نتفليكس مطالبة بتقليص خدماتها كضريبة على زيادة الطلب في زمن كورونا

ساهمت نتفليكس وغيرها من شركات البث عبر الطلب، في تحسين خدمات الإنترنت حول العالم، وعندما بدأت بجني ثمرة جهودها، أصبحت مطالبة بتقليص خدماتها والعودة إلى التقنية القياسية بدلا من عالية الجودة 4 كي، لتخفيف الضغط المتزايد على شبكة الإنترنت بسبب العمل من المنزل.
لندن - دعا الاتحاد الأوروبي خدمات البث مثل نتفليكس ويوتيوب للحد من خدماتهم لمنع انهيار شبكات الإنترنت في أوروبا، بعد أن واجهت شركات اتصالات أوروبية مشكلات في الاتصال بالإنترنت مع عمل ملايين من منازلهم، في الوقت الذي تجني فيه شركات البث ثمار جهودها في توسيع نطاق الإنترنت حول العالم.
وساهمت نتفليكس وغيرها من شركات البث عبر الطلب مثل أمازون وهولو، في تحسين خدمات الإنترنت وتوسيع نطاقها حتى في الدول النامية، وقد أبرمت نتفليكس اتفاقيات تعاون مع مشغلي الإنترنت وشبكات الهواتف الخليوية لدعم بثها في هذه الدول، ومنها أفريقيا. وتعتبر نتفليكس وأمازون وكل أنواع البث التدفقي صاحبة فضل في إجبار شركات الاتصالات على تقديم خدمات بنطاقات أوسع وأكثر كفاءة.
واليوم مع استمرار الأزمة الناشئة عن تفشي فايروس كورونا، زاد الطلب بكثافة كبيرة على خدمات البث التدفقي بسبب الحجر والعزل الصحيين وخصوصا في أوروبا، وزاد التحميل على شبكات الإنترنت بنسبة نحو 30 في المئة، وهي الفترة الذهبية بالنسبة إلى شركات البث لزيادة قاعدة مستخدميها.
لكن المشكلة التي نتجت وفق ما يقول مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون أن “خدمات البث عبر الإنترنت قد تضع البنية التحتية للنطاق العريض في أوروبا تحت الضغط، وعلى منصات البث ومشغلي الاتصالات ومستخدمي الإنترنت الفرديين تحمل مسؤولية مشتركة لاتخاذ خطوات لضمان الأداء السلس للإنترنت خلال المعركة ضد انتشار الفايروس”.
الاتحاد الأوروبي يطالب شركات البث بالعودة إلى التقنية القياسية، فيما من غير المؤكد أن تستجيب المنصات لهذه المطالب
وتدعم شركات الإنترنت البث بتقنية 4 كي فائقة الوضوح، وأصبحت واسعة الانتشار واعتاد المستخدمون على مشاهدة الأفلام والمسلسلات بدقة عالية والتي تتطلب أيضا استهلاكا كبيرا لشبكة الإنترنت.
ويطالب الاتحاد الأوروبي شركات البث بالعودة إلى التقنية القياسية العادية التي تخفف الضغوط على شبكة الإنترنت، فيما من غير الواضح ما إذا كانت المنصات الرقمية ستستجيب لهذه المطالب.
ونصح بريتون المستخدمين بالبث بالدقة القياسية بدلاً من HD خلال هذا الوقت، من أجل “تأمين الوصول إلى الإنترنت للجميع”.
وشارك في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاج #SwitchToStandard، (التبديل نحو القياسي).
وتقول التقارير الإخبارية أن المخاوف نشأت من أن وصلات الإنترنت المنزلية، التي تم تصميمها للتعامل مع ارتفاع الاستهلاك مساء بعد عودة الناس من الأعمال والمدارس، قد لا تتحمل الضغط النهاري للأشخاص الذين يمارسون عملهم في منازلهم بسبب الفايروس وللأطفال والأشخاص الذين يمارسون ألعاب الإنترنت أو يشاهدون محتوى خدمات البث المباشر نهارا.
وقالت شركة (02) البريطانية المملوكة لشركة تليفونيكا الإسبانية الثلاثاء إنها تلقت بلاغات من عملاء يجدون صعوبة تتعلق بالشبكة الصوتية مع عمل الكثيرين من منازلهم خوفا من التعرض للعدوى بالفايروس.
ولاحقا، قالت الشركة إن الخدمة الصوتية على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع عادت لطبيعتها واعتذرت لعملائها. وفرضت حكومات أوروبية عديدة من إسبانيا إلى النمسا إجراءات إغلاق للحد من انتشار الفايروس.
وأغلقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، المدارس والمطاعم مما جعل الكثيرين يبقون في منازلهم. وأدى ذلك لزيادة استخدام الخدمة الصوتية وخدمة المعلومات. لكنه أدى أيضا إلى تغيير في كيفية التواصل بين الناس. فكثيرون ممن لا يخرجون من منازلهم يستخدمون شبكات الإنترنت المنزلي في الاتصال بزملائهم وأقاربهم وأصدقائهم، ويزيد ذلك من استهلاك خدمة البيانات على شبكات الخطوط الثابتة.
