لا علاقة للسعودية بهجمات سبتمبر وفق وثيقة جديدة

مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف.بي.آي" أصدر وثيقة جديدة غير أنها لم تقدم أي تفاصيل تكفي لإدانة الحكومة السعودية، التي نفت مرارا أن لها أي دور في الهجمات.
الاثنين 2021/09/13
نزع السرية عن الوثائق المرتبطة بالقضية

الرياض – لم تقدم أحدث الوثائق بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة التي أصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف.بي.آي” أي دليل على أن الحكومة السعودية كانت متواطئة في المؤامرة.

وتصف الوثيقة المكونة من ست عشرة صفحة والتي رفعت عنها السرية مؤخرا، الدعم اللوجستي المقدم لاثنين من الخاطفين السعوديين في الفترة التي سبقت الهجمات الإرهابية. غير أنها لم تقدم أي تفاصيل تكفي لإدانة الحكومة السعودية، التي نفت مرارا أن لها أي دور في الهجمات.

ورحبت سفارة السعودية في واشنطن في بيان لها الأسبوع الماضي بأمر الرئيس الأميركي جو بايدن بالإفراج عن الوثائق السرية التي تتعلق بالأحداث المروعة، مؤكدة أن “أي مزاعم عن تواطؤ السعودية في هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي ادعاءات كاذبة قطعا”.

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأحد التأكيد على أن المملكة متمسكة بمكافحة الإرهاب مع حلفائها. وقال إن “السعودية لطالما طالبت بالكشف عن كل الوثائق المتعلقة باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001”.

وأظهرت الوثيقة التي يعود تاريخها إلى الرابع من أبريل 2016 وكانت سرّية حتى الآن وجود ارتباطات بين عمر البيومي، الذي كان حينها طالبا لكن يشتبه بأنه كان عميلا للاستخبارات السعودية، وعنصرين في تنظيم القاعدة شاركا في مخطط خطف وصدم الطائرات الأميركية الأربع بأهداف في نيويورك وواشنطن قبل عشرين عاما.

وبناء على مقابلات جرت في 2009 و2015 مع مصدر بقيت هويته سرّية، تكشف الوثيقة تفاصيل اتصالات ولقاءات جرت بين البيومي والخاطفَين نواف الحازمي وخالد المحضار بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000 قبل الاعتداءات.

كما تؤكد على صلات سبق أن تحدّثت عنها تقارير بين الخاطفَين وفهد الثميري، الذي كان إماما محافظا في مسجد الملك فهد في لوس أنجلس ومسؤولا في القنصلية السعودية في المدينة ذاتها.

وتشير الوثيقة إلى أن أرقام الهواتف المرتبطة بالمصدر تكشف عن اتصالات مع عدد من الأشخاص الذين ساعدوا الحازمي والمحضار عندما كانا في كاليفورنيا، بمن فيهم البيومي والثميري، إضافة إلى المصدر نفسه.

وتكشف بأن المصدر أفاد “إف.بي.آي” بأن البيومي، بعيدا عن هويته الرسمية كطالب، كانت له “مكانة عالية جدا” في القنصلية السعودية.

وأفادت المذكرة “شملت المساعدة التي قدّمها البيومي للحازمي والمحضار الترجمة والسفر والإقامة والتمويل”.

كما لفتت المذكرة إلى أن زوجة المصدر الذي تحدّث إلى “إف.بي.آي” أفادت مكتب التحقيقات بأن البيومي تحدّث مرارا عن “الجهاد”.

وكشفت الوثيقة عن حدوث لقاءات واتصالات هاتفية وغيرها من أشكال التواصل بين البيومي والثميري من جهة وأنور العولقي من جهة أخرى، وهو داعية ولد في الولايات المتحدة وتحوّل إلى شخصية بارزة في تنظيم القاعدة قبل أن يُقتل بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في اليمن عام 2011.

ورغم نشرها، إلا أن أجزاء عديدة في الوثيقة كانت محذوفة ولم تكشف عن أي رابط مباشر وواضح بين الحكومة السعودية والخاطفين.

ورفضت ثلاث إدارات أميركية متعاقبة نزع السرية عن الوثائق المرتبطة بالقضية ونشرها، خوفا على يبدو من إمكانية إضرار الخطوة بالعلاقات الأميركية – السعودية.

وفي تقريرها النهائي لعام 2004، قالت لجنة 11 سبتمبر إنها لم تجد أي دليل على أن “الحكومة السعودية كمؤسسة، أو كبار المسؤولين السعوديين مولوا بشكل فردي” القاعدة. لكن بعض أعضاء اللجنة السابقين أشاروا إلى أن الصياغة الدقيقة للتقرير لم تستبعد احتمال أن يكون المسؤولون السعوديون الأدنى رتبة قد ساعدوا الخاطفين.

وقالوا أيضًا إن اللجنة، التي تعمل تحت ضغط الوقت الشديد، لا يمكنها تشغيل كل الرصاص على الأرض.

3