انتخابات إيران تتحول إلى صراع على منصب المرشد

في كل مرة كان يختفي فيها خامنئي لمرضه ثم يظهر لدحض الشائعات حول صحّته المتدهورة، كان الصراع المثير يشتعل بين المحافظين والإصلاحيين، وتظهر المخاوف من تدهور يطال دواليب الدولة، والمعركة على أشدها هذه المرة باعتبارها المرة الأولى التي سيتم فيها اختيار مرشد من قبل المتصارعين أنفسهم.
السبت 2015/12/19
كرسي الحل والربط

تستعد إيران لتنتخب برلمانها ومجلس خبرائها، وهي تنتظر الاستفتاءات التي تعتبر الأهم في إيران، في فبراير المقبل، من أجل اختيار ثالث مرشد أعلى للبـلاد منذ 1979.

لكن المشهد الانتخابي تحول إلى ساحة حرب، بينما يسعى كل من التيارين المتشدد والمعتدل إلى السيطرة على مجلس الخبراء ذي الصلاحيات الواسعة، والذي يتوقع أن يختار زعيما جديدا خلفا لعلي خامنئي.

وبسبب الصلاحيات الكبيرة للمجلس، فإن التنافس حاد، بينما يحاول كثير من “رجال الدين” من مختلف المعسكرات السياسية، الوصول إليه أيا كانت الطريقة.

وبرز هذا الصراع، عبر إبداء المحافظين المقربين من خامنئي عن مخاوف إزاء ترشح حفيد الخميني، المقرب من الرئيس حسن روحاني، وحذروا من خطر تشكل تحالف إصلاحي يظهر في قمة المؤسسة السياسية الإيرانية.

كما هدد المحافظون رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بأنه سيلقى مصير حسين علي منتظري، الذي مات تحت الإقامة الجبرية، بسبب كشفه عن عقد قيادات النظام جلسات للبحث عن بدائل في حال موت المرشد.

وحذر محمد كاظم أنبار لوئي، عضو اللجنة المركزية في حزب “مؤتلفة إسلامي”، الإصلاحيين من مغبة الإقدام على تلك الخطوة قائلا إن “الحريصين على الثورة يخشون أن يلقى رفسنجاني مصير حسين علي منتظري”.

وانتقد لوئي تصريحات رفسنجاني الأخيرة حول تشكيل لجنة لدراسة المرشحين المحتملين لشغل منصب المرشد الأعلى، الأمر الذي يعتبر من المحرمات في إيران.

وأثار مقترح الرئيس الإيراني الأسبق حول تشكيل “مجلس قيادي” بدل منصب المرشد الأعلى بعد وفاة علي خامنئي، الجدل بشأن مصير القائد القادم للبلاد.

مرشحون لتولي منصب المرشد
◄ هاشمي شاهرودي

◄ هاشمي رفسنجاني

◄صادق لاريجاني

◄ مصباح يزدي

◄ مجتبى خامنئي

هذا الصراع الداخلي حول قمة هرم السلطة، ينعكس على صراعات خارجية متورطة فيها إيران في كل من اليمن والعراق وسوريا، وكلها قضايا تحتاج قيادة قوية من “الولي الفقيه” الذي يقود البلاد ويجمع بين الخبرة الدينية والسياسية بحسب شروط الدستور، وهذا ما لا يريده المحافظون أن يضيع منهم.

ويذهب محللون إلى القول إنه في حالة وفاة خامنئي وتولي رفسنجاني المنصب، فإنه من المحتمل أن يؤسس تحالفا إصلاحيا مع روحاني، قد يؤدي إلى إعادة هيكلة البنية المحافظة التي يقوم عليها النظام عموما.

ولم تكن الانتخابات على المجلس ذات طابع تنافسي قبل 2007، فلمدة 24 عاما، اختار أعضاء المجلس علي مشكني لرئاسته، وبعد وفاته بدأ عقد الانتخابات الداخلية، وللمرة الأولى رشح عدد من الأعضاء أنفسهم آنذاك.

ورغم أن الدستور يحدد الإجراء الرسمي لاختيار المرشد، من قبل مجلس الخبراء المنتخب، غير أن المراقبين يخشون أن تؤثر الصراعات الحالية على تعيين وريث لخامنئي، بحيث يكون اختياره تغلب عليه علاقاته السياسية، أكثر من مكانته الدينية.

فهناك من يدعمون مرشحا إصلاحيا مثل رفسنجاني، ولكن هناك بالمقابل من يؤكدون أن من ترشح لهذا المنصب الرفيع، يجب أن يكون قريبا من الحرس الثوري الذي يكون له دور كبير في اختيار المرشد الجديد.

وتدور تكهنات وفق مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الإيراني إلى أن هناك خمسة مرشحين للمنصب، وهم هاشمي شاهرودي الذي يتولى منصب رئيس مؤقت لمجلس خبراء القيادة ومن المحتمل انتخابه كرئيس دائم.

أما المرشح الثاني فهو رفسنجاني، والثالث صادق لاريجاني وهو يترأس القضاء، ورغم أنه يعتبر في مستوى رفيع بين آيات الله، وله حظ معقول ليصبح المرشد بسبب علاقاته القوية بالحرس الثوري، ولكنه أقل خبرة من رفسنجاني وشاهرودي.

وهناك حظوظ أيضا لمحمد تقي مصباح اليزدي، وهو محسوب على التيار المحافظ اليميني الذي يرهب في كثير من الأحيان ليس فقط الإصلاحيين وإنما أيضا التيارات المحافظة وسط الخارطة السياسية.

ويبقى مجتبى خامنئي الابن الثاني للمرشد الحالي، أقلهم حظا لكونه صغيرا جدا (45 عاما)، رغم قوته النابعة من سيطرته على قوات “الباسيج”.

5