روائح تشبهنا

الشعور بالسعادة قد يرتبط برائحة معينة. كل الروائح الحلوة والمفاجئة تذكرنا بالمنازل.
السبت 2021/11/20
ذكريات منزل الطفولة تتضمن رائحة حلويات العيد

ما هي رائحة منزلك؟ سؤال بسيط، لكن رغم ذلك فإجابة كل شخص يمكن أن تكون فريدة ولا تشبه أي إجابة أخرى.

 هذا يعود إلى أن رائحة المنازل فريدة كما بصمة إصبع الإنسان.. كما البصمات التي لا تتشابه، فالرائحة التي تثير نفس الشعور للجميع غير موجودة.

 لا عجب أن يصف خبراء الرائحة بأنها طريق بدائي يتحدى المنطق والفكر الواعي، فليس من المستغرب أن شيئا غامضا مثل الشعور بالسعادة قد يرتبط برائحة معينة.   

 كل الروائح الحلوة والمفاجئة تذكرنا بالمنازل.

 يتذكر بعضنا منازلهم برائحة شخص عزيز عليهم قد يتذكره آخر بنوع من المنظفات تطبع على ملاءاته ليلا أو يمكن أن يتذكر شخص رائحة منزله برائحة دواء قوي أو رائحة سيجارة أو أرجيلة خاصة إن كانت بعطر التفاح..

يتذكر أغلبنا منازلهم برائحة طهي مميزة، كما بالنسبة لي. تتضمن العديد من ذكريات منزل طفولتي روائح كثيرة منها الرائحة الرائعة لحلويات عيد الفطر التي تُحضر في مطبخ منزلنا..

كثيرا ما دعتني أمي للانضمام إليها في لف عجينة البسكويت. شجعتني على الفوضى مع الدقيق والتذوق على طول الطريق حين كنا نعود من المخبزة محملين بالأطباق.

أضفت في الفترة الماضية إلى درج الأواني القليلة التي يحتويها قدرا نحاسية يتجاوز عمرها الخمسين عاما، كانت تطبخ فيها أمي أكلاتها المميزة وقد ورثتها هي الأخرى عن أمها، أتعمّد في كل مرة الطبخ فيها. أعتقد أن الأكل فيها يكون ألذ والروائح أشهى.

يذكرني مطبخي بمطبخ أمي أو ربما تعمدت أن يكون تقليديا بالنسبة لي.

المطابخ العصرية لا تمثلني تخنقني على سعتها تبدو وكأنها شيء من فيلم خيال علمي، غرفة بيضاء صارخة على الأغلب لا تبدو وكأنها موجودة في منزل يعيش فيه بشر.

الفوضى المنظمة وغالبا ما تكون غير منظمة هي ما يمثلني! المطابخ التقليدية متعة حتى بخزائنها التي تحتاج إلى ارتفاع لاعب كرة سلة محترف لرؤية الخزانات العلوية أو قوة عضلات مدرب بيلاتيس لتحمل تمرين القرفصاء المطلوب للحصول على شيء من الخزانات السفلية.

 في الوقت الحالي، ربما ترفع حاجبك إذا كنت من الفئة الأخيرة. وعلى عكس المطابخ العصرية، فإن المطابخ التقليدية تدور حول التفاصيل الصغيرة والشخصية الفردية دائما ما تبدو مرحبة والأهم دافئة.

كبرت وتعلمت أن الطعام الجيد يدور حول البساطة والمكونات الطازجة والكثير من الحب! لا شيء يضاهي رائحة السعادة التي تنبعث من مطبخ تقليدي.

20