الأكثر شعبية في مصر وهو ما ترفضه جماهير النادي الأهلي مؤكدة أن الأخير هو الأكثر شعبية. والواقع يشير إلى أن شعبية الناديين متقاربة وإن زاد الأهلي قليلا في مصر بينما عوض الزمالك في البلدان العربية هذا الفارق الضئيل.