زيارة الدبيبة لا تنهي الجدل بشأن التوتر بين تونس وليبيا

تونس – لم تنه زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى تونس الأسبوع الماضي، الجدل القائم بشأن التوتر بين البلدين، حيث أشار الجانب الليبي إلى وجود حملة ممنهجة لتعكير صفو العلاقات مع تونس.
وأفاد المتحدث باسم الحكومة الليبية محمد حمودة بوجود حملة ممنهجة لإفساد صفو العلاقات بين ليبيا وتونس.
وقال في تصريح صحافي “إن الأنباء التي تتعلق بمنع المواطنين الليبيين من دخول تونس غير صحيحة”، مشيرا إلى أن “السفير التونسي لدى ليبيا لسعد العجيلي أكد ذلك”.
وأضاف أن “هناك حملة ممنهجة لإفساد صفو العلاقة بين البلدين”.
وكان سفير تونس لدى ليبيا لسعد العجيلي نفى اتخاذ السلطات التونسية موقفا ضد حاملي جواز السفر الليبي، قائلا إن “الليبيين مرحب بهم في تونس ولن تتخذ تونس يوما قرارا ضد الليبيين”.
وأشار إلى أن “الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة التونسية أساسها صحي لا سياسي، بسبب انهيار المنظومة الصحية في تونس وتدهور الوضع الصحي الفترة الماضية”.
وترى أوساط سياسية تونسية أن حركات الإسلام السياسي بالبلدين ترفض الترتيبات الجديدة، وتسعى جاهدة إلى إفشال قرارات الرئيس قيس سعيّد في تونس، فضلا عن تعطيل مسار الاستقرار السياسي في ليبيا وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

حاتم المليكي: حركات الإسلام السياسي تسعى لإرباك الوضع في البلدين
وأفاد حاتم المليكي، السياسي والنائب المجمد بالبرلمان التونسي، بأن “العلاقة بين تونس وليبيا شهدت مرحلة من التوتر، باعتبار الوضع الصعب في البلدين”، قائلا “هناك أطراف لديها مصالح مشتركة وتسعى لتأزيم العلاقة بينهما”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “حركات الإسلام السياسي وموقف تركيا ممّا يحدث في تونس وليبيا بعد الخامس والعشرين من يوليو الماضي يرفضان نجاح هذا المسار”.
وتابع “هناك عمل كبير وواضح على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، يكشف وجود أجندة سياسية خارجية تعمل على إفشال قرارات الرئيس قيس سعيّد في الخامس والعشرين من يوليو، وكذلك تعطيل مسار الانتخابات الليبية المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم”.
وأشار المليكي إلى أن “التوتر ظهر في غلق الحدود بين البلدين والتصريحات المتشنجة من الطرفين”.
وأكدت تونس أن لا صحة للأخبار التي تروج بشأن اتخاذ قرار يقضي بمنع دخول حاملي جواز السفر الليبي، بمن فيهم من لديهم إقامة بتونس.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج، في بيان لها نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك، “ننفي نفيا قاطعا ما يروج من أخبار تتعلق بمنع تونس عددا من المسافرين الليبيين من دخول تراب تونس”، مؤكدة أن “كل ما يتم تداوله في هذا الإطار لا أساس له من الصحة”.
كما أشار البيان إلى أن اللجنتين العلميتين لمجابهة فايروس كورونا بالبلدين، تعملان على تجهيز بروتوكول صحي موحد يتقيد به المسافرون من وإلى وجهتي البلدين، وأن كل ما يروج لن يمس بالعلاقات المتينة والتاريخية بين تونس وليبيا.
والخميس الماضي، ناقش رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة مع الرئيس التونسي قيس سعيّد في تونس، مسألة فتح المعابر الحدودية بين البلدين.
واتفق الجانبان على التنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية في البلدين لإعداد بروتوكول موحد لعودة الحركة البرية والجوية بينهما “في أقرب وقت ممكن”، بحسب بيان للحكومة الليبية.
وكان الدبيبة سعى في تصريحات سابقة للتبرؤ من التصريحات التي نسبت إليه، لكن تونس لم تتفاعل مع هذا التبرؤ على لسان أي مسؤول بارز، ما يظهر أن الموقف الرسمي لم يتغير تجاه الإساءات التي طالت البلاد، كما أنها لم تغير موقفها بشأن المخاوف من التقارير التي حذرت من تسلل مجموعات إرهابية لدعم جهة على حساب أخرى في الخلاف الدستوري الدائر بتونس.
وقال الدبيبة، مخاطبا البرلمان المتمركز في شرق البلاد، إن “الاتهامات مصدرها أجهزة الأمن التونسية والليبية”، وأضاف أنه “لا يتهم دولة تونس وأنهم في ليبيا يردون على أي اتهام”.
وأعلنت الحكومة الليبية أن موعد فتح المعابر البرية والجوية مع تونس، سيكون الأسبوع الحالي، وفق بيان للناطق باسم الحكومة الليبية محمد حمودة.
وقال حمودة في بيان مقتضب نشر على صفحته على فيسبوك، إن “اتفاقا حصل بعودة فتح الحدود واستئناف الحركة الجوية خلال الأسبوع المقبل، بحسب بروتوكول صحي موحد بين البلدين”.
وفي الثامن عشر من أغسطس الماضي، أعلنت السفارة الليبية في تونس عن رفع القيود عن حركة التنقل بين البلدين وعودة الرحلات الجوية بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا.
وأفادت السفارة الليبية في تونس قبل نحو ثلاثة أسابيع بأن القائم بأعمالها والقنصل العام الليبي في تونس، سلّما وزارة الشؤون الخارجية التونسية قرار حكومة الوحدة الوطنية القاضي برفع قيود التنقل.
وجاء ذلك إثر تقلص انتشار وباء كورونا ونجاح البلدين في حملات التلقيح للمواطنين.
وفي السادس والعشرين من أغسطس الماضي، أجرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزير داخلية بلدها خالد مازن زيارة رسمية لتونس لبحث إعادة فتح الحدود بين البلدين، بعد قرار سابق من الجانب الليبي في الثامن من يوليو الماضي بإغلاق الحدود جوا وبرا بين البلدين بسبب انتشار فايروس كورونا.