مبدعون ومثقفون أردنيون يدا بيد لمواجهة "كورونا"

أدباء: دور المثقف في أزمات الوباء لا يختلف عن دور أي إنسان واع بمسؤوليته عن شخصه وعائلته ومحيطه، كما أن الثقافة يمكنها أن تقدم مساندة روحية ونفسية في هذه المرحلة.
الجمعة 2020/03/20
الشيء الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو التعاون

الكثير من الكتّاب والمبدعين يخيّرون الصمت في اللحظات الهامة التي تمر بها شعوبهم، بينما الأجدر أن يكونوا في الصفوف الأولى، دفاعا عن أوطانهم وعن شعوبهم وعن الإنسان والوجود ككل. ولذا فإن آراء المبدعين والمثقفين هامة وضرورية في ما تمر به الدول اليوم من مواجهة فايروس “كورونا”.

مجدي التل

عمان – دعا كتّاب وفنانون أردنيون إلى ضرورة التعاون بروح المسؤولية وتعزيز التكافل والتلاحم الوطني وأهمية الارتقاء بالوعي الجمعي لمواجهة فايروس كورونا.

وقال الأديب هاشم غرايبة إن الحياة أجمل من أن نهبها للمرض، وإن الالتزام بتعليمات وزارة الصحة يعطينا الوقت لنعرف أكثر كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل، وأن نفهم كوكبنا ومن عليه ونحبهم أكثر.

وبلغته الأدبية تابع غرايبة “جاء طوفان نوح، وكانَ شبابُ المدينة يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوح، ويستبقونَ الزمنْ، إن الحياة لن تتوانى عن إقحامنا مرة بعد مرة، في جولة إثر جولة من جولات: الإثارة والتعود، اليقظة والكسل، الشك واليقين، الصحة والمرض، وتبقى الحياة أجمل من أن نهبها سهوا لكورونا”.

وأضاف “لعل المحاولة الحمقاء لترويض الكائنات خطيئة يدفع ثمنها التعالي البشري باستمرار، لكن الشيء الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو التعاون، لنجعل من هذه الجائحة فرصة لنعرف كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل، وأن نفهم كوكبنا وتوازناته ونحبه أكثر”.

وقال وزير الثقافة الأردني الأسبق الأديب الدكتور صلاح جرار “إذا كان مجتمعنا لسنوات طويلة يتجنّب بكل الوسائل التعبير الحقيقي عن المساواة بين الناس، فيجعلهم طبقات يتمايز بعضها عن بعض، فإن وباء الكورونا يفرض علينا أن نتساوى عندما ننحني أمام متطلباته. ودعا جرار إلى الحذر واجتناب التجمعات وكل ما يمكن أن ينقل العدوى، لافتا إلى أن السلوك الحضاري والثقافي يتطلب من كل واحد منا أن يحرص على سلامة الآخرين.

وقالت الأديبة سميحة خريس “الإنسانية كلها في اختبار واحد، أمام تحدّ حقيقي، تكاتفنا وأخذنا الأمر على محمل الجد والمسؤولية يعني نضجنا، لا بأس أن نضحك في وجه المجهول ونسخر، ولكننا في الأساس يجب أن نتخذ من الحيطة والحذر ما هو جدير بفهمنا لمعنى الحياة وقيمتها، ولأهمية الصحة التي دونها لن يكون لنا بناء أوطاننا”.

ودعت إلى عدم الاستهانة بالإجراءات الوقائية معتقدين أننا بعيدين عن مرمى الخطر. وقالت “المحنة تقربنا ولو كانت بيننا مسافة، وتعلمنا وإن انعزل كل واحد منا بانتظار زوال الغمة”.

وقالت الأديبة والإعلامية ليلى الأطرش، إن دور المثقف في أزمات الوباء لا يختلف عن دور أي إنسان واع بمسؤوليته عن شخصه وعائلته ومحيطه، وعن الدور الاجتماعي لأي مواطن عارف بخطورة الوضع، بعدم التهاون في أخذه بجدية بالغة ليكون قدوة بمسلكه.

