معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب يؤكد على التناغم والعيش المشترك

تقام على هامش فعاليات المعرض ما يقارب 160 فعالية ثقافية، وتشارك فيه كبرى دور النشر المصرية والعربية.
الأربعاء 2021/08/18
الكتب تكرس التنوير وتتحدى الوباء

الإسكندرية – افتتحت مساء الإثنين في الإسكندرية فعاليات الدورة السادسة عشرة من معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورة جديدة تتحدى الواقع الصحي مع انتشار فايروس كورونا وتعيد للمحافل الثقافية المتعلقة بالكتاب الأمل في عودتها إلى النشاط.

وأكد مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أن معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، الذي يتواصل من السادس عشر إلى الثلاثين من أغسطس، يشهد إقبالًا كبيرًا من جميع الفئات العمرية لمتابعة كل جديد تقدمه دور النشر، مضيفًا أن المكتبة تعتبر المعرض عُرسًا سنويًا وتقليدًا مستمرًا.

وأوضح الفقي أن المكتبة فضّلت تنظيم المعرض وفقًا للحد الأدنى المتاح لعدد الحضور بدلاً من توقفه بسبب انتشار جائحة فايروس كورونا المستجد، أسوة بما فعلته الهيئة المصرية العامة للكتاب التي حرصت على تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب في ظل الجائحة وفق إجراءات احترازية.

ومن جانبه وجه اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية التحية إلى الدكتور مصطفى الفقي وإدارة المكتبة على الجهد المبذول من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، مشيرًا إلى الإقبال الكبير من الشباب لحضور فعاليات المعرض والذي يذكر بأهمية الكتاب، داعيًا الشباب إلى قراءة الكتب والاستمتاع بها بدلاً من الكتب الإلكترونية.

المعرض يقدم عدة نشاطات ثقافية ويشهد إقبالًا كبيرًا من جميع الفئات العمرية لمتابعة جديد دور النشر

وتشارك في المعرض 55 دار نشر مصرية وعربية داخل المكتبة فقط، كما تقام على هامش فعاليات المعرض ما يقارب 160 فعالية ثقافية، وكان الفقي قد دعا أعضاء اتحاد الناشرين إلى المشاركة في المعرض الذي تنظمه المكتبة سنوياً، وتشارك فيه كبرى دور النشر المصرية والعربية.

وقال نظير عياد المشرف على جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب، إن هذا الملتقى المهم يكشف عن التعاون المثمر والتعانق الثقافي بين مختلف المؤسسات العلمية والدعوية والثقافية من أجل بناء فكر مستنير يحقق التنمية الشاملة.

وأضاف أن المعرض يؤكد على التناغم والعيش المشترك الذي تنعم به الدولة المصرية في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن مؤسسة الأزهر تحرص على المشاركة في المعرض للعام الثالث على التوالي بكل قطاعاته انطلاقًا من الدور المحوري والريادي الذي يسهم به الأزهر.

وشدد على أهمية الكتاب ودوره في محاربة الفكر المتشدد فهو المصدر الرئيس رغم الطفرة التكنولوجية وتعدد الوسائل الحديثة.

من جانبه أوضح رئيس الهيئة المصرية للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي أن معرض المكتبة من أهم بؤر التعاون بين المكتبة والدولة المصرية التي باتت تهتم بالكتاب كونه ركنا أساسيا في الثقافة، مشيرًا إلى أن مصر في جاءت المركز الخامس على مستوى العالم في في معدلات القراءة، بمعدل قراءة 750 مليون ساعة كل أسبوع.

وأكد الحاج على أن مكتبة الإسكندرية هي المؤسسة الدولية الأهم في مصر التي تهتم بالثقافة، ويعد معرضها من أهم الجهات التي تبث هذه الروح في الشباب، حتى أصبح الحدث الثقافي الأهم في الإسكندرية، مشيدًا باستمراره لسنوات طويلة، متمنيًا أن يتحول إلى معرض دولي.

وأعرب سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن حرص الاتحاد على المشاركة السنوية منذ أول دورة لتنظيمه، مضيفا أن مكتبة الإسكندرية مؤسسة يفخر بها الجميع وترعى الثقافة بكل أشكالها، كما أنها توفر كافة ظروف إنجاح المعرض، عارضًا فكرة تخصيص شارع في كل عواصم المحافظات لإقامة مكتبات، وتكون البداية من محافظة الإسكندرية، ومؤكدًا أن القراءة أحد أهم الأعمدة في بناء الإنسان.

وقال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب إن الاتحاد يتعاون مع المكتبة في تنظيم المعرض منذ أول دورة في عام 2002، ليكون انعكاسا للدور الذي تقوم به المكتبة في نشر الوعي والثقافة، واستمر نجاحه عاما بعد عام وتزايدت مشاركة دور النشر المصرية والعربية، مؤكدًا أنه منذ تولي الفقي إدارة المكتبة حرص على توفير كل مقومات إنجاح المعرض.

Thumbnail

وأضاف “ظهر ذلك من خلال التوسع في المشاركة العربية، وتوجهه نحو إصدار العديد من الكتب عن مدينة الإسكندرية، وعدد من الموسوعات العلمية والأكاديمية، لتكون المكتبة منارة علمية وثقافية عالمية”، مؤكدًا أن إقامته في ظل جائحة كورونا هو تحد كبير بعد تراجع النشر العربي بنسبة تتراوح من 50 إلى 75 في المئة، وتوقف 35 في المئة من دور النشر”.

ويذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب جاء ليحقق أمنية طالما تمناها مثقفو الإسكندرية على مدى عقود من الزمان، وقد تحققت الأمنية من خلال مكتبة الإسكندرية بعد افتتاحها مباشرة في عام 2002 بتنظيم معرض دولي للكتاب باسم معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

وقد استطاع المعرض أن يلفت النظر، وأن يلقي الضوء بقوة على الإسكندرية ومثقفيها، وأن يحقق حراكا ثقافيا كبيرا يتوسع عامًا بعد عام، وقد زاد الإقبال عليه سواء من دُور النشر المتعددة من كل دول العالم، أو من نجوم المجتمع الذين يحرصون على التواجد داخل البرنامج الثقافي للمعرض في السنوات الأخيرة، وهو ما تراجع بسبب الواقع الصحي، فيما يعد المنظمون بتجاوزه والعودة إلى تكثيف النشاطات الثقافية في دورات لاحقة.

14