مواسم الانتظار
انتظار! لا أحد يحب الانتظار أليس كذلك؟ نحن نعيش في مجتمع سريع الإيقاع حيث نريد كل شيء على الفور، تم تدريب أدمغتنا على توقع أشياء فورية وعاجلة!
إن أسوأ تجربة يمكن أن يمر بها الإنسان في يومه هي الانتظار.. انتظار لا ينتهي في غرفة مخصصة للانتظار خاصة إذا كانت هذه الغرفة في عيادة طبيب.. الجميع يكره غرف الانتظار أكثر من الانتظار نفسه.
قضيت نصف وقتي هذا الشهر ولا زلت، في قاعات الانتظار في عيادات الأطباء.
تضيف غرف الانتظار ضغوطًا غير ضرورية على موقف مرهق بالفعل. تزيد من انزعاج المريض، وتؤكد على عملية الانتظار المملة. زاد الوضع سوءا ببكاء طفلتي التي تظن في قاعة الانتظار لمخبر الكشف بالأشعة أنني سأدخل ولن أرجع ربما.
كانت الممرضة متفهمة جدا حين وافقت أن تتصل بي حين يحين دوري لأني مضطرة لإخراج ابنتي من هذا المكان المزعج حقا لها.. ولي.
لكن لماذا لا يمنح المرضى الحرية في انتظار دورهم في سياراتهم أو في المقهى المجاور أو في الشارع - أو في أي مكان يختارونه - بدلاً من حصرهم في غرفة انتظار مزدحمة وخانقة جنبًا إلى جنب مع القلق والجراثيم الجديدة، خاصة أنه في ظل الظروف الصحية الراهنة، أصبحت غرف الانتظار بالإضافة إلى كونها من أكثر الأماكن كآبة على وجه الأرض، واحدة من أسهل الأماكن في العالم للإصابة بالمرض.
تصر ابنتي مثلا على أن تنتظر معي لدى طبيبة الأسنان ما أن تطأ ساقانا المبنى. ولا أجد تفسيرا لحبها بعض قاعات الانتظار وكرهها لأخرى.
قد يكون التصميم الذي تم إدخاله إلى غرفة الانتظار في عيادة طبيبة الأسنان أحدث فرقًا كبيرًا في مستويات القلق. تضمن عوامل تشتيت إيجابية وألوان مبهجة وإطلالات خارجية لمراقبة الشارع المزدحم خارج المبنى ومقاعد مريحة تستوعب الأطفال..
وبعيدا عن قاعات الانتظار الكئيبة يجد الكثيرون منا أنفسهم في موسم الانتظار وكصالات الانتظار الأخرى فإن صالة الانتظار في الحياة هي أيضا مكان غير مريح. وبينما نجلس، في انتظار فتح باب للمرحلة التالية من حياتنا، نمتلئ بالأسئلة “ماذا الآن؟” و”ماذا بعد؟”.
ومهما كان فلدينا خيارات يمكننا الانتظار بقلق وخوف أو يمكننا الانتظار مع بعض الرضا، فبعض غرف الانتظار مبهجة!
وعلى كل حال لا تنسوا في مواسم الانتظار أن تعيشوا حياتكم حتى لا يمر العمر في الانتظار !
