"خط التماس" تفتتح فعاليات الموسم المسرحي الأردني أونلاين

في ظل الظروف الصحية الاستثنائية التي يشهدها العالم مع انتشار فايروس كورونا، وقع إلغاء الكثير من التظاهرات المسرحية، حماية للجمهور والفنانين ومحاولة لإيجاد ظروف أفضل للعروض. لكن بعض المهرجانات والعروض والفعاليات المسرحية ارتأت أن تقدم في موعدها، رغم المصاعب والتحديات، مستعينة بالفضاء الافتراضي على غرار الموسم المسرحي الأردني 2020.
انطلقت في المركز الثقافي الملكي بعمّان مساء الثلاثاء فعاليات الموسم المسرحي الأردني 2020، التي تشتمل على عروض من مهرجان الأردن المسرحي (الدورة 27)، ومهرجان عمون لمسرح الشباب (الدورة 19)، ومهرجان مسرح الطفل الأردني (الدورة 16).
وافتتح وزير الثقافة الأردني الدكتور باسم الطويسي فعاليات الموسم المسرحي الذي تقيمه مديرية الفنون والمسرح بالوزارة، ضمن الشروط الصحية في ظل استمرار جائحة كورونا.
عروض أردنية
انطلق الموسم المسرحي بعرض “خط التماس” لفرقة المسرح الحر، وحضره عدد محدود جدا من المشاهدين مراعاة للظروف التي تفرضها جائحة كورونا. نص العرض تكييف علي عليان عن مجموعة من النصوص الأدبية، وتمثيل علي عليان، مرام أبوالهيجاء ويزن أبوسليم، وإخراج فراس المصري، وسينوغرافيا محمد المراشدة، وإنتاج وزارة الثقافة.
وسبق أن قُدمت المسرحية كعرض شرفي خارج المسابقة في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي عُقد في مصر الشهر الماضي.
"خط التماس"
مسرحية تدور أحداثها حول شخصية أستاذ تاريخ جامعي يرتدي زي جنرال عسكري، وطالب يبحث في الموت
وتدور أحداث “خط التماس” حول شخصية أستاذ تاريخ جامعي يرتدي زي جنرال عسكري، ويتعامل مع طالب دكتوراه، يشرف على أطروحته، التي تبحث إحصائيا عن عدد القتلى والجماجم خلال الحروب في التاريخ القديم والمعاصر، بأسلوب استبدادي وتهكمي، محاولا الاستهانة به بشتى الوسائل والأساليب الاستفزازية، ولا يتورع عن التحرش بزوجته خلال زيارته في بيته.
وبينما يبحث الطالب في موضوع الموت والحرب تريد زوجته الحياة والحب ببحثها عن طفل لتستمر الحياة. ويقوم الصراع الدرامي في المسرحية على هذا التناقض بين الشخصيتين.
وثمة إسقاط واضح في العرض على شخصيات الزعماء الدكتاتوريين في عالم السياسة، وإشارات إلى نتائج الحروب، وحالة التشظي التي يعيشها العالم العربي، والتيارات السياسية التي تتخذ من الدين ستارا لتخريب الأوطان، وانعدام نقاط الالتقاء وخطوط التماس بين الأطراف المتصارعة في سياق من الكوميديا السوداء.
وتُعرض خلال الموسم، الذي يستمر حتى السادس عشر من شهر ديسمبر الجاري، مسرحيات من مهرجان عمون لمسرح الشباب (19)، تشمل “العصافير في القفص” من إخراج سميرة الأسير، “بان” من إخراج دعاء العدوان، “منظر طبيعي” من إخراج دلال فياض، “البحث عن الحقيقة” من إخراج حسام الحسامي و”كاسيت شرقي” من إخراج دانا أبولبن.
ومن مهرجان الأردن المسرحي (27) تُعرض خلال الموسم مسرحيات “الطابعان على الآلة” إخراج علي الجراح، “انعكاسات” إخراج محمد بني هاني، “أيها الغبار خذني” إخراج عبدالصمد البصول و”نزهة في ميدان المعركة” إخراج عماد الشاعر.
