"ومتى أنام" يتوج بالنخلة الذهبية في مهرجان أفلام السعودية

الدورة السادسة من المهرجان قدمت كل فعالياتها عن بعد.
الثلاثاء 2020/09/08
آدم في دوامة من الأحلام في "ومتى أنام"

نجح "مهرجان أفلام السعودية" ومنذ انطلاق دورته الأولى في عام 2008 وحتى دورته الخامسة عام 2019 في تحقيق تأثير غير مسبوق في تطوير وتمكين صناعة الأفلام المعاصرة بالمملكة، حيث فتح الآفاق أمام صنّاع السينما السعوديين من الشباب بشكل خاص وقدم العديد من الأعمال السينمائية المهمة، مؤسسا لحراك هام في هذه الصناعة الفنية.

الدمام (السعودية) - اختتمت أخيرا فعاليات الدورة السادسة من “مهرجان أفلام السعودية” الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران “إثراء”، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

وفي حفل الاختتام أعلن المهرجان عن المتوجين بجوائزه في فروعه الأربعة الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية ومسابقة أفلام الطلبة ومسابقة السيناريو غير المنفذ، مسدلا بذلك الستار على ستة أيام من دورة استثنائية تابعها الجمهور عن بعد من 1 إلى غاية 6 سبتمبر الجاري.

وأقيمت جميع العروض والفعاليات رقميا عبر الإنترنت، نظرا إلى الظروف الراهنة المرتبطة بانتشار فايروس كوفيد – 19. بينما يبلغ إجمالي قيمة الجوائز المقدمة في المسابقات المختلفة 285 ألف ريال (نحو 76 ألف دولار).

المتوجون بالجوائز

جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم أول في مسابقة أفلام الطلبة
جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم أول في مسابقة أفلام الطلبة

تنافس على النخلة الذهبية 50 فيلما ضمن ثلاث مسابقات هي مسابقة الفيلم الروائي وشهدت مشاركة 23 فيلما، ومسابقة الفيلم الوثائقي وتنافس فيها 13 فيلما، ومسابقة أفلام الطلبة والتي ضمت 17 فيلما، أما مسابقة السيناريو غير المنفذ فقد عرفت مشاركة غزيرة حيث تقدم لها 177 عملا.

وتنقسم الجوائز في كل فرع إلى ثلاثة، النخلة الذهبية لأفضل فيلم أول، والنخلة الذهبية لأفضل فيلم ثان، وجائزة الجمهور التي تقوم على تصويت الجمهور من خلال موقع المهرجان، والتي خلقت تفاعلا كبيرا بين الجمهور والأعمال المتنافسة هذا العام.

وفي قسم مسابقة الأفلام الروائية حصد جائزة “النخلة الذهبية” لأفضل فيلم أول حسام السيد عن فيلمه “ومتى أنام”. بينما ذهبت جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم ثان إلى ضي الراشد عن فيلم “لومييغ”.

وارتأى القائمون على المهرجان حجب جائزة الجمهور في هذا القسم من الأفلام الروائية.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، اقتنص فيلم “القرية” للمخرج محمد الحمادي جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم أول، بينما ذهبت جائزة أفضل فيلم ثان، لفيلم “حواس” إلى المخرج خالد زيدان. أما جائزة الجمهور، فنالها فيلم “طلال في داكر” للمخرج سعد طحيطح.

ونال فيلم “عودة” للمخرج أنس الحميد جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم أول في مسابقة أفلام الطلبة. بينما حصد “من رجب” للمخرجة نورا الفريخ جائزة أفضل فيلم ثان، وذهبت جائزة الجمهور إلى فيلم “الدائرة الحمراء”.

ومنحت إدارة المهرجان جائزة “النخلة الذهبية” لأفضل سيناريو طويل أول للكاتب محمد الشاهين، عن نصه بعنوان “سيناريست”. بينما ذهبت جائزة أفضل سيناريو طويل ثان للكاتب مهناء المهنا، عن نص “عيال قرية”، وذلك في مسابقة السيناريو غير المنفذ.

واقتنص الكاتب نايف العصيمي، جائزة النخلة الذهبية لأفضل سيناريو قصير أول عن نصه “صراخ”، بينما حصد عقيل الخميس جائزة أفضل سيناريو قصير ثان عن نصه “القنبار”.

وتعليقا على حفل الاختتام الافتراضي وعلى إعلان الجوائز توجه مدير المهرجان ومؤسسه الشاعر السعودي أحمد الملا، في كلمته الختامية بتهنئة لكافة صناع الأفلام على مشاركتهم الفعالة، قائلا “أهنّئ صناع الأفلام السعوديين على مشاركتهم الرئيسية وأبارك لهم جميعا باعتبارنا فزنا بأفلامهم، فهم جائزتنا ونخلتنا الذهبية”.

