هكذا تكلم زارادشت: كتاب للكل ولا لأحد

هذا الذي يصعد الجبال الشواهق، يضحك من كل المآسي، مسرحيات كانت أم حقيقية. من هو فريدريك نيتشه، الذي اشتهر بأنه فيلسوف إرادة القوة والإنسان السوبرمان، وما هي أفكاره التي أثّرت على معان كثيرة مثل الوجود والأخلاق، وكان لها أثر بالغ في فكر الكثيرين في القرن العشرين، لنستعرض "دهليز أفكاره" ونصغي إلى زارادشت يتحدث باسمه.
دعونا نبدأ بسؤال ونحاول الإجابة عليه، لماذا ظُلم فريدريك نيتشه، حتى من قبل أولئك الذين خرجوا من معطفه؟
قد تكون اللعنة التي رافقت نيتشه طيلة حياته أنه مفكر عاش على تخوم السياسة؛ وهو عندما تحدث عن الحكومات والشعوب أكد أنه لا وجود للحكومات المثالية العادلة الخالية من العيوب. فالحكومة عند نيتشه ترفع شعارات تؤكد فيها أنها تمثل الشعب، وأنها من الشعب وإليه تعود، لكنها في حقيقة الأمر ليست سوى مجموعة أفراد، تعمل على إشباع مصالحها وجيوبها باسم الشعب.
الحكومة تكذب، هذا هو حكم نيتشه، “سواء في الخير أو في الشر، ما تقوله الحكومة ليس إلا كذبا، وما تملكه ليس سوى نتاج سرقتها واختلاسها”. لم يكن اهتمام نيتشه منصبّا على الحكومات، ولم يكن العمل على تغييرها جوهر فلسفته؛ الاعتزال هو ما يجلب الطمأنينة الروحية، وهو ما يجلب المعرفة، لأن مخالطة الناس لا تجلب سوى السموم للروح والعقل، والإنسان مهما بلغ من المعرفة لا بد من أن يتأثر بالرعاع من حوله. الاعتزال عند نيتشه هو الركيزة الأساسية للوصول إلى المراتب العليا من المعرفة.
“لم تخل الأرض من أماكن يلجأ إليها الإنسان الباحث عن العزلة، منفردا أو مزدوجا”. ولم يتوقف بحثه عن نسمات البحر الهادئة، “فالحياة الحرة تفتح لكبار النفوس أبوابها، والحق أن من يملك القليل من حطام الدنيا؛ لا يناله اليسير من حكم المتسلطين، فطوبى للفقراء”.
القوة التي بحث عنها نيتشه وأكسبته العداوة هي قوة داخلية، لهب في الداخل، والإنسان المتفوق عنده لا يتوقف لحظة عن إسعاد الناس من حوله، يبث الحماسة والفضائل العليا، وهو الذي يحمل الجنون بعقله، فلا يكون إنسانا عاديا خانقا، بل جسرا ينقل الناس من المألوف إلى اللامألوف، ومن العادي إلى اللاتقليدي، وما الإنسان العادي إلا كائن يجب أن نجعله يتفوق.
معظمنا إن لم يكن في الحقيقة جميعنا، يحمل في داخله بعضا من نيتشه، ومع ذلك نحن جميعا مستعدون لرميه بأول حجر. باستثناء شاربيه، ما من صفة جسدية أخرى في نيتشه توحي بالإنسان السوبرمان، الذي قيل إنه روّج له. لم يكن نيتشه الذي خبر مآسي الحروب وشارك فيها ممرضا يضمد الجرحى من دعاة الحرب بل كان من دعاة السلم. ولم يكن باحثا عن الإنسان السوبرمان القادر على التحليق والممتلك لقوة جسدية خارقة. مثل هذه التهم والفهم السطحي هو ما قاد إلى الظلم الذي لحق به. نيتشه بحث عن الإنسان المتفوق، وكان دائما مترفعا عن القوة الجسدية.