أما مهرجان مسرح الطفل الأردني (16) فتُعرض منه مسرحيات “لولو والذيب” إخراج عمران العنوز، “سلسبيل” إخراج فاديا أبوغوش، “ضوء القمر” إخراج وصفي الطويل، “حسن وحسنة” إخراج فراس الريموني، “القنديل الكبير” إخراج محمد العشا و”الطيب والخبيث” إخراج حسين نافع.
مصدر للأمل
قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي في كلمة خلال حفل الافتتاح، “نحن أمام لحظة فارقة في تاريخ المسرح الأردني حيث إن سنة ‘الجائحة’ هذه تشهد أكبر نسبة إنتاج مسرحي أردني لأعمال لم يسبق عرضها سابقا، سواء في مهرجان عمون لمسرح الشباب، أو مهرجان مسرح الطفل، أو مهرجان الأردن المسرحي”.
وأضاف أن الدولة الأردنية كما هي حريصة على صحة وسلامة المواطنين كافة هي أيضا حريصة على سلامة الذائقة الثقافية والفنية وعلى استمرار دفق الإنتاج الثقافي والفني ووصوله إلى الجمهور بجميع الوسائل، معربا عن شكره للفنانين الأردنيين الذين استطاعوا أن يحوّلوا هذا التحدي في إقامة الموسم إلى فرصة حقيقية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
يدير المهرجانات المسرحية الثلاثة مدير مديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة الفنان عبدالكريم الجراح. وقد تحدث خلال حفل الافتتاح عن الظروف التي رافقت هذا الموسم، وإسهام المسرحيين في التكيّف ومواجهة جائحة كورونا، مؤكدا أن الإنسان “يحتاج إلى الفن ليجعل حياته أكثر نبلا وجمالا، وليتسامى فوق أوجاعه وآلامه”.
وأضاف الجراح أن الفن المسرحي ملازم للإنسان في جميع أزمنته وأزماته منذ النشأة الأولى، وصولا إلى جائحة كورونا التي أربكت العالم بأسره، وفرضت حالات السكون والعزل والتباعد الاجتماعي، فهو “المعبّر عن الهوية ومقياس الحضارة وذاكرة الشعوب، لتعزيز الصمود والمقاومة حيال ما يعترينا من محن توشك أن تحشرنا في زوايا الموت البطيء”.
وأشار الجراح إلى أننا نحتاج في هذا الزمن إلى فن المسرح بوصفه “فن الصمود، ومصدر إلهام لطرق جديدة للتفكير في التصدي لجائحة كورونا علّه يخفف وطأة مشاعر الرعب والوجع التي ملأت وجدان الناس”.
ورأى الجراح أن المهرجانات المسرحية في ظل هذه الظروف العصيبة “تحفز على بدء التحاور، وتمثل مصدرا للأمل، ودافعا للناس للعمل المشترك، ومواجهة المخاطر بصورة شجاعة، بدلا من اجترار الواقع وانتظار الأسوأ”.
وأكد “أننا في أمسّ الحاجة إلى صوت الفن، ليعطي الفنان النور لمن يشعرون بالكآبة في الأوقات العصيبة، لافتا إلى أن الخطاب المستقبلي للمسرح في الوطن العربي لا بد أن يتأسس على مرتكزات واقعية من بيئة الواقع وطموح المجتمع ومعطياته، وأن يكون على معرفة عميقة بالذات وشرائط وجودها وتطورها وتفاعلها وفق المستجدات”.
وتشكلت اللجنة العليا للموسم المسرحي برئاسة أمين عام وزارة الثقافة الكاتب المسرحي والروائي هزاع البراري، وعضوية نقيب الفنانين حسين الخطيب، ومدير مديرية الفنون والمسرح عبدالكريم الجراح، ومندوب مؤسسة الإذاعة والتلفزيون محمد المحاميد، والفنانة قمر الصفدي، والفنانة أمل الدباس.
وتُبثّ العروض المشاركة في الموسم أونلاين من خلال موقع وزارة الثقافة، وموقع الهيئة العربية للمسرح، وموقع الهيئة الدولية للمسرح. وتقام بعد العروض مباشرة ندوات نقدية تطبيقية يشارك فيها نقاد وإعلاميون وفنانون ومعنيون بالمسرح.