"مرح الآلهة".. يوميات كاتب عربي في الهند

رحلة في مدينة الأساطير والآلهة تأخذ الطابع التسجيلي عبر لغة دقيقة تميل للسخرية يرصد فيها الكاتب مهدي مبارك طقوس الديانات المختلفة في بلاد الهند.
الأحد 2020/03/15
في الهند اليوم مئات الديانات الكبيرة والصغيرة وبعضها لها طقوس غرائبية

“مَن يبحث عن الله يذهب إلى ريشكش، فالله هناك على بعد 14 ساعة فوق الجبال” هذه ليست مزحة، أو مجرد لافتة إرشادية، هذه خارطة طريق للظامئين والتائقين لمعرفة الله والاقتراب منه. بمثل هذه العبارات يؤمن أهل الهند، ويشدون الوثاق، ويرغّبون السُّياح أيضا. العجيب أن فكرة البحث عن الله في معابد الهند على اختلاف إيديولوجياتها الدينيّة تأخذنا إلى عوالم متباينة، تتشابه إلى حدّ ما، مع خارطة الهند المتباينة والمتشابكة إلى أبعد حدّ، فهي مزيج من عوالم روحية وصوفية وخرافية وأخرى أسطورية، رغم التباين في التأثير إلا أنها تخلق في داخلك ذات الشعور الذي تتركه فيك روائح الأطعمة الهندية التي تحوي في داخلها متناقضات لكن رائحتها تؤثر فيك.

لا تستوقفك غرابة الدعوة، فهي ناتجة عن غرابة الحياة نفسها التي تنتهي بسرعة أو فجأة بسقوط ثمرة جوز الهند على رأسك فتموت، أو بممارستها بسرعة، وكذلك ناتجة عن غرابة التفكير عند أناس يفكرون في أن ينجبوا ولدا يوميّا على شراء حمار أو ثور، تتساوى هذه الغرابة مع حالهم من ضجرهم من قرد يسرق قوتهم، وحزنهم عليه ورثائه عند موته مصعوقًا بسلك كهربائي. ومن ثم فلا غضاضة أن يؤمن أحدهم بجميع الآلهة، ولا يفرّق بينهم على نحو أمانغ الذي كان دليل رحلة الراوي إلى ريشكش حيث الطريق إلى الرب. أو أن تجد أشخاصا يؤمنون بديانات تقدس الأوثان والأصنام وفي نفس الوقت يؤمنون بديانات تحرمها على نحو ما يفعل البهائيون!

لا ينفي كتاب مهدي مبارك “مرح الآلهة: 40 يوما في الهند” وهو الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، للرحلة المعاصرة، 2019، تلك الأساطير التي راجت عن بلاد الهند. بل على العكس تماما، فهو يؤكد أننا إزاء بلد مثلما هو متعدد الديانات حيث تعيش فيه الآلاف من الأديان، هو أيضا ثري إلى حد البذخ بالعجيب والغريب من الحكايات والديانات. فكل شيء في الهند يدفعك إلى الاندهاش؛ طرائق تفكيرهم في الحياة والموت، وفي العبادة أيضا، وتعبيرهم عن المرح والحزن وغيرهما.

البشر الذين يُقدسِّون الآلهة دون أن يعرفوا لغتها، فقط الموسيقى هي التي توحدهم، وتصلهم بالرب، ومن ثم يتركون أجسادهم تهيم لأصداء التواشيح والترانيم بكافة اللغات: الهندية والأوردية والفارسية. أسئلة تثيرك على نحو ماذا يفعل شاب بوذي في ضريح شيخ مسلم؟ أو عن علاقة مؤسّس ديانة السيخ بالإسلام هل هو مسلم أم لا؟ ما موقف الديانات والآلهة من المجازر وحمامات الدم؟

تناقضات البشر ليست فقط في تعدّد ملابسهم التي تأتي على كل شكل ولون ودين “جلابيب بيضاء للمسلمين، وقميص طويل على سروال أبيض قصير للهندوس، وبيجامة برتقالية للبوذيين، وعمامة يستقر تحتها شعر مُعمِّر منذ عشرات أعوام السنين لشيوخ السيخ”، أو في إيمانهم بآلهة على غير دياناتهم، كأن يأتي بوذي لضريح شيخ مسلم. وإنما في تصرفاتهم، فهم مسلمون غير أنهم كاذبون، وبالقوانين التي يخترعونها كي يبتزوك ويحصلوا على أموالك دون عناء. فكل هذه القوانين قابلة للاختراق ما دامت تدر 20 روبية.