نيتشه الذي خبر مآسي الحروب وشارك فيها ممرضا يضمد الجرحى لم يكن من دعاة الحرب بل كان من دعاة السلم
هناك مفهوم مركزي آخر في، فلسفة نيتشه، هذا إن جاز أن نقول عن كتابه “هكذا تكلم زارادشت” كتاب فلسفة، هو مفهوم المساواة. قراء نيتشه، ودارسوه على السواء، قرروا أن نيتشه كاره للمساواة. هذا الموقف ناتج عن فهم محدود لكلمة مساواة، هناك فروق بين البشر تمنع تساويها، هكذا اختارت الطبيعة، والعمل على رفض تلك الفروق هو إساءة لقيمة الفرد.سواء كان ذلك من منطلق واقعي أو من منطلق إنساني، فإن العمل على محو هذه الفروق، يحوّل الناس إلى قطيع واحد تتشابه فيه النعاج. وما الليبرالية والشيوعية من هذا المنطلق سوى خدعة لتحويل الناس إلى قطيع.
وبينما يمجد نيتشه الإنسان المتفوق يكره بشدة “المساواة” التي حوّلت وتحول الناس إلى نعاج؛ وكما كره المفهوم المغلوط للمساواة، كره أيضا المفهوم المغلوط للعلم ببساطة لأن من ادعى العلم ليس سوى محتال، وبرأيه فإن فردوس العلم ليس إلا كذبة حتمية مثل غيره من الوعود التي زادت من وزر الأوهام على العقل.
ومن هنا نفهم سر تمرد نيتشه على من أنزلهم في بداية حياته منزلة الملهمين، وفي مقدمة هؤلاء فاغنر وشوبنهاور. إذ يصف في مرحلة لاحقة موسيقى فاغنر بأنها مفسدة للروح، ويطلق عبارة فنان الانحطاط وفيلسوف الانحطاط، على ثنائية فاغنر وشوبنهاور. وهدف نيتشه، حسب جان غرانيه، هو نقض الأوهام التي لا تفسر العالم، كما تدعي بل تحجبه. والأهم مما سلف ذكره هو السؤال بشأن إمكانية تفسير مفاهيم وجودية “الحياة والموت والحب والمرض والمصير” على ضوء فلسفة نيتشه وحياته الشخصية، بمعنى آخر هل يمكن تطبيق أفكاره في الحياة اليومية؟
هذا الفهم النسبي عند نيتشه للعلم هو ما سيشكل جوهر الحداثة في تفكيره، والذي التقطه الفلاسفة والمفكرون في العالم من بعده. إذا كانت الواقعية خرجت من معطف غوغول، فإن الحداثة خرجت من معطف نيتشه.
سبق للفنان بول سيزان أن قال، “الكل يعلم أنه يوجد فنان عظيم واحد هو أنا، وأن البشرية ستحتاج إلى مئة عام لتنجب فنانا مثلي”. وكأننا به يقول ما ينطبق تماما على نيتشه، فالعالم لم يشهد منذ أن رحل نيتشه عن الحياة مفكرا يضاهيه ويستحق أن يقف بصف واحد معه.
لنقرأ ما قاله الفيلسوف الوجودي والكاتب الفرنسي ألبير كامو عن نيتشه، “مع نيتشه تغدو العدمية نبوية، وعنده تصير لأول مرة واعية، وقد تفحصها وكأنها واقعة سريرية، وقد شخّص في نفسه ولدى الآخرين عجزا عن الاعتقاد وزوال الأساس الأول لكل إيمان، أي الاعتقاد بالحياة. وبدلا من الشك المنهجي، مارس النفي المنهجي والتدمير النظامي لكل ما يحجب العدمية عن نفسها (..) من شاء أن يكون خالقا، سواء في الخير أم في الشر، فعليه أولا أن يكون هداما وأن يحطم القيم”.
