نجوم تعود وأخرى تغيب في الموسم الرمضاني السوري

المسلسلات ذات الأجزاء: أمل في النجاح وخوف من الإخفاق.
الاثنين 2021/02/08
مسلسل "سوق الحرير" يشهد تغييرات في أطقم الكتابة والإخراج

تدور عجلة الإنتاج الدرامي في سوريا، وسط أجواء العمل الشاق وفي سباق مع الزمن، في العديد من المواقع محاولة إنجاز أعمالها قبل حلول الموسم الرمضاني القادم. وكما في المواسم السابقة قدّمت الدراما السورية العديد من المسلسلات التي تألفت من أكثر من جزء، وحقّقت بذلك التعدّد بعضا من النجاح، فيما أخفقت في أخرى. والموسم الحالي يشهد تنفيذ العديد من هذه الأعمال التي طالتها قسرا أو اختيارا حالات تغيير عديدة، فما هي مسارات هذه الأعمال؟

دمشق - قدّم الموسم الدرامي السوري الماضي العديد من الأعمال التي تكوّنت من جزأين أو أكثر. وهو الشكل الذي يحمل في حيثياته العديد من المخاطر. منها عدم استمرار وجود نفس شخوص الأعمال على امتداد أجزائه وكذلك عدم تحقيق نفس مستويات النجاح. وبالتالي متابعة الجمهور لهذه الأعمال بالشغف ذاته. ورغم كل هذه المخاطر ما زال هذا الشكل الإنتاجي موجودا، بل وتحمل بعض المؤشرات تأكيدات بأنه ذاهب نحو الترسّخ سوريّا وعربيّا.

ومن الأعمال التي ظهرت أجزاؤها الأولى في الموسم الماضي وسيكون لها متابعات، “سوق الحرير” و”بروكار” و”مقابلة مع السيد آدم”، كما ينتج في هذا الموسم عملان انطلقا منذ البداية بصيغة الأجزاء، وهما “الكندوش” و”حارة القبة”.

تغييرات جذرية

"مقابلة مع السيد آدم 2" من أهم المسلسلات البوليسية المنتظرة في رمضان
"مقابلة مع السيد آدم 2" من أهم المسلسلات البوليسية المنتظرة في رمضان

يعدّ “مقابلة مع السيد آدم” أحد أهم المسلسلات في الموسم الماضي، وهو من تأليف شادي كيوان وإخراج فادي سليم الذي شارك في كتابة السيناريو أيضا. وحقّق نسب متابعة عالية لدى شرائح جماهيرية مختلفة، وهو يقدّم تصورا دراماتيكيا يلامس روح المغامرات البوليسية عن طبيب شرعي بما يواجهه من مصاعب في مهنته، وسط قوى ضغط تريد انتهاك حقوق الناس بأشكال شتى.

ولعب دور البطولة فيه غسان مسعود، الذي يتابع في الجزء الثاني تشخيصه للدور إلى جانب معظم أبطاله، منهم رنا شميس في دور المحامية ديالا وكارمن لبس من لبنان بدور عالية، إلا أنّ الأمر لا ينسحب على الفنان لجين إسماعيل الذي كان أحد أركان العمل، لكنه في الجزء الثاني يغيب لانشغاله بتصوير مسلسل “خريف العشاق” السوري، كما يستعدّ لتصوير عمل آخر في الخليج، وسيحل مكانه يزن الخليل.

أحداث المسلسل في جزئه الثاني تعد بتقديم خطوط جديدة تتفاعل مع الأحداث التي قدّمها الجزء الأول، وهذا ما حتّم وجود شخصيات جديدة وممثلين جدد، من بينهم الفنان عبدالمنعم عمايري في شخصية جديدة، وكذلك يحيى بيازي وفاتن شاهين وروعة السعدي.

رشا شربتجي تقتحم دراما البيئة الشامية عبر مسلسل “حارة القبة”، وسامية الجزائري تعود بعد طول غياب

وفي المقابل تعثّر مسلسل “سوق الحرير” في تحقيق نسب متابعة عالية، رغم مشاركة العديد من القامات الفنية الهامة فيه، ممّا استدعى الجهات الإنتاجية إلى إجراء عدد من التغييرات علها تصيب نجاحا أكبر في الأجزاء اللاحقة، خاصة أنه مخطط أن يكون على ثلاثة أجزاء بشكل مبدئي.

والجزء الأول ظهر بتأليف حنان المهراجي وإخراج مؤمن الملا وإشراف بسام الملا، لكن الجزء الثاني سيكون من تأليف سيف رضا حامد ويزن الداهوك وحنان المهرجي، أما الإخراج فسيكون للمخرج المثنى صبح. كما ستظهر بعض الشخصيات الثانوية الجديدة التي يؤدّيها فنانون شباب.

