سلطنة عمان تبدأ في إنتاج الحافلات من مصنعها في منطقة الدقم

المشروع الاستثماري المشترك بين جهاز الاستثمار العماني وشركة النقل الوطنية القطرية، يستهدف في مراحله الأولى تصنيع 500 حافلة سنويا.
الأربعاء 2021/11/24
خطوة نحو أسواق تصديرية إقليمية ودولية

الدقم (سلطنة عمان) – وسعت سلطنة عمان من طموحاتها المتعلقة بتطوير صناعة الحافلات محليا من خلال تدشين عمليات الإنتاج في مصنعها بالمنطقة الصناعية الخاصة بالدقم.

وأنتجت شركة كروة المتخصصة في تصنيع وتجميع الحافلات أول حافلة تحمل العلامة التجارية “سلام” وعبارة “صُنع في سلطنة عُمان”.

ويستهدف المشروع الاستثماري المشترك بين جهاز الاستثمار العماني، الذي يملك حصة تبلغ 30 في المئة، وشركة النقل الوطنية القطرية (مواصلات قطر)، في مراحله الأولى تصنيع 500 حافلة سنويا.

إبراهيم البلوشي: سنتوسع في عمليات الإنتاج تدريجيا ليبلغ 700 حافلة سنويا
إبراهيم البلوشي: سنتوسع في عمليات الإنتاج تدريجيا ليبلغ 700 حافلة سنويا

وسيحقق المشروع رؤية مسقط في الوصول إلى أسواق تصديرية إقليمية ودولية بسبب موقعه الجغرافي القريب من أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، الأمر الذي يضمن تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد ويحدّ من تكاليف التخزين.

وأوضح هشام بن أحمد الشيدي المدير العام لاستثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العُماني بالوكالة أن مصنع كروة يمثّل أحد المشروعات الاستراتيجية المهمة.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الشيدي قوله إن “جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في هكذا مشروعات بهدف تعزيز جهود الحكومة نحو التنويع الاقتصادي والانسجام مع رؤية تعزيز القطاع اللوجستي”.

وتريد الحكومة من وراء تطوير القطاع اللوجستي جعل البلد الخليجي، الذي يمر بأوضاع مالية صعبة بسبب تقلص إيراداته النفطية، مركزا صناعيا مهما في المنطقة.

وتراهن مسقط على دعم الصادرات من خلال تعزيز دور المناطق الحرة في الاقتصاد المحلي وذلك بالترويج لمناخ الأعمال الذي يأخذ طريقه نحو الاستقرار، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، في ظل الإصلاحات الاقتصادية.

وبالإضافة إلى ذلك تسعى لامتلاك المعرفة والتكنولوجيا في بناء قاعدة صلبة لصناعة المركبات، والإسهام في تطوير مجموعة الصناعات الأولية المغذية لهذا القطاع وتنشيط أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر إسناد مشاريع ومناقصات مرتبطة بالمصنع.

وتم تشييد مصنع الشركة التي تأسست في العام 2017 على مساحة تبلغ 600 ألف متر مربع، وهو مجهّز بأحدث التقنيات التكنولوجية، ويضم ورش إنتاج مختلفة لأعمال التقطيع واللحام والصباغة وتجميع المكونات والمواد والمعدات والمحركات.

كما يضم ورش صيانة مركزية ومخازن ومحطات كهرباء ومحطة وقود، ومبنى الإدارة ومرافق أخرى.

ويؤكد المشرفون على هذا المصنع أنه يسهم في إيجاد فرص عمل للعمانيين، سواء الباحثون عن عمل أو ذوو الخبرة والتخصص في مجال السيارات.

وقال إبراهيم بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة كروة للسيارات إن “المرحلة الأولى من العمليات التشغيلية تُركز على إنتاج الحافلات المدرسية ‘سلام’ التي تُعدّ مُتطورة وقادرة على السير في مختلف الطرقات وتتحمل أقسى ظروف الطقس، وذات مواصفات قياسية خليجية ودولية”.

وأضاف “سيتم استخدامها في مونديال قطر 2022 لكرة القدم وبعد الانتهاء من إنتاج هذه الحافلات سيتم التوجه إلى إنتاج حافلات للمدن، وأخرى للخطوط الطويلة، وسيتراوح الإنتاج السنوي بين 500 إلى 700 حافلة”.

وتم اختيار شركة هايغر الصينية لتكون شريكا استراتيجيا في المشروع، كونها واحدة من العلامات التجارية الأسرع نموا على مستوى العالم في مجال تصنيع الحافلات بجودة عالية وأفضل معايير السلامة.

وأكد البلوشي أن كروة ستقوم بتوظيف العديد من الابتكارات والممارسات والتقنيات الإنتاجية التي ستكون الأولى من نوعها في سلطنة عُمان مما سيسهم في وضع معيار عالٍ لجميع المنشآت الإنتاجية المستقبلية في السلطنة.

وستقدم حافلات الشركة مجموعة واسعة من الخيارات الآمنة مما يجعلها الخيَار الأمثل للنقل العام، سواء كان للتنقل داخل المدينة أو خارجها.

ولن يقتصر عمل كروة على تصنيع الحافلات العاملة بالوقود، حيث كشف البلوشي أن الشركة تدرس بالتعاون مع جهاز الاستثمار العُماني عدة خيارات لإنتاج حافلات ومركبات كهربائية.

وفي السنوات الماضية ظهرت العديد من المبادرات التي تستهدف توسيع نطاق نشاط تصنيع الحافلات في البلاد.

وكانت المنطقة الحرة في صلالة قد وقعت في نوفمبر 2019 على اتفاقية حق انتفاع جديدة في المنطقة لإنشاء مصنع لصناعة الحافلات بقيمة تقدر بحوالي 50 مليون دولار وبطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 1500 حافلة.

10