فيسبوك تخفق في تطبيق معاييرها المتعلقة بالانتخابات العراقية

بغداد - أكد مركز الإعلام الرقمي في العراق أن شركة فيسبوك، أخفقت في تطبيق معاييرها المتعلقة بالانتخابات التي ستجرى في العاشر من الشهر المقبل.
وسبق لتارا فشباتش، مديرة السياسة العامة لشركة فيسبوك لمنطقة الشرق الأوسط، أن قالت “نحن نعتقد أنه كلما كان هناك المزيد من الشفافية فإنها ستؤدي إلى المزيد من المحاسبة والمسؤولية لكل من شركة فيسبوك والمروجين للإعلانات”، وأضافت “عملنا للمساعدة في حماية الانتخابات لم يحصل من قبل، ولكن التغييرات الجارية مثل هذه ستستمر بنقلنا إلى الاتجاه الصحيح”.
ورحب المركز الرقمي العراقي حينها بقرار فيسبوك مؤكدا على أهمية بذل جهد أكثر لحماية المواطن في العراق من الأخبار المزيفة والتي تنتشر بشدة مع اقتراب الانتخابات.
لكنه عاد لينتقد فيسبوك التي أخفقت في تطبيق معاييرها في الانتخابات العراقية. وقال في بيان صحافي، إن “فريقه رصد العديد من الإعلانات السياسية على منصة فيسبوك والتي تمارس التسقيط والتشهير بحق بعض المرشحين بصورة أو أخرى، وهي جميعها تندرج ضمن حرب سياسية غير قانونية بين الكتل السياسية قبل الانتخابات”.
وأضاف أن “تلك الجيوش الإلكترونية مستمرة في حملتها ومنشوراتها المسيئة ضد الآخرين ولم تستطع قواعد فيسبوك الجديدة إيقافها نهائيا والحد من سلوكياتها المشينة خصوصا في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات”.
وأشار إلى أن “علامة بيان إخلاء المسؤولية عن عائدية ممول الإعلانات التي ظهرت في إعلانات فيسبوك، لا تكشف تفاصيل كافية، حيث تبين اسم الشخص المشغل للإعلان لا أكثر، بينما تبقى هويته مجهولة لدى المستخدمين في العراق، مما يخلق صورة ضبابية عمن يقف وراء هذا الإعلان والجهة الممولة”.
وتابع المركز أن “العراق يرفد فيسبوك بأموال طائلة من خلال الإعلانات بواسطة الملايين من المستخدمين النشطين شهريا، وليس من المعقول أن تتجاهل فيسبوك ما يجري على منصتها في العراق من نشر لأخبار كاذبة وسلوكيات غير قانونية ومخالفة لمبادئ الديمقراطية والتنافس السياسي الذي يفترض أن يكون قائما على أسس ومعايير أخلاقية صحيحة”.
وختم قائلا “على الرغم من إيقاف فيسبوك لمئات الإعلانات غير المتوافقة مع شروطه، إلا أنه من جهة أخرى ما زالت هناك الكثير من الإعلانات المخالفة، لذلك يجدد المركز دعوته لفيسبوك لبذل المزيد من الجهد في ما يتعلق بمراقبة المنشورات السياسية والانتخابية من أجل تنظيف المنصة من كل المنشورات التي تتضمن حالات تشهير ومعلومات كاذبة والتي تزخر بها منصتها في العراق”.
وتحكم الجيوش الإلكترونية التابعة لجهات سياسية ودينية قبضتها على الترند العراقي. وأكد تقرير أنّ جزءا كبيرا من نشاطها تنخرط فيه حسابات تُدار من خارج العراق. ويلقى سوق مواقع التواصل الاجتماعي رواجا هائلا في موسم الانتخابات، حيث يدشن يوميا نحو 100 صفحة على فيسبوك وتويتر وتليغرام، تروج لشخصيات وتهاجم آخرين.
وتدار هذه الصفحات في غالبيتها من قبل مكاتب وفرق تابعة لسياسيين وأحزاب كبيرة لأنها تتطلب إنفاقا ماليا وميزانيات خاصة، ومن المستبعد أن تقوم بها جهات مستقلة أو شباب غير مقتدر ماديا، بسبب تمويلها الباذخ.