وقال القائمون على المهرجان، إنهم كانوا يستهدفون دعم المواهب الوطنية المتخصصة في المجال، وتشجيع صناعة الأفلام السعودية، وتعزيز الثقافة السينمائية في المملكة.

ولفت الملا إلى أن “هذه الدورة السادسة، وإن وصفت بأنها استثنائية، فإننا ننحاز للإيجابي من هذا الوصف، حيث تتعدد وتتنوع البرامج مع ما تستفيده من تقنية حديثة لنتواصل مع العالم كله”.

أما مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، حسين حنبظاظة، فاعتبر أن المهرجان يسعى منذ إطلاقه عام 2008 إلى أن يكون محركا لصناعة الأفلام ومعززا للحراك الثقافي في المملكة، علاوة على توفير الفرص للمواهب السعودية من الشباب والشابات المهتمين بصناعة الأفلام.

ويهدف مهرجان “أفلام السعودية” منذ دورته الأولى عام 2008، إلى توفير منصة للاحتفاء بالأفلام السعودية وصنّاعها، وعرضها لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور، في أجواء سينمائية محفزة، ويحرص المهرجان على الاستمرار في أداء رسالته المشجعة لصناعة الأفلام السعودية حتى في أحلك الظروف.

ندوات وورشات

المهرجان قدم جوائزه في أربعة فروع هي الأفلام الروائية، والوثائقية، وأفلام الطلبة، والسيناريو غير المنفذ
المهرجان قدم جوائزه في أربعة فروع هي الأفلام الروائية، والوثائقية، وأفلام الطلبة، والسيناريو غير المنفذ

شهدت هذه الدورة من مهرجان أفلام السعودية إضافة إلى العروض السينمائية عقدَ عددٍ من الورشات والندوات لمحبي الفن السابع والمشتغلين فيه.

ومن أبرز الندوات نظم المهرجان ندوة بعنوان “تحولات الصورة في السينما الشعرية”، وفي بعد فلسفي في الشعر والسينما حاورت الكاتبة زهره الفرج المخرج مسعود أمر الله من الإمارات، والمخرج السينمائي حكيم بلعباس من أميركا، والناقد والباحث السينمائي حمادي كيروم من المغرب، حيث سألت هل يختلف مفهوم الشعرية في الخليج عن باقي الدول؟

كما أقيمت ورشة بعنوان “موسيقى الفيلم” استمرت طيلة أيام المهرجان بواقع ساعتين في اليوم الواحد، وشارك فيها عشرون مشتركا ومشتركة من صناع الأفلام والمؤلفين الموسيقيين والمهتمين بالموسيقى، تم اختيارهم من أصل 103 مشترك.

وقدمت الورشة صورة عامة عن أهمية الموسيقى والتأليف الموسيقي في صناعة الأفلام، وأهمية دور المؤلف الموسيقي وكيفية اختيار المؤلف الموسيقي الملائم لكل مشروع، وهي إحدى الورش التي يقدمها المهرجان ضمن برامجه المتنوعة، وتدرِّبُ فيها المؤلفةُ الموسيقية الأردنية غيا رشيدات، وتهدف إلى بناء البنية التحتية لصناعة الأفلام وإنشاء أساس لصانعي الأفلام ومؤلفي الموسيقى لبناء مستقبل قوي عليه.

وتركز البرنامج التدريبي للورشة بعد التعريف بأهمية الموسيقى والتأليف الموسيقي، على تمكين المهتمين بصناعة الأفلام من الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بالموسيقى من عملية بناء خطوات التمكين المتكاملة، وإعداد الجدول الزمني الخاص لتنفيذ كل خطوة، وإعداد الميزانية الخاصة بموسيقى الفيلم، والتعرف على العقود والنقاط القانونية التي يجب مراعاتها وتنظيم المدفوعات، وأهمية التعرف على المصطلحات الهامة لضمان التواصل الفعال بين فريق العمل والمؤلف الموسيقي، وكذلك الإلمام بالنقاط القانونية حول الحقوق الملكية وتراخيص الأغاني والموسيقى والتوزيع.

وإلى جانب كل ذلك، تناولت الورشة الفروقات بين التسجيل الحي للموسيقى أو الأوركسترا، وتقديم تصور عن تنسيق الجداول الزمنية حسب رؤية المخرج وأخلاقيات العمل، وتختتم كل ذلك بنقاط مهمة عن ألبومات الموسيقى التصويرية وطرق التقديم للجوائز والمهرجانات.

14