إستجابة إيرانية متأخرة لإطلاق سراح السجناء

طهران تستجدي دعما أميركيا لمواجهة كورونا بعد أن ناشدت صندوق النقد الدولي لمساعدتها.
الجمعة 2020/03/20
يقف مكتوف الأيدي

من المنتظر أن تفرج إيران عن عشرة آلاف سجين في عفو للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يبدو أنه سيكون بمثابة الاستجابة للضغوط المسلطة على بلاده وكذلك كبح انتشار وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 1200 إيراني حتى الآن.

طهران – تعتزم إيران الجمعة إطلاق سراح 10 آلاف سجين في عفو سيصدره المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وذلك بعد أيام من تفشي وباء كورونا المستجد في كافة أنحاء الجمهورية لتصبح إيران من أكثر الدول تضررا بهذا الوباء.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأربعاء أن خامنئي سيصدر عفوا عن 10 آلاف سجين من بينهم سجناء سياسيون بمناسبة العام الإيراني الجديد الجمعة.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي للتلفزيون الرسمي “الذين سيتم العفو عنهم لن يعودوا إلى السجن… تقريبا نصف المسجونين في قضايا تتعلق بالأمن سيتم العفو عنهم أيضا”.

وكان إسماعيلي قد أعلن الثلاثاء أن إيران أفرجت مؤقتا عن نحو 85 ألف شخص من السجن ومن بينهم سجناء سياسيون في إطار إجراءات حكومية تهدف لاحتواء وباء كورونا.

ويرى مراقبون أن خطوة الحكومة الإيرانية تهدف في الواقع للتخفيف من وطأة أزمة الوباء المستجد الذي فتك بأرواح أكثر من 1200 شخص في حصيلة تشكك المعارضة في طهران في مدى صحتها.

علي رضا رئيسي:  جاهزون لمساعدة الولايات المتحدة للسيطرة على كورونا
علي رضا رئيسي: جاهزون لمساعدة الولايات المتحدة للسيطرة على كورونا

كما يشدد هؤلاء على أن هذه الخطوة جاءت متأخرة خاصة وأن الوباء تفشى في إيران، بينما رفضت الأخيرة منذ أشهر الإفراج عن سجناء أجانب أو يحملون جنسيات مزدوجة وكذلك الكف عن التهديدات الأمنية التي تلوح بها طهران في المنطقة. ولم يفصح إسماعيلي عما إذا ستكون موظفة الإغاثة الإنسانية نازانين زاغاري راتكليف التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية وأُطلق سراحها الثلاثاء لمدة أسبوعين، من بين من يشملهم العفو.

وقالت إيران إنها تحتجز 189500 شخص في السجون، وذلك في تقرير قدمه جاويد رحمن المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس حقوق الإنسان في يناير.

ويُعتقد أن هذا العدد يشمل المئات من الأشخاص الذين ألقت السلطات القبض عليهم أثناء أو بعد احتجاجات مناهضة للحكومة في نوفمبر والتي تسببت بمقتل العشرات حسب بيانات حكومية، بينما تشكك المعارضة والمنظمات الحقوقية بالأرقام التي قدمتها السلطات.

وبسبب تفشي وباء كورونا، وجهت الأمم المتحدة والولايات المتحدة دعوات للإفراج عن السجناء السياسيين في إيران ومن بينهم العشرات من حاملي الجنسية المزدوجة الذين تحتجزهم طهران.

وحذر الأميركيون إيران من أنها ستحمل حكومتها المسؤولية المباشرة عن وفاة أي أميركي في السجن.

واعتقل الحرس الثوري الإيراني العشرات من حاملي الجنسية المزدوجة والأجانب خلال السنوات القليلة الماضية وبينهم أشخاص من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والنمسا وفرنسا والسويد وهولندا ولبنان.

وتنفي طهران احتجاز السجناء لاعتبارات سياسية وتوجه لغالبية المحتجزين الأجانب اتهامات بالتجسس وغيرها.

وأرغم تفشي كورونا والانتقادات التي طالت تعاطي السلطات مع الوباء الأخيرة على اتخاذ إجراءات استثنائية لم تنجح حتى الآن في كبح انتشار هذا الفايروس.

محاولات للسيطرة على الوباء المتفشي
محاولات للسيطرة على الوباء المتفشي

وأعلنت طهران الخميس عن 149 وفاة جديدة بسبب كوفيد19- في وقت باتت فيه إيران من أكثر الدول تأثرا بالوباء مع حصيلة إجمالية بلغت 1284 وفاة بحسب وزارة الصحة.

وإذا كان العدد الجديد للوفيات يفوق عدد الأربعاء الذي بلغ 147 تبين أن عدد الحالات الجديدة المؤكدة في الساعات الـ24 الأخيرة تباطأ بحسب أرقام نشرها نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي الذي أشار إلى أن 18407 أشخاص أصيبوا بالوباء في البلاد.

وبعد أن ناشدت صندوق النقد الدولي تقديم مساعدات لها لمكافحة وباء كورونا، أطلقت إيران الخميس نداء للولايات المتحدة لمساعدتها في تخطي أزمتها الصحية.

وقال علي رضا رئيسي مساعد وزير الصحة الإيراني في تصريحات الخميس “جاهزون لمساعدة الولايات المتحدة للسيطرة على كورونا”.

ولا تُخفي السلطات الإيرانية توجسها من حدوث “كارثة صحية” في البلاد، خاصة أنها من أكثر الدول المتضررة بهذا الوباء الذي ظهر لأول مرة فيها قبل الانتخابات التي أفضت إلى فوز كاسح للأصوليين. والخميس قال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية إن شخصا يفارق الحياة كل 10 دقائق بسبب كورونا ويُصاب 50 آخرون.

وبالتوازي مع التحذيرات التي تطلقها الحكومة للمواطنين اجتمع رؤساء السلطات الثلاث في إيران الخميس، وذلك للتباحث بشأن تفشي وباء فايروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد.

وتتعرض إيران لانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية والمعارضة بسبب تعاطيها مع الوباء.

5