الأردن يسعى للتخلص من عبء"الخوذ البيضاء"

عمان – أعلنت برلين الثلاثاء عن استقبالها لأحد كبار المسؤولين في “الخوذ البيضاء” قادما من الأردن برفقة أسرته. وأوردت وزارة الخارجية الألمانية أن المسعف الذي يعتقد أنه رائد الصالح “وصل فعلا إلى ألمانيا” دون أن تكشف أين حطت طائرته ومكان إقامته.
وأكدت الوزارة بذلك معلومات لمجلة “دير شبيغل” مفادها أن الصالح وأسرته نقلوا إلى ألمانيا من الأردن في طائرة رسمية حطت مساء الاثنين. وكتبت المجلة أنه أحد المسؤولين الذين نظموا بمساعدة إسرائيل عملية إجلاء لعناصر الخوذ البيضاء إلى الأردن قبل عامين.
وكانت إسرائيل قامت بإجلاء أكثر من 400 من هؤلاء المسعفين وأفراد أسرهم بعد الفرار من درعا والقنيطرة (جنوب) لدى سيطرة قوات النظام السوري على المحافظتين في صيف العام 2018، وتم نقلهم إلى الأردن.
ويتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الخوذ البيضاء بأنهم مجموعات مأجورة لتنفيذ مهام قذرة تستهدفه داخل سوريا، في المقابل لقيت هذه المنظمة إشادات دولية لدورها في إغاثة الآلاف من المدنيين.
ورفضت عمان توطينهم ملزمة المجتمع الدولي بتقديم تعهدات لضمان انتقالهم إلى وجهات أخرى، وهو ما وافقت عليه الدول الغربية.
وأعربت حينها كل من بريطانيا وألمانيا وكندا عن استعدادها لاستقبال عناصر الخوذ البيضاء بحسب السلطات الأردنية. كما عبّرت فرنسا عن رغبتها في المشاركة. لكن نقل هذا المسؤول إلى ألمانيا طرح تساؤلات بسبب تقرير للاستخبارات الألمانية أكد فيه أنه قريب من التيار الإسلامي والجهادي وفقا للمجلة الألمانية.
وكانت وزارة الداخلية رفضت بعد نشر هذا التقرير طلب اللجوء الذي تقدم به الصالح، قبل أن ينشب خلاف مع وزارة الخارجية التي رأت أن تحفظات جهاز الاستخبارات غير مبرّرة.
وقال المصدر نفسه إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني توسّط لدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارة إلى برلين. وتم ترحيل معظم عناصر الخوذ البيضاء إلى الدول الغربية، فيما لم يبق سوى عدد قليل. ويرى مراقبون أن الرفض الأردني لتوطينهم يأتي من منطلقات أمنية وسياسية.
وحققت “الخوذ البيضاء” شهرة لعمليات الإغاثة التي نفذتها في سوريا، حيث أوقع النزاع الآلاف من القتلى وأضرارا جسيمة منذ 2011. وكانت عملياتهم الموثقة من قبل الصحافة جعلتهم من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام في 2016.