الطابع التوثيقي

الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، للرحلة المعاصرة، 2019
الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، للرحلة المعاصرة، 2019

تأخذ الرحلة الطابع التسجيلي، عبر لغة دقيقة تمزج الواقعي بالخيالي، تميل إلى السخرية أحيانا، ومتكئة على التعبيرات المصرية الدارجة في بعضها؛ حيث يسجل الرّاوي الرّحالة كل مشاهداته في ضريح نظام الدين، وأفعال الجموع القادمة لنيل التبريكات، واستجلاب الخير وتحقيق الأمنيات. لكن مع هذا التسجيل الذي هو سمة مميزة للنص الرحلي، يوغل قليلا في التأريخ وكأنه يريد أن يوثق تسجيلاته ويربطها بواقعها المرجعي. فيؤرخ لحياة نظام الدين الذي عاش87 عاما بين القرنين الثالث والرابع عشر الميلادي، ورحلة انتقال أجداده من مدينة بخارى إلى دلهي، وكراماته التي جعلت منه أيقونة وملاذا لدى الهنود، حيث عاش عهود ثلاثة من سلاطين الهند. فرض عليهم سيادته الروحية، فآمنوا به واستشاروه، وطلب منه أحدهم أن يدعو للجيش، بعد أن وقع في منطقة صحراوية، وتعرض للعطش الشديد. ولما دعا، انشقت له بئر ماء شرب منها حتى ابتلت العروق وتحقق النصر.

نفس الشيء نراه وهو يحكي عن قصة الإله كريشنا وكيف توحّد مع رادا وصارا “رادا كريشنا”. يتكرر التوثيق التاريخي في أماكن عديدة، على نحو حديثه عن بوذا، فاسمه الحقيقي “سيدارتا جاوثاما” أما بوذا فهو لقب تعني “الزاهد والبصير”. كما عكست الرحلة الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الهنود، حيث الفقر المزري، ومن ثمّ امتهان الكثير من الشباب لمهن تشبه وظيفة “الخرتي” في مصر، الذي يجلب الزبائن للفنادق والمطاعم مقابل إتاوات. أو قبول الكثير من موظفي الأمن للرشى مقابل التغاضي عن دفع ثمن التذاكر، وغيرها من أفعال يقوم بها رجال الدين والكهنة حتى وصفوا بأنهم كاشير سوبر ماركت الأديان.

عوالم سحرية

في الكتاب تفاصيل دقيقة عن الكثير من الديانات والآلهة التي يعبدونها، وكذلك الطقوس التي يقومون بها من أجل التقرُّب إلى الإله ونيل البركات والهبات. كما ثمة فروق يذكرها بين الأديان لا على مستوى جوهر العلاقة مع الآلهة، فالهندوس يعبدون المصلحة، والبوذيون أنقياء أما السيخ فمثل الصعايدة يميلون إلى العنف، وإن كانوا يهيمون بالموسيقى. وإنما أيضًا على مستوى التباينات الفكرية، والأزياء فالسيخ مثلا يلتزمون بالتوربان “عمامة السيخ” على الرأس التي تخفي شعرا طويلا، كما أنهم يتميزون بأنهم يحملون المطواة والمشط وكل ما يتعلق بالتراث القديم وفاء لأجدادهم. كما أنه على السيخ أن يلتزموا بالفروض الخمسة، فمن يهدرها يصبح عاصيًا أو خارجًا من الدين. فيما البهائيون فهم من الموحدين تماما كالمسلمين ويؤمنون بصلب المسيح كالمسيحيين، لكن لا يؤمنون بالجنة والنار، وإنما بتناسخ الأرواح كالهندوس والبوذيين.

