سبعون عاما لم تكف لوأد مذكرات أُريدَ لها أن تموت

على مدى ما يزيد عن سبعين عاما، لم يكن هناك شيء محرّم في ألمانيا خاصة وفي العالم عامة أكثر من إعادة نشر سيرة هتلر الذاتية.
السبت 2019/12/07
لم تواجه البشرية سلاحا أشد فتكا من الأيديولوجيا

في وقت تتعالى فيه الأصوات، مطالبة بإلغاء سيطرة الأحزاب التقليدية، والتخلي عن الأيديولوجيا، خاصة تلك التي ترفض حق الآخر في التعبير عن نفسه، يصبح التذكير بالمآسي التي جرّتها الأفكار الشمولية على البشرية ضرورة ملحة، بدءا بالتعصب الطائفي المذهبي، وانتهاء بالتعصب الفكري. لم تواجه البشرية يوما سلاحا أشد فتكا من سلاح الأيديولوجيا، والأرقام خير دليل على ذلك. لا حاجة لنا بالتوغل قديما في التاريخ، يكفي أن نبدأ بالحروب الصليبية، التي أفرغت أوروبا من الرجال أو كادت. ويكفي أن نذكّر بمجازر البلاشفة في روسيا، وبما ارتكب من بشاعات في الصين تحت شعار الثورة الثقافية، التي تخلصت من الأصوات المعارضة، واكتفت في أقصى حالات الرحمة، برمي المعارضين في السجون. ويبقى ما ارتكبه الزعيم النازي أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، التي أودت بحياة 60 مليون قتيل، أكبر مثال يمكن أن يشار إليه عند الحديث عن وحشية البشر عندما يظنون أنهم امتلكوا الحقيقة المطلقة. هذا هو حال هتلر، الذي ضَمّنَ مذكراته رؤيته لما يجب أن يكون عليه العالم. على مدى سبعين عاما وأكثر، لم يكن هناك شيء محرّم في ألمانيا وفي العالم أكثر من إعادة نشر السيرة الذاتية للزعيم النازي. ليُرفع هذا الحظر في أواخر عام 2015 وتتقرر إعادة نشر كتاب “كفاحي” مذيلا بشروح فاقت النص الأصلي طولا. يجب أن يعرف العالم المخاطر والآلام التي سيواجهها، إن سمح لهؤلاء الذين يظنون في أنفسهم القدرة على التفكير وتقديم الحلول لمشاكل البشر عوضا عنهم. لهذا نشر الكتاب من جديد، وسيبقى على الرفوف طالما بقي هناك حكام طغاة. وعندما تتخلص الشعوب من آخر الطغاة، سيبقى الكتاب ليكون عبرة تمنع عودة الفكر الشمولي. ضمن هذا المعنى فقط، يجب ألّا تموت مذكرات أكثر الدكتاتوريين دموية.

احتاج كتاب كفاحي، لأدولف هتلر، إلى سبعين عاما و1400 صفحة إضافية من الشروح ليُفرج عنه. ورغم السعر المرتفع، 63 دولارا للنسخة، احتلت الطبعة الأولى للكتاب، منذ الحرب العالمية الثانية، قائمة أكثر الكتب مبيعا في ألمانيا.

وقال معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ إن 85 ألف نسخة من المذكرات، التي تعد بيانا رسميا لهتلر، بيعت بعد أيام قليلة من طرحها في الأسواق، في 8 يناير 2016.

وكانت أول طبعة يتم توزيعها، بعد انقضاء فترة حقوق النشر الخاصة بالكتاب، قد شملت أقساما توضيحية وأكثر من 3500 حاشية.

ومعلوم أن سلطات ولاية بافاريا الألمانية، التي تمتلك حقوق النشر، منعت إعادة طباعة المذكرات بعد الحرب العالمية الثانية، لاحتوائها على دعاية للفكر النازي، لكن حقوق النشر الحصرية انقضت يوم 31 ديسمبر عام 2015.

وقال الناشر، أندرياس فيرشينغ، الذي رأس الجهة الناشرة، وهي معهد التاريخ المعاصر “أرقام المبيعات فاجأتنا.. لم يكن لأحد أن يتوقع كل هذا”.

كتب هتلر “كفاحي” بين عامي 1924 و1926، وحظره الحلفاء بعد الانتصار عليه في الحرب العالمية الثانية. وأنجز هتلر الجزء الأول من الكتاب أثناء وجوده في سجن لاندسبرج، بعد فشل انقلاب في ميونيخ عام 1923. وبعد إطلاق سراحه كتب الجزء الثاني في استراحته الجبلية قرب بيرشتسجادن.

وبعد توليه المستشارية، عام 1933، أصبح “كفاحي” من الكتب الأكثر مبيعا؛ بيعت منه 12 مليون نسخة عام 1945، وترجم إلى 18 لغة.

