السياحة المغربية تحقق قفزة في الإيرادات

القطاع يسعى للتأقلم مع الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة، ويتطلع إلى تحقيق نمو أكبر في أعداد السياح.
الأربعاء 2021/11/24
السياحة المغربية تتطلع إلى حدوث تغيير عميق

الرباط – مكن تعافي القطاع السياحي في المغرب في أعقاب تخفيف قيود الإغلاق الاقتصادي تدريجيّا البلاد من تحقيق إيرادات كبيرة في الربع الثالث من العام الجاري.

وأظهرت إحصائيات حديثة نشرتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية الحكومية أن عائدات ‏السياحة سجلت في الفترة الفاصلة بين يونيو وسبتمبر الماضيين ارتفاعا بلغ 16 مليار درهم (1.73 مليار دولار) أي بزيادة قدرها ‏‏202 في المئة على أساس سنوي.

وأوضحت المديرية، في المذكرة الخاصة بالظرفية لشهر نوفمبر الجاري والتي نشرت مقتطفات منها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن هذه العائدات تبقى، مع ذلك، ‏منخفضة بنسبة 40.2 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2019.

وبالنظر إلى هذه الأرقام تكون نسبة التراجع على أساس سنوي لهذه العائدات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام قد بلغت نحو 6 في المئة.

1.73 مليار دولار عوائد في الربع الثالث من 2021 بزيادة قدرها 202 في المئة بمقارنة سنوية

وتظهر الأرقام الرسمية للمديرية أن عوائد السياحة تراجعت في العام الماضي بواقع 53.8 في المئة، وهو ما يمثل خسارة بقيمة 42.4 مليار درهم (حوالي 4 مليارات دولار) على أساس سنوي.

وقررت السلطات في يونيو الماضي استئناف رحلات الطيران بناء على المؤشرات الإيجابية للحالة الوبائية بالبلاد، خصوصا عقب توسيع حملة التطعيمات في كافة المناطق.

وقالت وزيرة السياحة نادية العلوي حينها إن “الوزارة عن طريق المكتب الوطني للسياحة وضعت مجموعة من التدابير لتسريع وتيرة إنعاش السياحة عبر استراتيجية متكاملة ومتنوعة”.

وتتطلع السياحة المغربية، التي لا تزال تعاني من تداعيات الجائحة مع تراجع نشاط شركات الأسفار وإغلاق أغلب المرافق لأكثر من عام، إلى حدوث تغيير عميق وتعافٍ مستدام مع إطلاق المكتب الوطني المغربي للسياحة آلية تسويق تهدف إلى إنعاش القطاع.

ويسعى القطاع للتأقلم مع الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة، ويتطلع إلى تحقيق نمو أكبر في أعداد السياح، بفضل التدابير التي تم اتخاذها لمواجهة الوباء، فضلا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي وجهود تطوير المنتجات السياحية.

استئناف رحلات الطيران

ومن المتوقع أن تشهد أغلب المدن السياحية، وخاصة أغادير والصويرة ومراكش وطنجة، حركية أكبر في ما تبقى من الموسم الحالي مع استمرار عودة الزوار إليها وأن تكون قبلة لتوافد السياح المحليين والقادمين من الخارج.

ويقول مهنيون إنه رغم كل مساعي الحكومة لبث الروح في القطاع إلا أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن عودة السياحة إلى وضعها الطبيعي قبل الجائحة، حينما حققت البلاد رقما قياسيا في 2019 باستقبال نحو 13 مليون زائر.

وفي مايو الماضي ذكرت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية في تقرير أن موسم 2021 سيظل متأثراً بأزمة كورونا بعد تراجع إجمالي إيرادات القطاع بنسبة 70 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة من أبريل إلى ديسمبر من العام الماضي.

وتساهم السياحة، وهي أحد أبرز المحركات الاستراتيجية للمغرب إلى جانب الصادرات، بنحو 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل بها أكثر من نصف مليون شخص بحسب التقديرات الرسمية.

10