ست رهائن غربيون ما زالوا محتجزين في الساحل الأفريقي

اختطاف الرهائن تعتبر أمثلة بارزة على الأزمة الأمنية الحادة في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي والناجمة عن تزايد انتشار الجماعات المتشددة الساعية للإطاحة بسلطة الدولة.
السبت 2020/10/10
الإفراج عن الفرنسية صوفي بترونان

باريس- بعد إعلان مالي الخميس الإفراج عن الفرنسية صوفي بترونان ورهينتين إيطاليتين هما نيكولا تشياتشيو وبيير لويجي ماكالي، لا يزال ست رهائن غربيون على الأقل محتجزين لدى المجموعات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي.

وهذا العدد لا يشمل إلا عمليات الخطف التي تم الإعلان عنها من قبل محيط الرهائن أو الحكومات التي تختار أحيانا عدم الإبلاغ عن هذه الهجمات.

واختُطفت بترونان البالغة حاليا 75 عاما، في 24 ديسمبر 2016، من قبل مسلحين في غاو (شمال مالي)، حيث كانت تقطن وتدير منظمة إنسانية تُعنى بمساعدة الأطفال.

وبدت في آخر شريط مصور ظهرت فيه في منتصف يونيو 2018، مرهقة وكان وجهها هزيلا، وناشدت فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال خاطفوها في شريط فيديو آخر في نوفمبر 2018، لم تظهر فيه، إن صحتها تدهورت.

غرقت مالي في أزمة أمنية عميقة منذ الاستقلال، وحركات التمرد الجهادية التي بدأت في الشمال في عام 2012

ويأتي إطلاق سراح الرهائن بعد بضعة أيام حافلة بالتوتر مع ظهور تقارير تفيد بأن سلطات مالي أفرجت عن العشرات من الأشخاص المشتبه بأنهم من المتشددين خلال عطلة نهاية الأسبوع مما أذكى تكهنات بعملية تبادل أسرى وشيكة. ولم يتضح ما إذا كانت هناك فدية قد دفعت.

ويعتبر إطلاق سراح الرهائن نصرا للقيادة المؤقتة في مالي التي تشرف على فترة انتقالية تستمر ثمانية عشر شهرا قبل العودة إلى الحكم المدني، وذلك في أعقاب الإطاحة برئيس البلاد إبراهيم أبوبكر كيتا.

في 2017، نشر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقطع فيديو يظهر ست رهائن هم الأسترالي آرثر كينيث إليوت والفرنسية صوفي بترونان والروماني يوليان غيرغوت والمبشرة السويسرية بياتريس ستوكلي والراهبة الكولومبية غلوريا سيسيليا نارفايز أرغوتي والجنوب أفريقي ستيفن ماكغاون الذي تم إطلاقه في نهاية يوليو 2017.

وخطف مسلحون في 4 أبريل 2015 غيرغوت وهو رجل أمن روماني في منجم للمنغنيز في شمال بوركينا فاسو قرب حدود مالي والنيجر. وتبنّت جماعة “المرابطون” الجهادية (التي انضمت بعد فترة وجيزة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) عملية خطفه.

أما ستوكلي فقد خطفت في 7 يناير 2016 في تمبكتو في شمال غرب مالي حيث عاشت لسنوات. وهي كانت قد اختطفت مرة أولى لتسعة أيام في أبريل 2012، بعد وقت قصير من استيلاء الجهاديين على المدينة.

وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن خطفها في نهاية يناير 2016، ونشر مقطعي فيديو، الأول بعد ستة أشهر والثاني في يناير 2017، قدما دليلا على أن الرهينة ما زالت على قيد الحياة.

لا يزال ست رهائن غربيون على الأقل محتجزين لدى المجموعات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي
لا يزال ست رهائن غربيون على الأقل محتجزين لدى المجموعات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي

وخطف إليوت، الجراح الأسترالي البالغ من العمر 82 عاما، في بوركينا فاسو في 15 يناير 2016 مع زوجته جوسلين في عملية تبنتها جماعة أنصار الدين الجهادية. وتم إطلاق سراح جوسلين في الشهر التالي.

ولذكرى مرور ثلاث سنوات على أسر زوجها، أرسلت جوسلين رسالة للخاطفين تطلب فيها الإفراج عن آرثر تمت صياغتها باللغتين الإنجليزية والمحلية، وهو طلب جددته في مايو.

وفي 14 أكتوبر 2016، اختُطف الأميركي جيفري وودكي الذي كان يعمل في منظمة غير حكومية في أبالاك في النيجر وهو بلا شك نقل إلى مالي، بحسب مصادر أمنية نيجيرية.

وأكد رئيس النيجر محمدو يوسفو في سبتمبر 2019، أن الرهينة على قيد الحياة وبصحة جيدة خلال مقابلة مع قناة “إي.بي.سي” الأميركية.

أما أرغوتي، فقد اقتيدت هذه الراهبة الكولومبية بالقوة في 7 فبراير 2017 من قبل مسلحين دخلوا مجمع رهبانيتها في كارانغاسو في جنوب مالي. وفي 30 يناير 2018، ظهرت في مقطع فيديو تطلب تدخل البابا فرانسيس. وفي سبتمبر 2018، ظهرت في فيديو آخر مع صوفي بترونان.

وتم اختطاف الألماني يورغ لانغه الذي كان يعمل مع منظمة غير حكومية في 11 أبريل 2018 في غرب النيجر وتم نقله شمالا، ليس بعيدا عن الحدود المالية. وأكد الرئيس يوسفو خلال زيارته باريس في العام 2018 أن الرجل الذي يعمل في المجال الإنساني ما زال على قيد الحياة.

اختُطفت بترونان البالغة حاليا 75 عاما، في 24 ديسمبر 2016، من قبل مسلحين في غاو (شمال مالي)، حيث كانت تقطن وتدير منظمة إنسانية تُعنى بمساعدة الأطفال

وتعتبر الرهائن أمثلة بارزة على الأزمة الأمنية الحادة في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي والناجمة عن تزايد انتشار الجماعات المتشددة الساعية للإطاحة بسلطة الدولة، بالرغم من تدخل الآلاف من القوات الدولية واعتقال العشرات من المشتبه بهم من المتمردين.

وغرقت مالي في أزمة أمنية عميقة منذ الاستقلال، وحركات التمرد الجهادية التي بدأت في الشمال في عام 2012. وتم توقيع اتفاق سلام مع الانفصاليين. لكن تحركات الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية امتدت إلى وسط مالي، وكذلك إلى الدول المجاورة، على الرغم من انتشار القوات الفرنسية والدولية.

كما تشهد مالي، الفقيرة وغير الساحلية، أعمال عنف دامية بسبب الصراعات المجتمعية، ما أودى بحياة الآلاف من العسكريين والمدنيين، فيما يقع ثلثا المنطقة خارج سيطرة السلطة المركزية.

ولطالما رفض الرئيس السابق كيتا رسميا الحوار مع الجهاديين قبل أن يغير موقفه في فبراير ويعلن استعداده للحوار مع بعضهم. وجرت اتصالات لم يُكشف عنها من قبل للإفراج عن الرهائن أو التفاوض على وقف إطلاق النار.

5