وعلى النقيض من الأعمال التي روجت لأيديولوجيات اليمين المتطرف، أثرى الكتاب النقاش حول الظهور المجدد “للنزعة السياسية السلطوية” في المجتمعات الغربية.

وكان المعهد في بادئ الأمر قد طبع فقط أربعة آلاف نسخة، ولكنه زاد عدد النسخ المطبوعة على الفور نظرا للإقبال الشديد.

خوف من ترويج العنصرية

الكتاب يعدُّ واحدا من أبرز المؤلفات النازية الدعائية، وهو يتضمن رؤية الدكتاتور كاملة، حسب وصف وسائل الإعلام الألمانية، وتحول كل ما فيه إلى حقيقة واقعة في ما بعد
الكتاب يعدُّ واحدا من أبرز المؤلفات النازية الدعائية، وهو يتضمن رؤية الدكتاتور كاملة، حسب وصف وسائل الإعلام الألمانية، وتحول كل ما فيه إلى حقيقة واقعة في ما بعد

وكان الكتاب، المكون من جزأين، من بين الكتب غير الروائية الأكثر مبيعا، وفقا لقائمة صحيفة دير شبيغل لعام 2016، وتصدر الكتاب القائمة لمدة أسبوعين.

واتضح أن الخوف من أن يؤدي نشر الكتاب إلى ترويج أفكار هتلر العنصرية، ويمنح النازيين الجدد منصة للدعاية، أمر لا أساس له من الصحة.

على النقيض من ذلك، أتاح النقاش الذي جرى حول رؤية هتلر للعالم وتوظيفه للدعاية الفرصة للبحث في أسباب وتبعات الأيديولوجيات الشمولية، في وقت بدأت فيه الآراء السياسية السلطوية والشعارات اليمينية بالانتشار.

ولم يكن هناك شيء محرّم في ألمانيا أكثر من إعادة نشر السيرة الذاتية لأدولف هتلر.

وبحسب المعهد، لا يوجد كتاب مثل “كفاحي” تضمن هذا الكم من الأساطير، التي أيقظت الاشمئزاز والقلق، وأشعلت فتيل الفضول وأثارت التكهنات، في ظل هالة من الغموض.

وحصل فريق إعداد النسخة العلمية للكتاب على جائزة رابطة “لايبنيتس” للمعاهد العلمية، والتي تبلغ قيمتها 50 ألف يورو.

وبرر الاتحاد قراره بالقول إن “المؤرخ كريستيان هارتمان وفريقه سدوا ثغرة كبيرة في الأبحاث حول النازية في ألمانيا” من خلال النسخة المذيلة بالشروح. وأضاف الاتحاد “تظهر النسخة العلمية آراء هتلر الخاطئة وتزييفه للحقائق، وتصحح أخطاء سادت طويلا، وتشرح الأحداث في سياقها التاريخي”.

أملى هتلر معظم المجلد الأول من مذكراته على نائبه رودلف هس، أثناء وجوده في سجن لاندسبرج. وكان عنوان الكتاب الأصلي “أربع سنوات ونصف من الكفاح ضد الأكاذيب والغباء والجبن”. إلا أن الناشر، ماكس أمان، نصح بتلخيص العنوان إلى كلمة واحدة هي “كفاحي”.

في 18 يوليو 1925، قام هتلر، بنشر المجلد الأول من مذكراته، وقام بمراجعة النسخة وتحريرها، برنارد شتمبفل، الذي قتله هتلر في ما بعد، خلال مذبحة قام بها ضد بعض رجاله، عرفت بليلة “السكاكين الطويلة”.

وأهدى هتلر الكتاب، الذي تضمن سيرته الذاتية، وعرض فيه مذهبه الأيديولوجي، إلى ديتريش إيكارت، عضو الجمعية السرية المعروفة باسم “جمعية ثاتل”. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، بيع ووزع من الكتاب حوالي عشرة ملايين نسخة. وحصل المتزوجون حديثا والجنود على نسخ مجانية منه.

ويعدُّ الكتاب واحدا من أبرز المؤلفات النازية الدعائية، وهو يتضمن رؤية الدكتاتور كاملة، حسب وصف وسائل الإعلام الألمانية، وتحول كل ما فيه إلى حقيقة واقعة في ما بعد.

نسخة عربية من "كفاحي"

 طبع سخة عربية للكتاب
 طبع سخة عربية للكتاب

ولم يقف الأمر عند حد إعادة طبع الكتاب مؤخرا، بل تم عرض مسرحية “كفاحي” من تأليف جيورج تابوريس، وهي مستوحاة من الكتاب، بمدينة كونستانتس جنوبي ألمانيا. وتعرضت المسرحية لنقد لاذع بسبب منح المسرح الذي قدم العرض، فرصة الدخول المجاني للزائرين الذين يحملون رمزا للصليب المعقوف.

