سحب بوليفيا اعترافها بالبوليساريو ثمرة نجاح الدبلوماسية المغربية

القرار البوليفي بسحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، يتماشى مع مواقف المجتمع الدولي الداعمة لمغربية الصحراء.
الأربعاء 2020/01/22
دبلوماسية مغربية نشطة

الرباط – نجحت الدبلوماسية المغربية في إقناع أكثر من 50 بلدا بسحب اعترافها بجبهة البوليساريو، وأثمرت جهودها، مؤخرا، بإعلان بوليفيا سحب اعترافها بالجبهة الانفصالية.

وقررت بوليفيا، الاثنين، تعليق اعترافها بـ”الجمهورية المزعومة” وقطع جميع علاقاتها مع الكيان الوهمي، وفقا لما أعلنته وزارة العلاقات الخارجية بهذا البلد الجنوب أميركي في بيان نشر على موقعها الرسمي.

وأكدت بوليفيا أنها ستعتمد مبدأ “الحياد البناء” بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وستعمل، “من الآن، على دعم الجهود المبذولة في إطار منظمة الأمم المتحدة، من أجل حلّ سياسي عادل ومستدام ومقبول من لدن الأطراف طبقا للمبادئ والأهداف التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة.”

ويرى مراقبون أن سحب بوليفيا الاعتراف بـالجمهورية الوهمية، يعتبر قرارا متماشيا مع مواقف المجتمع الدولي الداعمة لمغربية الصحراء، كما أنها تعد تتويجا لجهود الدبلوماسية المغربية.

وتلاقي مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل لنزاع الصحراء دعما دوليا واسعا، فيما تتعرض البوليساريو إلى انتقادات واسعة بسبب اختراقها للقرارات الأممية المتعلقة بالمنطقة العازلة، إضافة إلى الأوضاع المأساوية بمخيمات تندوف بسبب انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان.

وأبدت بوليفيا عزمها في البيان على بناء علاقة متجددة مع المملكة المغربية تقوم على “الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين”.

ويأتي هذا القرار ليكرس المرحلة الجديدة والدينامية المثمرة التي باتت تطبع علاقات المملكة المغربية مع مختلف بلدان أميركا الجنوبية، مع توسع دائرة الاعتراف بمغربية الصحراء.

وبوليفيا ليست الدولة الأولى في أميركا الجنوبية التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو. إذ كانت جامايكا قد أعلنت سحب اعترافها بـالبوليساريو، معربة عن دعمها لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل دائم للنزاع.

انتقادات واسعة للبوليساريو بسبب اختراقها للقرارات الأممية المتعلقة بالمنطقة العازلة، إضافة إلى الأوضاع المأساوية بمخيمات تندوف

ويلاحظ المراقبون النجاح اللافت والخطوات المتقدمة التي حققتها الدبلوماسية المغربية، في الآونة الأخيرة، وهو ما عكسه إعلان دول أفريقية فتح قنصليات بمدينة العيون مؤخرا.

وبلغ عدد الدول التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو إلى الآن أزيد من 51 دولة منها مملكة ليسوتو وجمهوريتا السلفادور والباربادوس. وتزامن قرار بوليفيا بإقرار رئيس منتدى كرانس مونتانا جون بول كارترون بمغربية الصحراء.

ولخص الرئيس الشرفي لمنتدى كرانس مونتانا، بول كارتيرون، موقفه، بالقول، إن “المغرب حازم في قراراته في الموضوع، إذا رد المغرب على هؤلاء الذين ينتقدونه كل يوم فإن ذلك سيتعبه، وهو يفضل ألا يجبيهم أو يرد عليهم ويقول إن خير ما يمكن أن نقوله عن الصحراء كون المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.”

وتابع كارتيرون قائلا إن” الذين يناوشون ويقومون بخلق البلبلة سينتهي بهم الأمر يوم ما بالتوقف عن ذلك عن طريق الزمن أو من تلقاء أنفسهم”.

وأكد كارتيرون، خلال ندوة صحافية خصصت لتقديم دورة منتدى كرانس مونتانا، المقرر تنظيمها من الـ18 إلى الـ21 من مارس المقبل، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الأقاليم الجنوبية “تجسيد لما يمكن تحقيقه من خلال الرؤية والإرادة السياسية والحكومية في منطقة كانت تفتقر لأبسط المقومات”.

وتحتضن مدينة الداخلة المغربية للمرة الخامسة على التوالي الدورة السنوية لمنتدى كرانس مونتانا الذي يخصص لأفريقيا والتعاون جنوب – جنوب، في مارس القادم، في خطوة تعزز مساعي المغرب للنهوض بأقاليمه الجنوبية على صعيد تنموي واقتصادي.

وحسب مسؤولين مغاربة يشكل احتضان مدينة الداخلة لهذا المنتدى، الذي يعرف مشاركة دولية واسعة، أحسن رد على من يسعون للتشكيك في قدرة الأقاليم الجنوبية للمملكة على توفير الدينامية التنموية، ويعتبر المنتدى كذلك ردا على مساعي الخصوم إلى التعبئة على المستوى الدولي ضد تنظيم المنتدى بالداخلة.

4