إنجيل نيتشه المقدس
“هكذا تكلم زارادشت” إنجيل نيتشه المقدس كما وصفه البعض، هو نقيض أي تصور عدمي للوجود، أو لأي دعوة لا أخلاقية، إنه كتاب صوفي “يتحدث فيه عما يجب أن
يكونه الإنسان، وعما يجب أن يتصف به كي يملك نفسه والوجود من حوله” . سلك نيتشه في حربه ضد أصنام المعرفة طريقا صعبا أورثه متاعب جمة. كانت حياته سلسلة من المعاناة إلا أنها معاناة لم تدفع به للبحث عن الحلول في السماء؛ اللغز بالنسبة إليه يبقى كامنا دائما داخل الإنسان، الإنسان المتفوق. ما وقف ضده نيتشه وعبر عن كرهه له هو الأخلاق التي تعلم المسكنة، وتجمّل الذل. قد يكون الفنان النرويجي إدوارد مونش أفضل من نقل حقيقة نيتشه وأفكاره، ليس بالكلمات المقروءة وإنما بالرسم؛ مدفوعا بقراءته كتاب “هكذا تكلم زارادشت” رسم مونش لوحته الشهيرة “الصرخة”. لا يوجد بين البشر من تجاوز صراخه صرخة نيتشه، ولكن مثلها مثل باقي الصرخات، ظلت تدوي في الفراغ، بينما العالم موغل في حماقاته.
صاغ نيتشه أفكاره شعرا منثورا ورد على لسان زارادشت، الذي قال عنه إنه “دهليز أفكاره”. واليوم لا يختلف اثنان على أن الكتاب علامة من علامات الفكر الألماني، فعلى الرغم من مرور أكثر من مئة عام على تأليفه، لازالت لأفكاره صدى كبير لدرجة دفعت إلى تصنفه بين أعظم مئة كتاب في تاريخ البشرية.
وقد أثرت أفكار هذا الكتاب في مجالات إنسانية عدة كالحرب والسياسة والفن؛ ويقال إن بعض الجنود في الحرب العالمية الأولى اعتادوا وضعه في حقائبهم. ويرى البعض أن أفكاره عن “الإنسان المتفوِّق” مثَّلت الأساس الذي قامت عليه العقيدة النازيَّة فأشعلت الحرب العالمية الثانية.
كذلك امتد أثر الكتاب إلى الأعمال الفنيَّة، فكان من أبرزها مقطوعة الموسيقار ريتشارد شتراوس التي حملت نفس اسم الكتاب، وفيلم “أوديسة الفضاء” ﻟستانلي كوبريك. إضافة إلى ما ذكر عن تأثر، ادوارد مونخ، بنفس الكتاب.
هنا يجب أن نفسر شيئا، كيف لأفكار إنسانية عظيمة أن توظف لتكون أساسا للأيديولوجيا النازية؟
الأمر في غاية البساطة، إنه التفسير المغلوط لتلك الأفكار الذي حوّل إنسان نيتشه المتفوق، الذي عندما أرسم له صورة في رأسي، لا أجد خيرا من الروائي فرانز كافكا أو عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ، يمثلها.
وعلى الرغم من أن هوكينغ كان حبيس جسده المبتلي بمرض، العصبون الحركي، إلا أن ذلك لم يمنعه من مساعدة البشر على محاولة فهم الكون.
وإضافة إلى إسهاماته العلمية، غادر هوكينغ عالمنا تاركا كلمات لا تنسى حول عدد من المواضيع، منها قوله، “نحن مجرد سلالة متطورة من القرود على كوكب بسيط هو أصلا نجم متواضع جدا، لكننا قادرون على فهم الكون، وهذا ما يجعلنا مميزين للغاية”.