وموضوع غياب بعض الفنانين سيكون حاضرا وبقوة في الجزء الثاني من المسلسل، حيث تأكّد غياب الفنان أسعد فضة الذي حل مكانه الفنان نجاح سفكوني ليؤدّي شخصية أبوطلال، كما ستغيب الفنانة التونسية دارين حداد التي لعبت دور الطبيبة المصرية شمس. ولن تحل ممثلة بديلة مكانها، إذ ارتأى طاقم العمل إنهاء وجود الشخصية من خلال التحدّث عن سفرها إلى بلدها منذ الحلقة الأولى، وبالتالي غيابها تماما عن العمل. وتشارك في العمل قامات فنية كبيرة منها بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار وفادي صبيح، وآخرون.

أما العمل الثالث الذي ظهر بجزء أول وينتظر الجزء الثاني في الموسم الحالي فهو “بروكار” من تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب. وهو من أعمال البيئة الشامية التي تحاول أن تقدّم تغييرا ما في منطوق هذه الأعمال من خلال إيجاد صيغة فكرية سياسية كخلفية للأحداث.

وحالة التغيّر فرضت نفسها على العمل بالغياب القسري الذي سببه وباء كورونا، بحيث منع الممثلة مها المصري من الالتحاق به بسبب وجودها في الإمارات، وستتم العمل بدلا عنها لينا حوارنة بدور أم عصمت. والمسلسل من بطولة كل من قاسم ملحو ونادين وجمال قبش وزهير رمضان وفادية خطاب وسعد مينا وعلاء القاسم وزينة بارافي وعدنان أبوالشامات.

عملان جديدان

الفنانة التونسية دارين حداد، ستغيب عن الجزء الثاني من مسلسل "سوق الحرير" بعد أن ارتأى طاقم العمل إنهاء دورها
الفنانة التونسية دارين حداد، ستغيب عن الجزء الثاني من مسلسل "سوق الحرير" بعد أن ارتأى طاقم العمل إنهاء دورها

في صيغة الإنتاج الطويل، سيحمل الموسم الحالي وجود عملين جديدين كبيرين. هما “الكندوش” الذي سيكون من جزأين، و”حارة القبة” الذي من المفترض أنه سيكون في خمسة أجزاء.

ومسلسل “الكندوش” الذي كتبه الممثل حسام تحسين بك تعرّض خلال مسيرة إنتاجه للعديد من التقلبات، فسيناريو العمل أنجز منذ سنوات وعلى ستين حلقة ونالت حقوق إنتاجه حينها إحدى شركات الإنتاج، لكن تأخّرها في إنجاز العمل دفع الكاتب إلى استرجاع النص بعد معركة طاحنة معها شغلت الرأي العام لفترة طويلة.

وتم التنسيق أخيرا مع شركة جديدة لإنتاج العمل بميزانية كبيرة ومشاركة نخبة من فناني سوريا المخضرمين، على رأسهم أيمن زيدان الذي غاب لسنوات عن الدراما التلفزيونية، ليتفرّغ للعمل السينمائي تمثيلا وإخراجا.

ويؤدّي زيدان في “الكندوش” شخصية عزمي بك وهو رجل يحظى بمكانة خاصة في مجتمعه ويحمل طبائع تجعله قادرا على تحقيق تأثير كبير في محيطه، وتشاركه في العمل كل من سلاف فواخرجي وكندة حنا وأيمن رضا وشكران مرتجى وسامية الجزائري، التي تعود إلى الدراما التلفزيونية بعد طول غياب. ويتصدّى لإخراج المسلسل سمير حسين في أول أعماله في البيئة الشامية، وهو الذي حقّق في أعمال سابقة نجاحات كبيرة في نصوص اجتماعية مختلفة.

أما العمل الثاني الذي تنتظره الدراما السورية، فهو “حارة القبة” من تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي. وبه يعود المنتج هاني العشي للعمل بعد غياب ما يقارب العشر سنوات عن الدراما السورية، وهو صاحب المسيرة المهنية المتميزة بدءا من إنتاج أول أجزاء المسلسل الشهير "باب الحارة” مرورا بـ"قاع المدينة" و"أسعد الوراق" و"الغفران" وغيرها من المسلسلات.

كما تقتحم به رشا شربتجي أعمال البيئة الشامية بعد إنجازها العديد من الأعمال في الشكل الاجتماعي سابقا، وتحقيقها نجاحات كبيرة منها “غزلان في غابة” و”الولادة من الخاصرة”. ويشارك في العمل قامات فنية سورية كبيرة، أهمها عباس النوري وسلافة معمار وفادي صبيح وندين تحسين بك ومحمد حداقي وصباح الجزائري وعبدالهادي الصباغ وخالد القيش وشكران مرتجى.

17