وكانت جمعية المدرسين الألمان قد دعت إلى تدريس الكتاب مصحوبا بشروح في المدارس الثانوية، بهدف تحصين الشباب ضد التطرف السياسي، غير أن هذه الدعوة لم تلقَ مساندة الجميع.

وقد أدّى النزاع حول حقوق النشر إلى خصومات وصلت إلى ساحات القضاء في بولندا والسويد. ورغم ذلك، نشر الكتاب في الولايات المتحدة، وغيرها من الدول. نجح هتلر في كسب تعاطف العرب، الذين رأوا فيه الزعيم القادر على وضع حد للاستعمار الغربي لبلادهم. وفي مارس 1934، أفاد فريتس غروبا، سفير ألمانيا بالعراق، أن صحيفة عراقية طبعت مقتطفات من كتاب “كفاحي” باللغة العربية، ودعا إلى تحويل المقتطفات إلى كتاب وتقديم الدعم المالي الألماني لهذا المشروع.

في الفترة نفسها بمدينة هالِه الألمانية، كان هانس فير، يعمل على جمع الآلاف من الملاحظات، وهو لغوي درس اللغات الشرقية والرومانية، إضافة إلى علم الآثار المصرية والصينية، كما درس الفلسفة وتاريخ الأديان، وكان أكثر اهتماما بالإسلام الشرقي.

بدأ فير بجمع مقتطفات الصحف التي تحمل تعابير عربية من مصر وسوريا والعراق وفلسطين، وهو ما أصبح لاحقا أبرز أعماله في حياته: قاموس عربي- ألماني.

وفي نوفمبر 1936، أبلغت وزارة الدعاية السياسية الألمانية وزارة الخارجية أن هتلر وافق على طباعة نسخة عربية لكتابه، على أن تحذف منه العبارات التي وجدها العرب مهينة وعدائية.

أشرف على النسخة العربية، الصادرة في العراق، برنهارد موريتس الذي عمل لصالح الخارجية، كان موريتس متخصصا باللغة العربية، ويتمتع بحكمة مكنته من الحكم على المقتطفات المترجمة من الكتاب بقوله إنّها “خارجة عن سياقها الأصلي وترجمتها خاطئة وغير مفهومة في مواضع كثيرة”. ورفض النسخ العربية الأخرى المتداولة لفشلها في فهم مضمون الكتاب.

كانت المعلومات الخاطئة خطرا يدمر أثر الدعاية النازية، وقد أرسلت القنصلية الألمانية في بيروت تقريرا تقول فيه إن العرب صدقوا “الزعم المختلق” بأن الاشتراكيين الوطنيين (الحزب النازي) صنفوا سلما تراتبيا حول الأجناس في العالم، احتل فيه العرب المرتبة الرابعة عشرة.

في ذلك الحين اقترح أحد العاملين بوزارة الخارجية أن “تمتلك الترجمة لهجة قريبة من القرآن ليفهمها الجميع”. فعهدت برلين بهذه الوظيفة إلى أمير من لبنان هو شكيب أرسلان.

استند أرسلان في ترجمته على النسخة الفرنسية من “كفاحي”، وقامت حينها الدائرة المهتمة بشؤون الشرق في الخارجية بتفحص النسخة العربية، لكنه اتضح أنه لا يوجد قاموس عربي-ألماني قادر على مساعدتهم في تلك المهمة. سمعت وزارة الخارجية آنذاك باسم هانس فير وكان حينها يجمع مواد لمثل ذلك الكتاب، ونظرا لعدم وجود اعتراضات سياسية، تابع فير عمله بناء على طلب من قسم السياسات الثقافية التابعة لوزارة الخارجية.

أنهى هانس فير “قاموس اللغة العربية المعاصرة” عام 1945، كانت الحرب العالمية قد انتهت وانتهى معها مشروع الترجمة. ومنذ ذلك الوقت لم تنشر أي ترجمة عربية رسمية لكتاب “كفاحي”، إلا أن نسخا غير موافَق عليها رسميا لا تزال منتشرة في الأكشاك.

أثر الدكتاتور

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بيع ووزع من الكتاب حوالي عشرة ملايين نسخة. وحصل المتزوجون حديثا والجنود على نسخ مجانية منه
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بيع ووزع من الكتاب حوالي عشرة ملايين نسخة. وحصل المتزوجون حديثا والجنود على نسخ مجانية منه

هذه هي قصة “كفاحي” التي لم تتضمن مصير الدكتاتور والساعات الأخيرة من عمره. فماذا حدث؟

مات أدولف هتلر منتحرا في 30 أبريل 1945، بعد أن تناول مادة السيانيد السامة، وأطلق النار على نفسه. وهي الرواية المقبولة لطريقة موت الزعيم. إلا أن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار، شجعت البعض على إطلاق شائعة أن هتلر لم ينتحر، وأنه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وجاءت الوثائق السوفييتية المفرج عنها سنة 1993، لتؤكد الرواية التي تقول بانتحاره. ولكنها لم تظهر مصير بقايا الجثة بعد حرقها.

