الجفاف يفاقم متاعب الصومال

مقديشو - حذّرت وكالات الأمم المتحدة حاليا من موجة جفاف وشيكة ومثيرة للقلق في الصومال، حيث لم يهطل القدر الكافي من المطر في موسم الأمطار لعدة سنوات متتالية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 2.3 مليون شخص، أي حوالي خمس سكان الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، لديهم القليل للغاية من المياه، مضيفا أن مجاري الأنهار والآبار جفت.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في الصومال إلى وجود وضع "مقلق للغاية".
وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 96 ألف شخص غادروا منازلهم بالفعل، خاصة في وسط البلاد وجنوبها، بسبب عدم وجود ما يكفي من الغذاء والمياه.
وحذرت خديجة ديري وزيرة الشؤون الإنسانية قبل أيام قليلة، من أن الأطفال وكبار السن والمرضى معرضون لخطر المجاعة بصورة خاصة.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، مات بعض السكان جوعا بالفعل. وتأكد في منطقة جوبالاند وفاة خمسة أشخاص بسبب الجوع وسوء التغذية الحادّ.
ولم تشهد الصومال عقودا من الحرب الأهلية منذ عام 1990 فحسب، بل شهدت أيضا اثنتي عشرة موجة جفاف.
ودعت الحكومة الصومالية الهيئات الإنسانية المحلية والدولية إلى تقديم مساعدات إنسانية لإنقاذ سكان تلك المناطق الذين يواجهون معاناة إنسانية صعبة جراء الجفاف.
وقال رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، عقب اجتماع طارئ مع بعض وزراء حكومته حول مستجدات الجفاف الذي ضرب أقاليم جنوب ووسط البلاد “ندعو الهيئات الإنسانية والمحلية إلى الإسراع في تقديم معونات إنسانية وتوفير مياه صالحة للشرب في المناطق التي ضربها الجفاف".
ولفت روبلي إلى أن حكومته بدأت بإجراءات تقديم مساعدات إنسانية لهؤلاء المتضررين بسبب الجفاف في ولايتي (محافظتي) جوبالاند وغلمدغ.
كما دعا رئيس الوزراء الشعب إلى تضافر جهود التعاون في ما بينهم لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الصعبة، التي تفتك بالمواشي وتهدد السكان.
وتسببت موجة جفاف جديدة ضربت الأقاليم الجنوبية في الصومال بنفوق أكثر من 34 ألف رأس من الماشية، فيما تهدد حياة الملايين من سكان أقاليم جوبا السفلى والوسطى، وغدو، وجلجدود، ومدغ، في ولايتي جوبالاند وجلمدغ المحليتين.
وبحسب وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، فإن نحو 7.7 مليون مواطن يواجهون أوضاعا إنسانية مزرية، جراء عوامل الجفاف والجراد الصحراوي وتذبذب موسم الأمطار، إلى جانب تداعيات وباء كورونا الذي شل حركة اقتصاد البلاد وتسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأما في ولاية جوبالاند المحلية، فإن مدن بلد حاوة، وبطاطي، وأفمدو، ولوق، تعد من أكثر المناطق تضررا جراء الجفاف الحاد الذي ضرب الإقليم نتيجة عدم هطول الأمطار الموسمية بشكل منتظم.