طرابلس تضغط على تونس لتسليم الطيار الليبي

تونس - بدأ محمد الطاهر سيالة، وزير الخارجية المُفوض في حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، الخميس، زيارة إلى تونس، وُصفت بـ”الخطيرة”، بالنظر إلى ما رافقها من حديث مُتزايد حول ضغوط تُمارسها حكومة السراج لدفع السلطات التونسية إلى تسليمها الطيار العسكري الليبي الذي كان قد هبط اضطراريا بطائرته العسكرية في جنوب التراب التونسي.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب”، إن هذه الزيارة التي يُفترض أن يجتمع خلالها محمد سيالة بنظيره التونسي، خميس الجهيناوي، تكتسي أهمية بالغة في علاقة بأهدافها وتوقيتها الذي تزامن مع تسريبات تُفيد بوجود اتصالات ومشاورات رفيعة بين السلطات التونسية الليبية حول مصير الطيار الليبي المذكور العقيد طيار فرج الصغير الغرياني.
وأعربت عن خشيتها من استجابة السلطات التونسية لضغوط حكومة السراج التي سبق أن طالبت تونس “بالتنسيق معها والرجوع إليها قبل اتخاذ أي قرار بشأن الطائرة الحربية الليبية التي هبطت اضطراريا بتونس”.
واعتبرت أن هذه الخشية “مشروعة”، لاسيما وأن المُعطيات المُتوفرة تُشير في معظمها إلى أن وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية أجرت خلال الأسابيع الماضية اتصالات مُكثفة مع السلطات التونسية لدفعها إلى تسليمها الطيار الليبي، غير أن تلك الاتصالات توقفت في أعقاب وفاة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وترافقت تلك الخشية مع تحذيرات أطلقها بعض المسؤولين الحزبيين، من مغبة استجابة تونس لتلك الضغوط، ومن بينهم محسن مرزوق، رئيس حركة “مشروع تونس”، والمُرشح للاستحقاق الرئاسي. وقال مرزوق إنه يُحذر السلطات الرسمية من خطورة تسليم الطيار الليبي لحكومة السراج، ذلك أن مثل هذه الخطوة إن تمت ستؤثر على العلاقات التونسية-الليبية، وستجعل تونس مُصطفة إلى جانب فريق دون آخر، الأمر الذي سينعكس سلبا على مصالح البلاد.