جماعة الممانعة الأسدية الإيرانية يعلم أن مشاريعها لا يمكن أن يكتب لها النجاح من دون أن تتم المهمة التي تبدو مستحيلة، وهي إنجاز اغتيال رفيق الحريري.

كارول معلوف نجحت في أن تمنح الحقائق صورة ولسانا، وأن تجعلها تنطق في اللحظة التي باتت فيها كل الحقائق خرساء أمام فيض الجثث المنبوشة من ماضي الحروب.

التدخل العسكري السعودي التركي المتوقع يكتسب أهمية قصوى في هذا الصدد، لأن من شأنه أن يعيد تعريف الإرهاب وتوصيف معنى محاربته إلى السكة الصحيحة.

علاقة السيد بالجنرال وبالاستحقاق الرئاسي تشبه علاقة البرميل المتفجر بضحاياه، فهي علاقة مماثلة لمعنى علاقات السيد السياسية العاطفية، فالسيد يعشق الجنرال كما تعشق البراميل المتفجرة الموت والدمار اللذين تتسبب فيهما.

ماذا لو قرر السنة أن يكونوا طائفة، مجرد طائفة؟ هل العالم كله، وليس لبنان أو المنطقة، قادر على تحمل النتائج المترتبة على مثل هذا التحول المرعب؟.

حزب الله يعيش الآن مأزق احتمال إعلان ترشيح جعجع للجنرال، بعد أن بات واضحا أن ترشيح الحزب للجنرال عون وإصراره عليه، يأتي متناغما مع استحالة وصوله للرئاسة.

العنوان السني الخالص بدا خيارا وحيدا لضمان دور السعودية، وهو يتعلق بتمكين الداخل أكثر من أي شيء، حيث لا مجال للهويات المتشتتة في مواجهة هوية شيعية منسجمة تضم جل الشيعة في العالم.

السعودية الجديدة لم تنتج لبنانا جديدا بل ساهمت في إعادة إنتاج لبنان العتيق، لبنان الإقطاع المتشكل من ثنائية الموارنة والسنة، كما عبر عن ذلك فرنجية.

أجمل ما في طبخة الرئاسة اللبنانية أنها كشفت عن وجود جناحين للممانعة، واحد أسدي مرتبط بالتسويات يمثله سليمان فرنجية، وآخر إيراني حربي مرتبط بنزعة التصعيد الإيرانية، يمثله العماد عون.

سليمان فرنجية سيكون رئيس دخول الأسد في نادي الحرب على الإرهاب، وخروج النصرة من توصيف الإرهاب، وعودة حزب الله من سوريا.

ربما يكون جيش نظام الأسد قد خرج من لبنان لكن ملائكته التي تتقمص ثوب الرؤساء التوافقيين لا زالت هنا، واسمها الحركي الآن هو سليمان فرنجية.