وفي الوقت نفسه زادت الاتصالات على خطوط الهواتف المحمولة بدلا من تطبيقات التراسل مثل واتساب مع اطمئنان الناس على أقاربهم من كبار السن الأكثر عرضة لخطر فايروس كورونا والأقل ميلا لاستخدام مثل هذه التطبيقات.
وقالت وحدة شركة فودافون في ألمانيا إن استخدام خدمة البيانات كان أهدأ في ساعات النهار وتزايد في المساء إذ يمضي الناس الذين حرموا من الخروج إلى الحانات والمطاعم الوقت أمام منصات المشاهدة.
وصرح ألكسندر لينهوس المتحدث باسم الشركة “استهلاك خدمة البيانات كان يوم الاثنين مثلما كان يوم الأحد”.
كما ذكرت فودافون ألمانيا ودويتشه تليكوم وتليفونيكا دويتشلاند إن شبكاتها تعمل بشكل جيد. وأوضح مصدر من قطاع الاتصالات في ألمانيا أن البلاغات الفردية عن صعوبة في الاتصال ربما ترجع إلى تزايد استخدام خدمة عقد الاجتماعات عن طريق الشبكات المغلقة مما يزيد الضغط على الشبكات التي يديرونها.
من جهتها، قالت مجموعة إلياد الفرنسية للاتصالات إنها لا تتوقع ضغطا على الشبكة نتيجة الإغلاق في فرنسا وإيطاليا. وأفاد الرئيس التنفيذي للشركة توماس رينو “شبكتنا مزدحمة جدا بالطبع”.
وأضاف أن الشركة تحتفظ بحقها في تقييد عرض النطاق المخصّص لمنصات المشاهدة مثل نتفليكس ويوتيوب وفيسبوك التي تهيمن على الشبكات في المساء. وقال “نحن الآن في وضع جديد”.
وإضافة إلى الضغط على شبكات الإنترنت، يقول خبراء الأمن السيبراني إنه في ضوء التزام الناس بيوتهم للعمل والدراسة بسبب وباء كورونا ومعهم أجهزة اللابتوب وبيانات الشركات التي يعملون بها فإن المتسللين الإلكترونيين سيتبعونهم سعيا للاستفادة من هذا الوضع والتسلل إلى المواقع الإلكترونية للشركات.
وقد أصدر مسؤولون حكوميون في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما تحذيرات من مخاطر العمل عن بعد.
وفي شركة سيسكو سيستمز على سبيل المثال قفز عدد طلبات الدعم الأمني للعاملين عن بعد إلى 10 أمثاله في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت ويندي نيزر المستشارة لدى شركة دو سيكيوريتي التابعة لسيسكو التي أمضت السنوات العشر الأخيرة في العمل من بيتها في وظائف مختلفة “من لم يعملوا من البيت من قبل قط يحاولون ذلك وعلى نطاق واسع”.
وأضافت ان هذه النقلة المفاجئة تعني اتساع المجال لحدوث أخطاء ومزيدا من الضغط على العاملين في تكنولوجيا المعلومات وزيادة الفرصة أمام مرتكبي الجرائم السيبرانية الذين يأملون في الإيقاع بالعاملين والحصول على كلمات السر الخاصة بهم.
ويعمل المجرمون على تطوير رسائلهم الساعية لسرقة كلمات السر وكذلك برمجياتهم الخبيثة وتصويرها في شكل تحذيرات وإنذارات من فايروس كورونا أو تطبيقات.
ووجد بعض الباحثين أن المتسللين يتنكّرون في هيئة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في محاولة للتسلل إلى البريد الإلكتروني أو خداع المستخدمين والسطو على ما بحوزتهم من عملة البيتكوين في حين رصد آخرون متسللين يستخدمون تطبيقا ضارا يتعلق بالفايروس للسيطرة على الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام أندرويد.
ويبدو أن جواسيس لديهم قدرات سيبرانية متقدمة يستغلون تفشي فايروس كورونا الذي أصاب أكثر من 210 آلاف شخص وتسبب في أكثر من 8700 حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم.
وفي الأسبوع الماضي اكتشف باحثون بشركة تشيك بوينت الإسرائيلية من يشتبه أنهم متسللون مدعومون من دولة يستخدمون رسالة محدثة عن فايروس كورونا هي عبارة عن شرك خداعي لاختراق شبكة حكومية مجهولة في منغوليا.
ويوم الجمعة أطلق مسؤولون أميركيون في مجال الأمن السيبراني تحذيرا للشركات من أجل تحديث شبكاتها الخاصة والانتباه لأيّ زيادة في رسائل البريد الإلكتروني الخبيث التي تستهدف العاملين.