"13 شارع غاري بلدي" ثاني إنتاج تونسي يعرض خارج رمضان

تجربة تلفزيونية تقطع مع موسمية الدراما الرمضانية في بلد ظل إنتاجه مقتصرا على شهر الصيام.
الاثنين 2021/02/15
خالد هويسة يجسّد دور وكيل الجمهورية في السلسلة البوليسية

بعد أن انطلقت قناة “الحوار التونسي” الخاصة في يناير الماضي في عرض السيتكوم الكوميدي “إن شاء الله مبروك”، تستعد قناة “التاسعة” الخاصة بدورها لتقديم سلسلة بوليسية جديدة تحت عنوان “13 شارع غاري بلدي”، لتقطع القنوات التونسية وبشكل نهائي مع موسمية الأعمال الدرامية التي بقيت على امتداد أكثر من ثلاثة عقود حكرا على شهر رمضان.

تونس - تستعدّ قناة “التاسعة” الخاصة في الثامن عشر من فبراير الجاري لعرض سلسلة بوليسية جديدة تحت عنوان “13 شارع غاري بلدي” للمخرج أمين شيبوب، في ثاني تجربة تلفزيونية لقناة تونسية خاصة تقطع مع موسمية الدراما الرمضانية، الأمر الذي سيثري المشهد الدرامي في بلد ظل إنتاجه مقتصرا لأزيد من ثلاثين عاما على شهر الصيام، لا غير.

وسبق لقناة “الحوار التونسي” أن عرضت في يناير الماضي سلسلتها الكوميدية الجديدة “إن شاء الله مبروك” للمخرج بسام الحمراوي، بمعدل حلقة كل أسبوع، مساء كل اثنين، لتأتي سلسلة “13 شارع غاري بلدي” في منافسة للقناة على نسب المشاهدة خارج الموسم الدرامي الرمضاني، وبسابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الدراما التونسية.

السلسلة الجديدة التي تنتجها شركة “فرتيغو فيلم” للإنتاج، من المنتظر أن يتم عرض حلقاتها المتصلة المنفصلة على قناة “التاسعة”، مساء كل خميس، إلى حدود انطلاق شهر رمضان القادم، فاسحة المجال للمسلسل الدرامي الجديد للقناة “أولاد الغول” المتكوّن من ثلاثين حلقة، لتواصل السلسلة البوليسية عروضها، إثر انتهاء الموسم الرمضاني.

والمسلسل الذي شارك في كتابته كل من عزة السعدي ورابعة السافي وغسان رزقي، يتكوّن جزؤه الأول من 15 حلقة، تتعرّض كل حلقة منه إلى جريمة قتل غامضة، يسعى المحقّق الرئيسي (الممثل الأسعد بن عبدالله) ومساعدوه بلال سلاطنية وإباء حملي وزياد عيادي إلى تفكيك شيفراتها، ليتمّ إشراك الجمهور بشكل تفاعلي عبر التصويت للتعرّف على القاتل الحقيقيّ، الذي يُكشف عنه في اليوم الموالي كتتمة للحلقة الأولى.

أمين شيبوب: العمل يكتسي مسحة من الغموض وفق نسق درامي مُتسارع الخطى

ويقول أحد أبطال السلسلة الممثل خالد هويسة في تصريح لـ”العرب”، “أجسّد في المسلسل دور وكيل الجمهورية الذي يمثّل السلطة القضائية للدولة، وهو يعيش مع كل حلقة صراعا داخليا مع نفسه والمحيطين به، خاصة المحقّق الذي يتناغم معه حينا ويختلف معه في أحيان أخرى لأجل الكشف عن القاتل وملابسات الجريمة”.

وخالد هويسة واحد من بين مجموعة من الممثلين الذين سيكون حضورهم دائما في السلسلة كالمحقّق الأسعد بن عبدالله، وابنته ليديا عسلي، ومساعديه بلال سلاطنية وإباء حملي وزياد عيادي، ونجلاء بن عبدالله التي تجسّد دور الطبيب الشرعي، مع مشاركة بعض النجوم كضيوف شرف على غرار زهرة الشتيوي ومالك بن سعد وعبداللطيف خيرالدين.