لا تغفل عين الرّحالة وهو يرصد طقوس الديانات المختلفة؛ هدف الرحلة الأساسي المتمثل في الحصول على جرعة إيمانية صوفية تستكين بها النفس؛ أن يسجل أصناف الطعام والشراب والعادات والتقاليد والتي منها ترك الجثة دون دفن وفقًا لتقاليد بعض الأديان التي تُحرِّم دفن الموتى في التراب، وتترك الجثث للصقور والنسور تنهش لحمها وتأكلها أو تطير. واختلاف العادات في الدفن كالحرق بالزيت.

التعلّق بمثل هذه الطقوس التي تتبعها طقوسيّة في التعامّل مع الآلهة ذاتها، وكيفية الدخول إلى الإله، بالاستئذان في الدخول. بأن تدق الباب أو ترن الجرس؛ لا يأتي من فراغ، وإنما يأتي عن إيمان حقيقي بالآلهة، وقدرتها على جلب السّعادة وتحقيق الرزق، كما ينبع أيضا من إيمانهم برحلة ما بعد الموت ومن ثم يحتفل الهندوس بلحظة الموت، على عكس المسلمين الذين يحتفلون بلحظة الميلاد. ويكشف عن الأشياء التي تدخل في باب الكبائر في ديانة الهندوس كخيانة الزوجة.

الهنود يبجلون آلهتهم ويطلبون منها كل ما يتمنون معتقدين أنها لن تخذلهم
الهنود يبجلون آلهتهم ويطلبون منها كل ما يتمنون معتقدين أنها لن تخذلهم

ففي نظرهم الروح ستخرج من باب لتدخل من باب آخر لتستمر الحياة. الغريب أن حياة الأحياء تتوقف، فزوجة المتوفى لا تستطيع أن تتزوج بعده، أو تخرج من البيت، بل من الممكن أن تنفى إلى مدينة الأرامل، وإزاء هذا الموت المعنوي تضطر بعض الزوجات إلى أن تطلب الحرق مع زوجها. فقد انتهت حياتها وسيغيب عنها الفرح إلى الأبد.

كثرة المعابد وتعدد الآلهة، زادا من إقبال السياح على زيارة هذه الأماكن، ومن ثم راج نوع من التجارة يمارسها البعض من أجل ابتزاز الزبائن، والنصب عليهم باسم الصلوات والآلهة، بتخويفهم بعقاب الآلهة، فالآلهة تحب الدولارات، وإن لم توجد فلا مانع فالروبية تؤدي الغرض.

وهو يلمـح إلى نوع من التجارة بالدين، أو سوبر ماركت الأديان الحاضرة في كل الأماكن التي قام بزيارتها، والتي يمارسها الكهنة بل ويتحايلون من أجل الحصول على أموال الناس باسم الآلهة، فتارة تكون الأشياء قد نالت صلوات مقدسة، وتارة يفرضون عليك شراء أشياء لأنها من اشتراطات دخول المكان كغطاء الرأس،

وغيرها. فالملاحظة المهمة التي تصل إلى الحقيقة، وهي من نتاج الرحلة أن رجال الدين (الشيخ والكاهن والراهب) هم أشبه بالكاشير يجمعون الحساب من صناديق الصدقة والتبرعات والنذور والعشور، والله هو البائع أما العباد فهم الزبائن.

مثلما يتوقف الوصف عند معابد الديانات، أيضا يقدم تأريخا وصفيًّا للقصور الفخمة التي يرتادها السيّاح من بقاع العالم، كقصر تاج محل الذي بناه الإمبراطور شاه جهان لزوجته تاج محل، وكذلك القبر الذي بناه الإمبراطور المغولي هومايون الذي حاول تقليد تاج محل.

