وحدة أوروبية لمواجهة ابتزازات تركيا

برلين – يتواصل السجال بشأن اللاجئين المرابطين على الحدود التركية بالرغم من أن لا حديث إلا عن وباء كورونا المستجد، حيث أعلنت ألمانيا مجددا الخميس أن الحدود الأوروبية مغلقة أمام اللاجئين في محاولة لإظهار وحدة أوروبية في وجه ابتزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكما أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الأربعاء، علقت ألمانيا برنامج استقبال لاجئين سوريين مع تركيا بسبب إغلاق الحدود مع الاتحاد الأوروبي لوقف تفشي وباء كورونا المستجد.
وقال المتحدث “طلبت الوزارة تعليق هذه الآلية مؤقتا بسبب القيود على السفر المفروضة منذ الثلاثاء من الاتحاد الأوروبي”، مؤكدا أنها ستستأنف في أقرب فرصة. وأضاف أن برامج أخرى أبرمت مع لبنان والأردن ستعلق أيضا.
ومنذ 2012، تستقبل ألمانيا لاجئين بينهم سوريون قادمون من تركيا في إطار برامج نقلهم إلى أماكن أخرى.
والشراكة التي أقيمت مع تركيا في 2016 تنص على استقبال الاتحاد الأوروبي 70 ألف لاجئ وهو هدف لم يتحقق بعد في هذه المرحلة، وهو ما قوى شوكة تركيا وزاد من إملاءاتها.
يحتشد الآلاف من اللاجئين الذين أرسلتهم تركيا إلى الحدود مع اليونان في ظروف جوية صعبة ونقص للخدمات الطبية
كما أبلغت وكالتا الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمهاجرين تعليق نقل اللاجئين إلى أماكن أخرى حتى إشعار آخر.
ويحتشد الآلاف من اللاجئين الذين أرسلتهم تركيا إلى الحدود مع اليونان في ظروف جوية صعبة ونقص للخدمات الطبية بالتزامن مع تفشي الوباء المستجد في تركيا وأنحاء العالم.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زي هوفر في تصريحات صحافية سابقة إنه يحث اللاجئين على البقاء في تركيا وعدم الدخول إلى اليونان وبعدها إلى ألمانيا.
وشدد المسؤول الألماني على أن حدود الاتحاد الأوروبي وألمانيا “ليست مفتوحة” أمام اللاجئين والمهاجرين القادمين من تركيا، في مسعى منه لإظهار الحزم الذي ستتعامل به ألمانيا والاتحاد الأوروبي مع مطالب أنقرة التي اشتد عليها الخناق في سوريا فابتزت الغرب في محاولة للحصول على دعم مالي وعسكري ودبلوماسي.
وأضاف وزير الداخلية الألماني “نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، سوف ندعم اليونان بكل ما أوتينا من قوة في هذا الصدد”.
وتابع “إن حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا. وينطبق هذا على حدودنا أيضا“.
وإلى وقت قريب ظل الرئيس التركي يهدد الاتحاد الأوروبي بإرسال “الملايين” من اللاجئين إلى أراضيه، طالما ظلت بروكسل “متقاعسة” في الإيفاء بواجبها اتجاه أنقرة.
ويأتي ذلك بعد ارتفاع واضح في معدل وصول المهاجرين من تركيا إلى الجزر اليونانية في الأسابيع الماضية.
وقد هدد أردوغان مجددا بفتح الحدود للاجئين السوريين إلى أوروبا ما لم تحصل أنقرة على مساعدات دولية كافية لدعم “منطقة آمنة” في شمال سوريا، وقال إن بلاده لا يمكنها أن تتحمل وحدها تدفقا جديدا محتملا من اللاجئين السوريين، مشيرا إلى وجود “تهديد بموجات هجرة جديدة” قادمة من آخر معقل للمعارضة السورية في إدلب بطول الحدود التركية.
وجاءت تهديدات أردوغان غداة مصرع 34 جنديا تركيا على الأقل في غارة للجيش السوري على نقطة مراقبة في إدلب.
ووقعت أنقرة وبروكسل في العام 2016 اتفاقا للهجرة من بين البنود التي ينص عليها تقديم مساعدات مالية لتركيا مقابل استعادتها لكل المهاجرين القادمين من تركيا إلى الجزر اليونانية بصورة غير مشروعة، على أن يستقبل الاتحاد الأوروبي مقابل كل مهاجر تتم إعادته إلى تركيا، لاجئا سوريا من تركيا.
وبموجب هذا الاتفاق أيضا، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 6 مليارات يورو لمساعدة تركيا على استضافة اللاجئين السوريين، وبحسب ناتاشا بيرتود المتحدثة الرسمية باسم ملف الهجرة في الاتحاد الأوروبي، قدم الاتحاد “حتى الآن 5.6 مليار يورو من إجمالي 6 مليارات التي تم الاتفاق عليها“.