بريطانيا تحبس أنفاسها انتظارا لحكومتها الجديدة

تخلى زعيم المحافظين ديفيد كاميرون عن النبرة الهادئة التي كان يتمتع بها خلال الحملة الانتخابية ليشن هجوما لاذعا يوم الاقتراع على خصومه السياسيين ولا سيما إد ميبليناد زعيم حزب العمال.
ودعا كاميرون البريطانيين أمس إلى تأييد حزبه ومنع وصول منافسه ميليباند إلى رئاسة الوزراء. وقال في رسالة مسجلة لمؤيديه "اليوم ستصوتون في أكثر الانتخابات أهمية لجيل كامل".
وأضاف “إذا أردتم إيقاف إد مليباند والحزب القومي الاسكتلندي من الوصول إلى السلطة وتدمير اقتصادنا، وإذا أردتم أن أعود إلى العمل يوم الجمعة لأواصل خطتي الاقتصادية طويلة الأمد كرئيس للوزراء، فمن المهم أن تصوتوا للمحافظين".
ويعتقد الباحث في كلية لندن للاقتصاد مهند الحاج علي أنه في حال فوز المحافظين وتشكيل ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار مرة أخرى، فإن لندن أمام حكومة تضم مجموعة متطرفة، ما يؤشر إلى أن البلاد ذاهبة إلى سياسات أسوأ وأكثر يمينية.
|
لكن هذه الفرضية تبقى معلقة إلى حد بعيد حتى ظهور النتائج الرسمية بعد ظهر اليوم، فالمفاجأة تكمن في تصدر ميليباند الانتخابات وهو ما سيجعله أمام حتمية تكوين ائتلاف مع قوميي اسكتلندا لإزاحة المحافظين من طريقهم.
ويعتبر محللون الانتخابات الحالية هي استمرار للانتخابات التي جرت عام 2010، في مسألة عدم حصول أي من الأحزاب على الأغلبية المطلقة وهو أمر غير معهود.
والمعركة الانتخابية تدور حول قدرة حزب العمال على الفوز بمقاعد أكثر من حزب المحافظين أو العكس، مما يخول لأي الحزبين خوض مفاوضات مع الأحزاب الصغرى لتشكيل الائتلاف الحكومي، ولم تعد المسألة تنحصر في فوز أي من الحزبين التقليدين في بريطانيا وانفراده بتشكيل الحكومة.
وما يميّز الانتخابات البريطانية عن باقي الانتخابات في دول أوروبا هو أن النظام الانتخابي مبني على الدوائر والأغلبية البسيطة في الدوائر، ما يعني أن الأحزاب الصغرى يمكن أن تحصل على مقاعد أكبر بكثير من حجمها، وذلك على عكس دول أوروبا الأخرى حيث تعتمد على النسبية.
وتتنافس الأحزاب الرئيسة السبع وهي المحافظين والعمال والديمقراطيون الأحرار واستقلال بريطانيا وقوميي اسكتلندا والخضر والوطني البريطاني على 650 دائرة في البلاد، حيث يمثل كل دائرة منها نائب واحد فقط يكون عضوا في مجلس العموم.
وتستأثر إنكلترا بنصيب الأسد من الدوائر الانتخابية الموزعة على كامل المملكة المتحدة بـ533 دائرة انتخابية فيما تتوزع في اسكتلندا 59 دائرة تليها ويلز بـ40 دائرة وأخيرا إيرلندا الشمالية بـ18 دائرة.
ويرى البعض أن بريطانيا ستعيش فترة من الفراغ الحكومي في ظل ما يسمّى بالبرلمان المعلق خصوصا أن المفاوضات التي ستجري بين الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلاف ستكون صعبة.
ويتوقع خبراء أن تجري عملية فرز الأصوات ببطء بسبب إجراء انتخابات محلية في 80 بالمئة من بريطانيا بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية ونتيجة لتوفر إمكانية الإدلاء بالأصوات عبر البريد فإن قرابة 20 بالمئة من الناخبين صوتوا أمس الأول.
وتظهر نتائج سبر الآراء عدم حصول أي حزب على الأغلبية التي تسمح له بتشكيل حكومة بمفرده، إذ ينبغي على أي حزب الحصول على 51 بالمئة من عدد المقاعد في المجلس ليستطيع تشكيل حكومة منفردا.