تقول الممثلة إباء حملي التي تجسّد في العمل دور المحقّقة حنان “من المنتظر أن يتم إنتاج أجزاء أخرى من السلسلة، إثر عرض الحلقات الأولى من العمل، قبل رمضان وبعده، ليمتدّ العرض على مدار العام، وهو يضم أزيد من 250 ممثلا سيظهرون تباعا، وسيكونون من المحرّكين الأساسيين للأحداث”.

وإن بدت فكرة سلسلة “13 شارع غاري بلدي” شبيهة إلى حد كبير بالسلسلة التونسية الشهيرة “ابحث معنا” التي كان يبثها التلفزيون العمومي التونسي في أواسط ثمانينات القرن الماضي، من حيث الشكل والمضمون، حيث يلتقيان في فكرة مشاركة الجمهور في اكتشاف القاتل مع نهاية كل حلقة سواء عبر المكالمات الهاتفية في “ابحث معنا” أو عبر التصويت في “13 شارع غاري بلدي”، إلّا أن الأخير يبشّر وفق ما جاء في “البرومو” الدعائي للسلسلة باعتماده آخر التقنيات السينمائية المتبعة في مثل هكذا سلسلات بوليسية عالمية على غرار “دكستر” و”لوثر” و”القائمة السوداء” وغيرها.

كما أن السلسلة الجديدة على عكس “ابحث معنا” لا تركّز فقط في تتبّع خيوط الجريمة المعقّدة على محقّق واحد، هو الفنان الراحل عبدالمجيد الأكحل، بل عبر مسار كامل يجمع بين محقّق رئيسي وثلاثة مساعدين إلى جانب الطبيب الشرعي ووكيل النيابة، في سعيهم للكشف عن ملابسات القضية المُناطة بعهدتهم قبل تحويلها إلى القضاء ليُصدر حكمه البات في الفاعل.

السلسلة البوليسية تُشرك الجمهور في تتبّع ملابسات الجريمة والكشف عن القاتل في كل حلقة، وذلك عبر التصويت

ويؤكّد مخرج العمل أمين شيبوب أنه يعتمد في إخراجه للسلسلة على الكاميرا المحمولة حينا واللقطة المقرّبة في مشاهد أخرى، ما يضفي على العمل مسحة من الغموض والإثارة وفق نسق درامي مُتسارع الخطى، يجعل المُتابع مشدودا للأحداث مع كل مشهد جديد.

وسبق لشيبوب أن توّج في استفتاء أجرته مجلة “سيدتي” العربية حول أفضل البرامج التونسية التي عرضت في رمضان 2018، بجوائز أفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل تتر غنائي عن سلسلة “جنون القايلة” (عفاريت الظهيرة) التي أتت في جزأين تم عرضهما تباعا في العام 2017 و2018 على “الوطنية 1” (عمومية) محقّقة نسب مشاهدة قياسية في أول عمل درامي للمخرج الشاب.

وهي سلسلة موجهة للأطفال واليافعين عن سيناريو لسامية عمامي وعزة السعدي، تطرح بشكل فانتازي قدرة الطفل التونسي على التعايش مع واقعه الزاخر بكل التطوّرات التكنولوجية والعلمية بطريقة يتجّسد من خلالها التوازن بين تاريخه وحاضره ومستقبله.

ودرس أمين شيبوب السينما في فرنسا، قبل عودته إلى تونس ليبدأ في فرض نفسه على الساحة السينمائية من خلال أفلامه القصيرة، حيث أخرج في العام 2006 أول أفلامه القصيرة الذي حمل عنوان “وفي الأثناء” ضمن تجربة “عشرة أفلام قصيرة عشر نظرات” التي أشرف عليها المخرج التونسي إبراهيم اللطيف، وفي العام 2009 قدّم تجربته الثانية “استحواذ”، تلتها تجربة “علاش أنا؟” (لماذا أنا؟)، وفي العام 2012 كانت له أوّل تجربة تلفزيونية عبر سلسلة “العيشة فن”، ليعود مرة أخرى إلى السينما عبر فيلمه القصير “مقاومة”، وهو يعدّ منذ مدة لفيلمه الطويل الأول “لعبة الملوك”.

17