شخصية جديدة على رأس أونروا لإرضاء الولايات المتحدة

اعتبر مراقبون أن استبدال الأمم المتحدة لمفوض جديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعد فضيحة طالت رئيسها السابق بسبب سوء إدارة أموال أنوروا، في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطا على حلفائها حتى لا تدعم هذه الهيئة الأممية لاستكمال مسار صفقة القرن المثيرة للجدل.
غزة- وجدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة نفسها خلال الفترة الأخيرة في موقف في غاية الصعوبة بسبب نقص التمويلات من المانحين الدوليين.
واضطرت الأمم المتحدة إلى تعيين مفوض عام جديد للوكالة بعد استقالة رئيسها السابق بيير كرينبول وسط اتهامات بسوء السلوك، ليزيد على الأرجح من أزماتها التي يبدو أنها لن تنتهي قريبا بعد أن ضيقت عليها الولايات المتحدة قبل أكثر من عامين.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عين السويسري فيليب لازاريني، الذي عمل من قبل لدى الأمم المتحدة في لبنان والصومال على رأس الوكالة.
ونفى المفوض العام السابق للوكالة ارتكاب أي أخطاء وقال إن الوكالة وقعت ضحية لحملة سياسية تستهدف الإطاحة به، وذلك بعد أن استقال في مواجهة تحقيق في مزاعم تتعلق بسوء الإدارة. وسيتسلم لازاريني، مهامه، خلفا لكريستيان ساوندرز، الذي كان قائما بأعمال المفوض منذ نوفمبر الماضي، منذ أن تقدم المفوض العام السابق للأونروا كرينبول، باستقالته.
ويتوقع أن يواجه لازاريني مشاكل لا حصر لها في طريق إعادة الوكالة لعملها بالشكل المطلوب لاسيما وأن أنوروا تواجه أزمة تمويل بعد أن أوقفت الولايات المتحدة مساهمتها السنوية البالغة 300 مليون دولار للأونروا في 2018. وتتقاسم الإدارة الأميركية مع نظيرتها في إسرائيل نفس التصورات الساعية إلى إنهاء أنشطة أونروا، فمنذ أن بدأت ملامح صفقة القرن في الظهور إلى العلن، تعرضت الوكالة إلى أزمات أدخلتها في أنفاق مظلمة في ظل تواتر الاتهامات الموجهة إليها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
وأطلقت الوكالة، الثلاثاء الماضي، مناشدة لجمع الملايين من الدولارات من أجل مواجهة تفشي فايروس كورونا. وقالت في بيان “تحتاج الوكالة وبشكل عاجل إلى 14 مليون دولار من أجل الاستعداد والاستجابة لتفشي وباء كورونا ولفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر”.
وتأمل أونروا في تغطية عجز في ميزانيتها يقدر بنحو 446 مليون دولار نتج بالأساس عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ في يناير 2018 بتجميد مساعدات أميركية للفلسطينيين بشكل فعلي.
وتمنح واشنطن عادة نحو 350 مليون دولار سنويا للوكالة التي تأسست عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين لكنها لم تقدم سوى ما يزيد قليلا على 60 مليون دولار حتى الآن هذا العام.
ويخشى مسؤولو الأمم المتحدة من ألا يتلقوا المزيد من الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة لاسيما في ظل الظروف التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون حاليا بسبب وباء كورونا.
وأضافت “يبين النداء العاجل الأولويات الفورية والمتطلبات المالية للصحة والخدمات الأخرى المتعلقة بالجائحة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا”. وتابعت “يأتي هذا النداء العاجل إضافة إلى احتياجات موازنة الأونروا البرامجية العادية”.
وتأسست أونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتقدم خدماتها حاليا لما مجموعه 5.4 مليون لاجئ.
وفي محاولة لمواجهة فايروس كورونا المستجد الذي انتشر في جميع أرجاء العالم بشكل كبير، قررت أونروا، الخميس، تحويل 12 مدرسة إلى مراكز توزيع مؤقتة للمساعدات الغذائية، كخطوة احترازية للوقاية من فايروس كورونا المستجد.
وقالت أونروا إنه سيتم افتتاح نقاط جديدة ومؤقتة، الأحد القادم، لتوزيع المساعدات الغذائية، في 12 مدرسة موزّعة في مناطق مختلفة من القطاع، وذلك لمنع التجمّعات والاكتظاظ في المراكز الرئيسية لتوزيع تلك المساعدات.
وتقول وزارة الصحة إن قطاع غزة يخلو من الإصابات بكورونا، فيما وصل عدد المصابين بالفايروس في الضفة الغربية إلى 47 حالة.
ويعاني قطاع غزة المحاصر إسرائيليا، للعام الثالث عشر على التوالي، من ضعف عام في مجال تقديم الخدمات الصحية ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، بنسبة عجز تقدّرها وزارة الصحة بغزة، بنحو 45 في المئة.