بينما يمجد فريدريك نيتشه الإنسان المتفوق يكره بشدة "المساواة" التي حوّلت وتحول الناس إلى نعاج
ونصح هوكينغ الناس أن يتذكروا، أولا، النظر إلى النجوم وليس إلى أقدامهم، وثانيا أن لا يتخلوا أبدا عن العمل، فالعمل يعطي المعنى والغاية للحياة، وبدونه تصبح الحياة فارغة. كافكا وهوكينغ خير نموذج للإنسان المتفوق الذي تحدث عنه نيتشه، وليس سوبرمان الذي اتهم به ظلما.
هل نحتاج إلى مثال أوضح؟ فليكن. ألم تكن السماء هي المنبع لأفكار متناقضة في آن واحد، جميع ما قيل عن تسامح الأديان، حوّر لترتكب باسمه أبشع المجازر عبر العصور؛ الإسلام السياسي، مثال حي تعاني منه الشعوب.
دعاة التسامح ودعاة التطرف يستخدمون نفس النص. وهذا ما حدث مع كتاب أراد له نيتشه أن يكون كتابا مقدسا يدعو إلى تفوق الإنسان وليس إلى وحشية البشر.
لم يعد لي من إحساس بما تحسون
هذه السحابة التي أراها تحتي
هذه العتمة التي أضحك منها
تلك هي سحابة غيثكم
ترنون بأعينكم إلى فوق تطلبون العلى
وأنظر إلى الأسفل لأنني في الأعالي
من منكم بمستطاعه أن يضحك
ويكون في الوقت نفسه ساميا؟
صاغ نيتشه كتابه شعرا منثورا، وانتظر العالم حتى وقت قريب ليطلع على الجانب الآخر لنيتشه؛ الجانب الذي كشف عنه، غيوم ميتار، في 960 صفحة، هو ما جعلنا ندرك أن فريدريك نيتشه الذي تحدث عن الشعراء قائلا: “لقد تعبت من الشعراء القدامى والجدد كلهم سطحيون. هم مثل بحار من دون أعماق. إنهم ذوو فكر لا يذهب بعيدا للغاية” هو نفسه لم يتوقف عن إنتاج قصائد بغزارة موحية.
هناك ما يكفي من النصوص المثيرة للإعجاب، لنعلم أن نيتشه لم يجدد الفلسفة المعاصرة وحسب، ولكن أيضا الشعر الألماني المعاصر.
ملك بروسيا
عرفنا بعض الشيء عن فكر الفيلسوف، ولكن ماذا عن الرجل، من هو فريدريك نيتشه؟
ولد، فريدريك فيلهيلم نيتشه، في مدينة روكي بألمانيا عام 1844، وقد سماه والده بهذا الاسم تيمنا بملك بروسيا، وكان الأب ينحدر من أسرة عريقة، تطمح للوصول والارتقاء بالإنسان إلى المستوى المثالي أو الإنسان فوق العادي. وعلى العكس من طموحاته، كان الأب صاحب جسد هزيل يعاني عدة أمراض. لا شيء فيه يجسد طموحات عائلته الأرستقراطية وما تنادي به. وورث فريدريك كل هذا عن الأب.
التبدل الأول في حياته جاء مبكرا، يوم وقع الأب من على سلم المنزل، في إحدى نوبات المرض، ليصاب بشلل في المخ، ويموت بعدها بعدة شهور، على مرأى من ابنه الصغير، الذي كان في الخامسة من عمره.
وبعد وفاة والده، خضع لنفوذ أمه وجدته وعمتيه، محيط نسائي، خبر فيه عزلة مروعة، وزادت من معاناته السخرية التي كان يتعرض لها من زملاء المدرسة بسبب جسده
الهزيل. حتى القراءة التي كان يجد فيها متعته وسلواه، حال ضعف بصره من اكتمال سعادته بها، وأصبح ظلام الليل والوحدة ملجأه وأمانه، كما يذكر هو لاحقا. وفي هذا الجو المسكون بالوحدة، شغف نيتشه بسماع الموسيقى، وعاش مع نغماتها أحلام القوة التي كان يفتقدها في حياته.