ترانيم غريبة

تتنوّع صور الناس الذين يقدمهم، ما بين أُناس مهتمين بالآلهة يقدسّونها، ويؤمنون بها وبكراماتها، على تنوّعها؛ مثل إله الثروة “لاكشمي” وإله الدمار “شيفا” وإله السّعادة الزوجيّة وطول العمر “داكشاني” والإله شاني والإيقاع باللصوص، والإله “كريشنا” الذي تنبأ بالقدر والخالق “براهما” الذي يطوف الحجاج حوله، في جماعات يرددون ترانيم غريبة. وآخرين يقفون على النقيض تمامًا، يروون في هذه الحكايات كخرافة، وبأن الآلهة عبث كنموذج عبدالمالك الذي درس في الأزهر، وعاش في بولاق الدكرور، وإن كان وعي عبد المالك متأثر بالإيديولوجية التي تشربها من دراسته في الأزهر، والتي ربطت بين الصوفية والشيعة. وأن “خطر الصوفية أكبر من خطر اليهود”. الغريب أن تفسيرهم لعدم إجابة الإلهة لطلبات المريدين، تأتي متوافقة مع الإيمان الصحيح “الرزق بيد الرب.. وهو يمنح من يريد” لكن أفعالهم شيء آخر.

كما تتجاور الخرافة إلى جوار التكنولوجيا، فإلى جانب هذه العادات والطقوس المختلفة التي تمارس في المعابد وتبيع الوهم للزبائن، هناك مكاتب غوغل ومصانع هواتف أوبو. ومن ثم فالآفة مضاعفة. كما أن التعلق بالرب لا يلغي الدنيوية الماثلة في الحرص على جمع المال والتجارة والجلية في الطبقية الصارخة في هذه المجتمعات، حيث يوجد ثلاثة أماكن لحرق الجثمان بعد الموت، مكان للأغنياء وآخر للطبقة المتوسطة وثالث لطبقة الفقراء.

اللافت أيضا، أن تأثير الصراعات السياسية خاصة بين الجارتين الهند وباكستان حاضر، ليس فقط بمراسم الكيد اليومي عند الحدود بين الجارتين وإنزال العلم وإغلاق بوابة المعبر، أو في أشكال من القهر المادي والمعنوي للناس لتشككهم في انتمائهم إلى جماعات إرهابية، فالغائب لا يعود كما عوّد أهل كشمير أنفسهم، أو التنكيل بالقيادات الشابة على نحو مقتل القيادي برهان واني. أو حتى في ما صنعته بوليوود بإظهار الخصم على أنه إرهابي تارة، في مقابل إظهار الهندي باعتباره بطلاً يضحي بحبه إذا اكتشف جنسية حبيبته، أو يغامر ليستردها من وسط أهلها.

وإن كان من منظور رجال الدين، الذين يتواطؤون مع المسألة الهندية في حين أدان الدلاي لاما العنف ضد المسلمين في ميانمار وسريلانكا، وطالب أيضًا بوقف العنف ضد الروهينغا لكنه نفسه يصف المسلمين بأنهم محتلون لولاية راكين في بورما. ومن ثم تستمر صورة العداء الدامي

تأخذ الرحلة الطابع التسجيلي، عبر لغة دقيقة تمزج الواقعي بالخيالي، تميل إلى السخرية أحيانا، ومتكئة على التعبيرات المصرية الدارجة في بعضها؛ حيث يسجل الرّاوي الرّحالة كل مشاهداته في ضريح نظام الدين

حاضرة في ثنايا الرحلة التي تظهر الهند ونقيضها، فهي البلدة التي إحدى دياناتها البوذية تحرم الدم، وتضطر لتحريم أكل اللحوم لأنها تحترم الحياة حتى في الحيوانات، لكنهم في المقابل هم أنفسهم من استباحوا دماء أهل التبت، واغتالوا رئيسة الوزراء، ويباركون ما يحدث في بورما فقط لأن المسلمين ليسوا من سكان الإقليم الأصليين.

الراوي / الرحالة لا يقدم أوصافًا لمشاهداته أو حتى انطباعاته عن سلوكيات الناس سواء أكانوا بشرًا عاديين أو حتى رجال دين أو خدم للمعابد، وإنما يقدم وصفا لكل ما تقع عليه عينه، لكل مشاهداته للأماكن التي زارها، ولا يكتفي بما يصفه له القائمون عليها، وإنما يوسع دائرة الرؤية ويصف بإسهاب على نحو ما فعل مع بركة المياه المقدسة.

