ملحمة مسرحية تحكي تاريخ الزنوج بتونس

تحت شعار “عندي حلم” تنطلق فعاليات الدورة 32 للمهرجان الدولي للتمور بمحافظة قبلي التونسية (جنوب غرب تونس) أيام 25 و26 و27 و28 ديسمبر الجاري، وقد سعت إدارة الدورة الحالية إلى تقسيمها إلى فقرات متنوعة منها الاقتصادية والترفيهية ومنها الاحتفالية والفنية والملحمية، علاوة على الندوات الفكرية.
أكدت إدارة المهرجان لـ”العرب” أنه إيمانا منها بقيمة التوثيق التاريخي وتجسيده من خلال استحضار الملاحم الشعبية، باعتبارهـا من أهم روافد المحافظة على الذاكرة الجماعية والموروث الشعبي التونسي عموما والجنوبي خاصة، أقدمت إدارة المهرجان على إعادة تجربة السنة الماضية والمتمثلة في إنتاج عمل فني ضخم بعنوان “ضفائر وطن” من شعر وأداء الشاعر التونسي جمال الصليعي وسيناريو وإخراج حافظ خليفة.
وتروي المسرحية حكاية شعبية حول صراع أهل المنطقة من أجل المحافظة على وحدة أراضيهم إبان فترة الاستعمار، والتي قدمت السنة الماضية في ساحة عمومية كبرى بمشاركة كل من الراحل الطيب الوسلاتي وعبداللطيف بوعلاق ودليلة المفتاحي، في حين سيتم إنجاز الجزء الثاني لهذه الملحمة بعنوان “باب الوطن” بطولة دليلة مفتاحي وحمادي المزي وكمال العلاوي وعبداللطيف بوعلاق.
واعتمادا على اختيار شعار الدورة الحالية للمهرجان “قبلي بوابة أفريقيا” فإنه قد تم الاختيار على موضوع جديد، متمثل في حكاية المغامر المركيز دي موريس الذي مرّ بربوع قبلي وأبدى رغبته الجامحة في أن يهيّئ طريقا يربط مستعمرات شمال أفريقية ببقية المستعمرات الفرنسية بأفريقيا جنوب الصحراء.
كاتب السيناريو والمخرج حافظ خليفة أراد في هذه الملحمة تسليط الضوء على النسيج الاجتماعي لسكان قبلي وكيفية تكونه منذ البداية وخاصة منهم الزنوج وأسباب مأتاهم، باعتبار أن قبلي كانت مركزا تجاريا وسوقا تمرّ منه كل القوافل لبيع وشراء الزنوج قبل صدور قانون منع تجارة الرقيق سنة 1841 من قبل البـاي الـــتونسي أحمد باي.
وفي هذا الإطار يسعى المخرج حافظ خليفة إلى استعمال الفانتازيا لتقديم حكاية مترابطة تشدّ المشاهد، يسرد من خلالها ماضي ربوع قبلي وأهم أحداث تاريخها الثري، حيث سيكون العمل ممزوجا بين الحوار الشعري واللفظي مع التأكيد على أن شخصية المركيز دي موريس ستقدم باللغة الفرنسية.