وحين بلغ سن الشباب والتحق بجامعة بون تاقت نفسه للهو والعبث فعكف على شرب الخمور وارتياد علب الليل، إلا أنه لم يستطع أن يستمر في هذا الطريق وانتقل إلى جامعة ليبزيغ، وهناك بدأ الشك والتساؤل يملآن عقله.
كيف لهذا الجسد الهزيل الذي يحمله أن يحوي روحا قوية تتوق إلى التنعم بالملذات الحسية. ويشعر بأنه لا يختلف عن أقرانه؟
قاده تفكيره إلى أن القديسين، الذين يدعون إلى كبت شهوات النفس، ما هم إلا أشخاص عاجزون مثله، قاموا بخداع الناس من حولهم لمداراة عجزهم، ورأى أن الدين لا يبشر بالحياة بل يدعو إلى إنكارها. وذهب إلى أن الإرادة وحدها هي الكفيلة بتمكنه من التغلب على أمراضه.
لا غرابة إذا أن يجد في الفيلسوف الألماني شوبنهاور ضالته، وإن كان نيتشه اختلف عنه في أنه يرى أن الإنسان يجب أن يستخدم إرادته من أجل أن يحيا، على عكس دعوة شوبنهاور إلى الموت. وكان حينها قد سمع ما يقوم به فقراء هنود من سير على الجمر الملتهب، والبعض الآخر يقوم بإيقاف تنفسه، ويدفن لعدة ساعات، ويخرجونه بعد ذلك حيا يرزق.
ظهر وباء الكوليرا في المدينة التي يعيش بها نيتشه ففر منها، ليتم استدعاؤه إلى أداء الخدمة العسكرية، وعلى الرغم من محاولته بشتى الطرق والمبررات التهرب منها، فإنه في النهاية جُنّد بسلاح الفرسان، حتى حدث له حادث فسرح على إثره من الجيش. ذهب إلى جامعة بال وأصبح أستاذ كرسي اللغات بها، رغم عمره الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين حينذاك.
ولم تلبث أن قامت الحرب بين ألمانيا وفرنسا، ليتم استدعاؤه من جديد ليلتحق بالجيش، وأصبح عمله تمريض الجنود الجرحى، ووسط أهوال الحرب وضحاياها من الجنود البؤساء، بآلامهم وإصابتهم والعاهات التي ابتلوا بها، انفجرت نفس نيتشه سخطا وغضبا على الدين وما يبشر به رجاله من نعيم.
تنتهي الحرب ليمرض مرضا شديدا، فيقصد الجبال للاستشفاء؛ هناك قادته تأملاته إلى أن الألم هو سبيل الوصول إلى الحرية، وأن من يريد أن يعرف طعم السعادة الحقيقية، لا بد له أن يتذوق معنى البؤس والشقاء. وأن التافهين فقط هم من يفرون من الألم.
بعد كتابه “هكذا تكلم زارادشت” راح يتنقل من مدينة إلى أخرى، داعيا إلى السلام، محذرا من الحروب، التي تنبأ أنها ستنشب بين الحكومات الأوروبية، وكان على حق في ذلك.
في عام 1889، وكان قد بلغ الخامسة والأربعين من عمره، يصاب بلوثة في عقله، اختلف الدارسون حول أسبابها؛ بعضهم عزاها إلى مشكلة عاطفية وآخرون رأوا أن مرض السفلس الذي أصابه في مرحلة مبكرة هو السبب، ولكن يبدو أن الأمر وراثي انتقل إليه من والده. لم يمهله المرض طويلا. عام 1900 توفي نيتشه، مرهقا، كما تنبأ “عندما يصل المرء إلى الحرية يكون مرهقا”، وهكذا رحل عن الحياة متعبا ومرهقا.