ومعبد أكشردام، فهو يصحب القارئ في جولة في المعبد، وينقل له تفاصيل ما يقابله من إجراءات تفتيش ولوحات إرشادية داخل المعبد من قبيل “اخلع حذاءك”، ويستمر في وصف رخام المعبد الذي يزين السلالم، وما ينطبع على الجدران من رسوم للآلهة والحيوانات المقدسة.

كما أن الرحلة عامرة بالمعلومات التاريخية، لا على مستوى الصراع بين الأطراف المتنازعة الهند وكشمير، وإنما أيضًا عن تاريخ الأديان ونشأة مؤسسيها، فيذكر عن مؤسس الديانة الهندوسية غوروناناك أنه كان مسلمًا وضل طريقه إلى الهندوسية، واخترع ديانة جديدة، ولما توفي ترك الناس في حيرة: ما الذي يفعلونه بجثته. وبالمثل البهائية وطرق عبادتها، ومعبدها بمشرق الأذكار، ووصف للمعبد، الذي يشبه زهرة لوتس بيضاء تتكون من تسع أوراق.

ويسرد أيضًا عن واقع المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة، لكنهم يقعون تحت دائرة الظلم، فهم مواطنون من درجة ثانية لا يستطيعون أن يذبحوا بقرة في عيد الأضحى مخافة قوانين الهند. وأيضًا لا يجدون قبورًا ليدفنوا موتاهم فيها. الغريب أن الكثير من نواهي المسلمين وأوامرهم مأخوذة من طقوس الهندوس، كتغطية الشعر أثناء قراءة القرآن أو الصلاة.

الرّاوي المفسّر

يستعير من الرحالة القدامى، صفة المقارنات وربط الظواهر بعضها ببعض، فيتحدث عن العيش المشترك للهندوس بصفة عامة، وعن طبيعة البوذيين وحبهم للحوم. كما يميل أحيانا إلى تفسير بعض الظواهر التي يراها، فيلاحظ أن الرقص الهندي عنيف، والموسيقى أعنف، ومرجع هذا عنده أن مشاكل الناس كثيرة، والترانيم الهادئة لا تخطف الإنسان من نفسه، إنما تتركه تحت رحمة أحزانه ومشاكله. كما أن الإقبال على دور العبادة في ظل تعدّد المعابد يعود إلى أن وظيفة دور العبادة هي “إعادة الفرد من حافة الجنون إلى حافة الخشوع، وتعالجه من الأمراض النفسية، وتجعله يمشي في حراسة الآلهة بدلاً من الإحساس بالوحدة”.

تختلط الأساطير والحكايات الخرافية في حكايات الآلهة تارة، وفي حكايات التاريخ – تارة ثانية – فحكاية أسباب الاحتفال بالحسين في الهند متعددة، تأخذ مأخذ الأساطير والحكايات الغرائبية، كما أنها لا تقدم بصيغة واحدة وإنما بصيغ متعددة، مما يعكس طابعها الغرائبي.

الكتاب رحلة ثقافية ممتعة، تتبعت الديانات المختلفة وعاداتها وطقوسها وأشهر آلهتها، وفي الوقت ذاته رحلة تاريخية تتقصى المعلومات حول الديانات ونشأتها. كما وقف جزء منه على تقصي الأخبار التاريخية المتعلقة بالصراع الهندي الباكستاني، وسياحة ترفيهية عن عادات الهنود المختلفة في الزواج (التي تختلف وفقا للديانة، فالسيخي يقدم على زواج أشبه بزواج صالونات ويكون دومًا من اختيار الوالدين) والوفاة، وأيضًا في تحديد علاقتهم بالنساء التي تأتي في درجة ثانية، وملابسهم في الزفاف والحداد والمهرجانات وغيرها، وطباعهم وأطعمتهم وغيرها. رحلة أشبة بكرنفال أو مهرجان من مهرجانات الهند، تختلط فيها الموسيقى بالغناء بالرقص بالألوان في سيمفونية واحدة. بما في ذلك أماكن اللهو والمتع.

تقودك الرحلة لأن تصل إلى قناعة مفادها تعدد الطرق والمسالك في سبيل البحث عن الرب، تلخص في حقيقة “أن الله واحد، نصل إليه من مليون طريق”.

12