عربة إسعاف المستقبل
نيكولاس، مثل غيره من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في ولاية تينيسي الأميركية، كان لديه خيار في كيفية إنهاء حياته.
إحدى الطرق -كما حدد قانون الولاية- سلسلة من الحقن؛ واحدة لتهدئه، تليها أخرى من شأنها أن تشله وتوقف قلبه. ومع ذلك اختار نيكولاس، كأربعة سجناء آخرين أعدموا أمامه في تينيسي منذ عام 2018، الخيار الآخر للولاية: دورتان من 1750 فولت من الصعق الكهربائي.
يعد الكرسي الكهربائي طريقة من الماضي؛ إذ ينظر إلى الحقْن على أنه الوسيلة الأرحم في الإعدام من القتل بالرصاص أو الصعق الكهربائي أو الشنق. لكن محاميّ السجناء يقولون إن الرجال المعدومين في ولاية تينيسي اختاروا الصعق بالكهرباء لأنهم يخشون أن يتعذبوا بالمواد الكيميائية أو يتم تجميدهم في مكان ما وإخضاعهم إلى تجارب علمية قد تعيدهم إلى الحياة في المستقبل.
كان اختيارهم ملفتا.. اختاروا الصعق الكهربائي ليتأكدوا من أنهم أصبحوا في عداد الموتى ولن يجمدوا.
وبعيدًا عن الحجج حول ما هو ممكن، أو قد يكون ممكنًا في المستقبل، هناك سؤال آخر: لو كان من الممكن إعادتك إلى الحياة بعد موتك، هل سترغب في ذلك؟ سيقول بعضكم إن هذا متوقف على حياتنا إن كانت تستحق العيش في المقام الأول.
يقال إن أحد الأشياء التي تجعلنا بشرًا هو وعينا بفنائنا، لطالما عرفنا أننا سنموت يومًا ما وإن نسينا أو تناسينا في بعض الأوقات، لكن رغم ذلك لطالما تساءلنا عن إمكانية الاستيقاظ مرة أخرى.
قصص القيامة والخلود موجودة في عدد لا يحصى من الأديان والأساطير، وفي السنوات الأخيرة كان العديد من هذه القصص يتوقف على فكرة الحفظ بالتبريد: تجميد الجسد ثم إعادة إحيائه في المستقبل. إذا كان الأمر قد نجح مع بطل حرب النجوم هان سولو وكابتن أميركا وفراي في المسلسل التلفزيوني “فوتثرما” الذي تدور أحداثه في القرن الحادي والثلاثين، فلماذا لا تنجح معنا؟
يبدو أن الحفظ بالتبريد والإنعاش غير ممكن بنسبة مئة في المئة اليوم، البشر ليسوا في أوج معارفهم في الوقت الحالي، لديهم بالتأكيد المزيد ليتعلموه ويكتشفوه في المستقبل.
بناءً على هذه الفرضية سيجد العلم في يوم من الأيام حلولًا للضرر الذي لا يمكن إصلاحه وفقًا لمعايير اليوم حتى وصول التكنولوجيا الطبية اللازمة.
يشبه الأمر حمل محتضر في رحلة بعربة إسعاف إلى مستشفى مستقبلي قد يكون موجودًا أو غير موجود.
لكن هل تستوعبون ما يحدث؟ إذا نجح الأمر فسيعثر البشر على علاج للموت، على الأقل مؤقتًا.