وأضافت الأطرش “لا أعتقد أن على المثقف في خضم الأزمة أن يأخذ دور الموجه أو المسؤول التنفيذي أو الطبيب، أو صاحب القرار فهؤلاء مسؤولون عن إدارة الأزمة، وتطبيق القوانين التي يفرضها تطور الأوضاع”.

يمكن للمثقفين القيام بدور تنويري وإرشادي هام
يمكن للمثقفين القيام بدور تنويري وإرشادي هام

وقال عميد كلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا الناقد محمد عبيدالله، إنه يمكن للثقافة أن تقدم مساندة روحية ونفسية في هذه المرحلة، ويمكن للمثقفين القيام بدور تنويري وإرشادي هام في هذه المرحلة العصيبة التي أصابت الحياة البشرية كلها، من خلال التركيز على القيم الإنسانية الإيجابية التي تشمل التضامن والتعاون والتكاتف، والابتعاد عن أجواء الإشاعة والتشفّي، والتنمّر والإساءة المجانية للمصابين، فالعالم كله مصاب، والكل مهدد بالعدوى.

ودعا عبيدالله المبدعين والكتّاب والفنانين إلى الدفاع عن الإنسان وعن الحياة الإنسانية من خلال إبداعاتهم وأعمالهم التي تستوحي بعض تفاصيل هذه الجائحة العالمية، عبر أعمال مستوحاة من الحقائق والأخيلة العلمية، وعبر تحويل التحديات إلى فرص، فالأعمال الإبداعية والفنية الأصيلة يمكن لها أن تخلّد مواجهة البشرية لهذه المصيبة المزلزلة والاستفادة منها مستقبلا. وأكد أن الثقافة تعني حماية الإنسان وصيانة وعيه ووجدانه، وهي تلتقي مع اهتمام الطب والجهات الصحية التي لا تغفل هذه الجوانب، مشددا على ضرورة أن نساند أولئك الذين يحاولون حمايتنا، وأن نلتزم بتوجيهاتهم وأن نسهم في التقليل من الآثار النفسية والوجدانية المؤلمة التي يتأثر بها الجميع دون استثناء.

ودعا الفنان زهير النوباني الجميع إلى الالتزام بوسائل الوقاية المطلوبة والتقيّد بالتعليمات الرسمية بهذا الخصوص والتعاون التام بين المواطنين، والتعاون والتضامن بين القطاعين الرسمي والخاص للتغلّب على هذه الأزمة الطارئة.

ودعا رئيس جمعية النقاد الأردنيين الناقد الدكتور زياد أبولبن جميع المواطنين إلى “الارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية والوعي العميق، بما يحيط بنا من وباء يهدد حياتنا في كل لحظة، وأن نتثبّت من مصادر المعلومة والخبر، كي ننتصر على الإشاعات التي تفتّ من عزيمتنا في الحياة، وأن تكون ثقتنا بأنفسنا قبل أن تكون في الآخرين، وأن نقدّم المصلحة العامة على مصلحتنا الفردية، ونتكاتف معاً من أجل حياة فضلى”.

ودعت الفنانة قمر الصفدي إلى عدم الالتفات إلى الإشاعات والالتزام بما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة، والى السلوك الحضاري والمدروس والعلمي في مواجهة هذا الظرف الذي يتطلّب من الجميع التحلّي بروح المسؤولية الوطنية.

وأكدت الفنانة والكاتبة سميرة خوري ثقتها بالمؤسسات الرسمية المعنية، وأبناء الشعب الواعي لمواجهة هذا الوباء.

ودعت إلى أن تكون هذه الفترة التي تتطلب أن يعزل المواطن نفسه ولا يخرج من بيته إلا للضرورة، بمثابة مرحلة للتأمل ونشر المحبة والتكافل والعطاء بين أبناء المجتمع الواحد.

15