حرص الأطفال على العطاء يعلمهم معنى الإيثار

الأطفال ذوو التنظيم الفسيولوجي الأفضل والأمهات اللاتي أعربن عن حب ورأفة أقوى، كانوا أكثر احتمالا في التبرع بما نالوا.
الأربعاء 2020/12/09
الكرم يفيد الصغار

سان فرانسيسكو –  أظهرت دراسة أجرتها “جامعة كاليفورنيا ديفيز” أن الأطفال الذين اكتسبوا الحب والرأفة والتعاطف من أمهاتهم قد يكونون أكثر استعدادا لتحويل أفكارهم إلى أفعال من خلال التعامل بكرم مع الآخرين.

وفي دراسات معملية، أظهر الأطفال الذين خضعوا للدراسة، وهم في الرابعة والسادسة من العمر، استعدادا أكبر لإعطاء العملات الرمزية التي حصلوا عليها لأطفال خياليين يعانون الحاجة، وذلك في حالتين: إذا ما أظهروا تغييرات جسدية عندما أتيحت لهم فرصة المشاركة، وكانوا قد مروا بحياة إيجابية مع الوالدين شكلت مثل هذا الحنان.

وقال بول هاستينغس، أستاذ علم النفس في “جامعة كاليفورنيا ديفيز” وهو أيضا المشرف على طالب الدكتوراه الذي قاد الدراسة “في كلتا الفئتين من العمر، كان الأطفال ذوي التنظيم الفسيولوجي الأفضل والأمهات اللائي أعربن عن حب ورأفة أقوى، أكثر احتمالا في التبرع بما نالوا”.

وقال الباحثون في الدراسة “قد تطور الأمهات الحنونة علاقات وثيقة عاطفيا مع أطفالهن، وقد يقدمن أيضا مثالا مبكرا للتوجه الاجتماعي الإيجابي لاحتياجات الآخرين”. ونشرت الدراسة دورية “فرانتيرز إن سيكولوجي إيموشن ساينس”.

وبالإضافة إلى مراقبة نزوع الأطفال إلى التبرع بمكتسبات ألعاب الفيديو، لاحظ الباحثون أيضا أنه بدا أن الكرم يفيد الصغار. ففي الرابعة والسادسة، أظهر التسجيل الفسيولوجي أن الأطفال الذين تبرعوا بالمزيد من العملات الرمزية كانوا أكثر هدوءا بعد أداء هذا النشاط مقارنة بالأطفال الذين تبرعوا بعملات قليلة أو الذين لم يتبرعوا من الأساس، بحسب ما نقله موقع “ساينس ديلي” عن الدراسة.

وأشار خبراء التربية إلى أن هناك أساليب كثيرة لتعليم الطفل أهمية العطاء ومعناه الحقيقي ومنها حب التبرع بالمال، مؤكدين على أهمية الانتباه إلى تحويل الكلمات الجميلة إلى فعل، ليشعر الطفل بمعناه، وأن يكون العطاء جزءا من نظام حياة الأسرة، يمارسه الآباء بتلقائية وسعادة، وهناك العديد من الوسائل التي يمكن للأهل من خلالها تحويل نصيحة العطاء إلى فعل يفهمه الطفل ويمارسه.

وتقول الدكتورة أمل بورشك، خبيرة التربية الأردنية “من الوسائل التي يمكن استخدامها هي مشاركة الأبناء في سبب العطاء، سواء كان فرحة نجاح أو زواج، فيجب أن يتم الحوار البناء لإطلاع الطفل على نوع العطاء لغرس القيمة في الطفل إن كان واجبا اجتماعيا منبثقا عن قناعة دينية أو واجبا اجتماعيا أو هو هدية للتحابب بغض النظر عن قيمة المبلغ”.

وعن دور مناهج التعليم في تعزيز هذا المفهوم، تقول بورشك إنه على مناهج التعليم أن تتناول الموضوع بشكل مثالي سواء  في درس الرياضيات أو درس الدين وذلك من خلال التركيز على حل مسائل رياضية على علاقة بمفهوم العطاء أو من خلال التركز على مفهوم الزكاة كإعانة ومساعدة للأشخاص المحتاجين أو استغلال مناسبة أو حدث لجمع مبلغ رمزي لشراء هدية لزميل أو معلمة أو للأم.

21