يوميات نادلة عن محنة المطاعم

دائما يوجد رواد صعاب المراس ولا يعبرون عن رضاهم بالخدمة ونوعية الطعام أو الشراب، لكن إجراءات كورونا وفق تعبير النادلة الكاتبة “أظهرت بالفعل أسوأ ما في الناس”.
الاثنين 2020/11/02
مقالة النادلة تحفل بقصص موجعة

لا أحد يمكن أن يتخيّل محنة المطاعم تحت وطأة إجراءات كورونا الوقائية غير النادل! لذلك عجز كل صحافيي جريدة الغارديان البريطانية عن كتابة قصة أو مقال عن معضلة الندلاء مع خدمة الزبائن بعد انتشار الوباء، الأمر الذي دفع هيئة تحرير الصحيفة إلى الاستعانة بنادلة لكتابة مقال عن يومياتها المذلة!

كانت النادلة التي ذيلت مقالها باسم مجهول بارعة إلى درجة يمكن وضع اسمها بمصاف أهم كتاب الصحيفة، عندما كشفت أن كوفيد نجح في تقديم أسوأ ما لدى الزبائن من طبائع.

هي لا تخفي حبها للعمل وحاجتها إليه في زمن صعب، فبمجرد أن ترى مطعمها مغلقا تسقط في دوامة الضياع، لذلك كان عليها تطبيق الإجراءات الحكومية من أجل الاستمرار بفتح محدود واستقبال الزبائن.

اشترطت السلطات البريطانية على الزبائن “قبل إغلاق المطاعم ثانية هذا الإسبوع” تسجيل أسمائهم وترك أرقام هواتفهم وارتداء الأقنعة عند التحرك داخل المطعم وانتظار الخدمة بعد أن أنهت طريقة اخدم نفسك بنفسك.

لكن تلك محنة مبكية بالنسبة للنادلة الصحافية، عندما يكون عليها تقبل توبيخ الزبائن وسماع كلام قاس لمجرد طلبها تنفيذ إجراءات السلامة.

فالزبائن عادة ما يفرغون إحباطات أسبوع كامل بوجه النادل. تقول كاتبتنا المجهولة إن سيدة وبختها بشدة عندما قدمت لقهوتها سكرا أبيض، بينما طلبت منها السكر البني، معتبرة ذلك خرقا للآداب أفسد عليها نكهة قهوتها! لكن مثل هذا التوبيخ لا يعني شيئا حيال من يرفض أن يعطيها اسمه أو رقم هاتفه وفق الإجراءات الحكومية، بينما يتعمد وضع هاتفه على الطاولة.

تنقل عن أحد الزبائن كلاما متغطرسا لمجرد أنها طالبته بالالتزام بتطبيقات السلامة، فرد عليها بالقول: إن مطعمكم مليء بالقواعد السخيفة.

تقول النادلة “لم أستطع الرد عليه وفق القاعدة المريرة ‘الزبون دائما على حق’ سوى: عليك قول هذا الكلام لبوريس جونسون وليس لطاقم الخدمة”.

مقالة النادلة تحفل بقصص موجعة عن معاناتها تحت وطأة إجراءات كورونا، “فبعضهم يعتقدون بأننا نسلبهم حق الحرية ومس كرامتهم لمجرد مطالبتهم بارتداء الكمامة”. وتعترف بأنها بكت أكثر من مرة بسبب الطريقة التي عاملها بها الرواد.

دائما يوجد رواد صعاب المراس ولا يعبرون عن رضاهم بالخدمة ونوعية الطعام أو الشراب، لكن إجراءات كورونا وفق تعبير النادلة الكاتبة “أظهرت بالفعل أسوأ ما في الناس”.

وهي تتوق للعودة إلى طبيعة حياتها وعملها. كما تنصح هذه الكاتبة النادلة مجهولة الاسم كل من يريد قضاء أمسية هانئة في عطلة نهاية الأسبوع بأن يكون مهذبا مع الندلاء، لأنهم يعيشون مثله تحت وطأة الوباء اللعين.

24