اتخذ هتلر من ملجأ الفوهرر مقرا له منذ 16 يناير 1945. وكانت ألمانيا النازية تنهار سريعا. وفي نهاية أبريل دخلت القوات السوفييتية برلين. وكان هتلر يعاني انهيارا عصبيا، بعد أن أقر بأن الهزيمة قريبة وأن ألمانيا ستخسر الحرب، وصرح أنه سينتحر، مستفسرا من الدكتور، فارنر هاسه، عن أفضل طريقة للانتحار. واقترح هاسه تناول السيانيد.

حصل هتلر على كمية من كبسولات السيانيد، عن طريق وحدات النخبة النازية. وفي هذه الأثناء في 28 أبريل، علم هتلر أن وزير الداخلية، هاينريش هيملر، يحاول التفاوض دون علمه على اتفاقية سلام مع الحلفاء. واعتبر هتلر ذلك خيانة، وبدأ يظهر علامات فرط الارتياب. وعندما علم أن حليفه الإيطالي موسوليني قد أعدم، قرر ألّا يشاركه نفس المصير. وللتأكد من فاعلية السيانيد أمر بتجربة السم على كلبه بلوندي، ومات الكلب مثبتا فاعلية السم.

بعد منتصف ليل 29 أبريل، تزوج هتلر من إيفا براون، في حفل صغير داخل قبو الفوهرر. وبعد تناول إفطار خفيف برفقة زوجته، ذهب إلى غرفة أخرى وكتب وصيته الأخيرة.

عاش هتلر وإيفا كزوجين لأقل من 40 ساعة. وفي صباح 30 أبريل، كان السوفييت على بعد 500 متر من القبو. علم هتلر بوصولهم من قائد منطقة برلين الدفاعية، الذي أخبره أن الذخيرة ستنفد من حامية برلين هذه الليلة. تناول هتلر عشاء خفيفا، مع اثنين من سكرتيراته والطباخ، ثم طاف برفقة زوجته على سكان القبو متمنيا لهم حظا سعيدا. وفي حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا دخل الزوجان مكتب هتلر الشخصي.

إحياء "كفاحي" تذكيرا بالثمن الفادح للفكر الشمولي
إحياء "كفاحي" تذكيرا بالثمن الفادح للفكر الشمولي

وعلى الساعة الثالثة والنصف سمع صوت دوي رصاص. وبعد دقائق قليلة، فتح خادم هتلر باب الغرفة الصغيرة. كان الزوجان جالسان على أريكة صغيرة، إيفا على اليسار، وهتلر على يمينها، وقد فارقا الحياة، لم يكن هناك آثار جروح على جسد إيفا.

نقلت الجثتان إلى خارج القبو، عبر مخرج الطوارئ، إلى حديقة صغيرة وراء مقر المستشارية، حيث تم رشهما بالنفط وحرقهما. ولم يتم حرق الجثتين بالكامل عندما باغت القصف السوفييتي حراس هتلر الذين اكتفوا بردم بقايا الجثتين داخل حفرة ضحلة عند الساعة السادسة مساء.

في عام 1969 قام صحافي سوفييتي بنشر تقرير تشريح جثتي هتلر وإيفا. وعلى الرغم من نشر هذا التقرير في الغرب، إلا أن المؤرخين شككوا بمصداقيته، واعتبروه محاولة سوفييتية لدس معلومات مغلوطة. وفي عام 1993 نشرت المخابرات السوفييتية التقرير ومعه العديد من شهادات أعضاء المخابرات. ومن هذه الوثائق توصل المؤرخون إلى تحديد مصير الجثتين.

اقتحم جنود من الجيش الأحمر مقر المستشارية بعد سبع ساعات ونصف من موت هتلر، واكتشفوا بقايا جثة هتلر وإيفا مع كلبين في حفرة قذيفة. وتم نقل الجثتين ودفنهما في قبر دون شاهد، في الفناء الرئيسي للمنشأة، وظل المكان طي الكتمان.

في عام 1970، ذرّ رماد هتلر في نهر إلبه، بعد أن أخرجت الجثتان سرا من المقبرة وتم حرقهما، خوفا من أن تتحول مقبرة هتلر إلى مزار للنازيين الجدد.. اختفى أثر الدكتاتور، وبقيت مذكراته حية لا تموت.

مذكرات حية لا تموت
مذكرات حية لا تموت

 

16