واشنطن تعبر خطوطها الحمر وتبدأ بمساعدة شركات الطيران

عبرت الحكومة الأميركية خطوطها الحمر وقدمت دفعة أولى من الدعم المالي لشركات الطيران، بعد أن كان ذلك من المحرّمات ومحور نزاع، تتهم فيه شركات طيران أميركية نظيراتها الخليجية بتلقي دعم حكومي يخلّ بقواعد المنافسة على حد زعمها.
واشنطن - أعلنت الإدارة الأميركية عن تسديد الدفعة الأولى من المساعدات المخصصة لحماية الوظائف في شركات الطيران، بموجب خطة لإنقاذ القطاع المهدّد بالإفلاس نتيجة القيود المفروضة للحدّ من انتشار فايروس كورونا.
وأكد بيان لوزارة الخزانة، التي كانت توصلت إلى اتفاق مع شركات الطيران في 14 أبريل بعد مفاوضات شاقة، تسديدة دفعة أولى بقيمة 2.9 مليار دولار إلى “شركتي طيران كبيرتين و54 شركة أقلّ حجما”.
وتمثّل الشركات التي وافقت على الاستفادة من مساعدة برنامج الإنقاذ للوظائف نسبة “95 في المئة من القدرة الكاملة لشركات الطيران في الولايات المتحدة” التي يعمل فيها بشكل مباشر أكثر من 750 ألف موظف.
وتضمّ خطة مساعدة الوظائف في شركات الطيران، التي تم إقرارها في إطار خطة النهوض الاقتصادي البالغ مجموع قيمتها 2.2 تريليون دولار، مبلغا يصل إلى 25 مليار دولار للحفاظ على الوظائف حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل.
ويمكن أيضا لشركات الطيران الحصول على قروض على المدى البعيد وبمعدلات فائدة منخفضة.
وانهت شركات الطيران الأربع الكبرى وهي أميركان أيرلاينز ودلتا أيرلاينز ويونايتد أيرلاينز وساوث ويست أيرلاينز، مفاوضاتها مع الخزانة، إضافة إلى شركتي أليجنت أير وسبيريت أيرلاينز.
وكانت تلك الشركات الأربع في نزاع تطالب فيه بفرض قيود على شركات الطيران الخليجية بحجة حصولها على دهم حكومي يخلّ بالمنافسة، وهو ما تنفيه الشركات الخليجية بشدة.
وأشارت وزارة الخزانة إلى أن شركات أخرى تنوي المشاركة في البرنامج هي ألاسكا أيرلاينز وفرونتير أيرلاينز وهاواين أيرلاينز وجيت بلو أيرويز وسكاي ويس أيرلاينز.
ولم تعطِ الوزارة أي تفصيل محدد عن الاتفاق لكنها أشارت إلى أنه “سيتمّ التعويض على دافعي الضرائب بشكل مناسب”.
وقالت إن “الأموال المدفوعة يمكن أن تستخدم فقط لدفع رواتب الموظفين وأمور أخرى تم التفاوض بشأنها” مؤكدةً أنها تلقت مئات الطلبات.
وكانت مصادر قريبة من الملف قد كشفت أن الاتفاق ينص على أن تعيد شركات الطيران على المدى البعيد 30 في المئة من المبلغ الذي يُفترض أن تحصل عليه.
ومن المقرر أن تحصل الحكومة الاتحادية في مقابل المساعدة على سندات من الشركات، وهي أدوات مالية يمكن تحويلها إلى أسهم ويتم في العادة تحديد سعرها مسبقا.
وطلبت الحكومة من كل شركة إصدار سندات بقيمة 10 في المئة من قيمة المساعدة التي تحصل عليها بموجب الاتفاق، وسيؤدي ذلك إلى امتلاك الحكومة الأميركية حصة من أسهم 10 شركات طيران موقعة على الاتفاق.
وأعلنت شركة يونايتد أيرلاينز في وثيقة إفصاح لإدارة أسواق المال، أنها تنوي اقتراض مبلغ يصل إلى 4.5 مليار دولار من الخزانة الأميركية في إطار خطة الإنقاذ على خمس سنوات.
وقالت إنها ستتلقى 5 مليارات دولار في إطار خطة المساعدة للوظائف بينها 3.5 مليار على شكل مساعدة والمبلغ المتبقي على شكل قرض على 10 سنوات بمعدل فائدة يبلغ واحد في المئة للسنوات الخمس الأولى و2 في المئة للفترة المتبقية.