تغييرات جزئية في خارطة الوجود العسكري الأجنبي بالعراق

كورونا تدفع بريطانيا إلى سحب جزء من قواتها العاملة ضمن بعثة تدريب في العراق.
الجمعة 2020/03/20
ظروف أمنية وصحية تعيد ترتيب وضع القوات

بغداد - شهدت خارطة وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية جملة من التغييرات، يعود بعضها لأسباب تكتيكية، فيما أملى البعضَ الآخر انتشارُ فايروس كورونا.

وبالتوازي مع أنباء عن قيام الولايات المتحدة صاحبة الوجود العسكري الأهم على الأراضي العراقية بتجميع قواتها في عدد محدود من القواعد الأكثر تحصينا والتخلّي عن القواعد الثانوية الأقل أهمية بعد موجة من الهجمات على تلك القواعد، تمّ الإعلان عن سحب قوات التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش من منطقة القائم على الحدود السورية العراقية.

وفي أحدث تغيير في حجم القوات المشاركة في التحالف، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، في بيان أنّها ستقوم بسحب جزء من قوّاتها العاملة ضمن بعثة تدريب في العراق على خلفية انتشار فايروس كورونا المستجد.

وأوضحت الوزارة أنّ القوات المعنية سيتم سحبها بسبب تراجع وتيرة التدريبات في الأشهر الأخيرة، وبسبب تعليق برنامجي التحالف وحلف شمال الأطلسي للتدريب مدة ستين يوما كإجراء وقائي إثر تفشي الوباء. وورد في البيان “قرّرت وزارة الدفاع إعادة عدد من عناصرها إلى المملكة المتحدة”.

وتعمل بريطانيا إلى جانب شركائها في التحالف في العراق منذ 2014 لتدريب قوات الأمن العراقية، إلا أنه تم تعليق البرنامج لمدة 60 يوما كإجراء احترازي بسبب فايروس كورونا.

وأكدت الوزارة أنّ عددا من الجنود البريطانيين سيبقون في العراق لدعم الحكومة في بغداد والتحالف والمصالح البريطانية. وقد يتم نشر الجنود الذين تتم إعادتهم في مناطق أخرى من العالم، وقد يُطلب منهم دعم حملة مواجهة الفايروس الذي أدى حتى حدود مساء الخميس إلى وفاة أكثر من مئة شخص في بريطانيا.

وصرّح وزير الدفاع بن والاس بأنّه “خلال الأشهر الأخيرة انخفضت وتيرة تدريب القوات العراقية بشكل كبير، وهو ما يعني أنني في موقع يتيح لي إعادة وحدة التدريب الحالية إلى المملكة المتحدة”.

وأضاف “لا يزال هناك وجود كبير للقوات البريطانية المسلحة ضمن التحالف وغيره”، واعدا بأن لندن ستظل ملتزمة بإلحاق هزيمة كاملة بفلول تنظيم داعش.

ويقدّر بأربعمئة عدد الجنود البريطانيين المشاركين في قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة.

وكان الجيش العراقي قد أعلن عن تسلّمه قاعدة عسكرية من قوات التحالف في محافظة الأنبار غربي العراق على الحدود مع سوريا.

وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة للجيش في بيان إنّ “الجيش العراقي تسلّم قاعدة القائم العسكرية من قوات التحالف الدولي”. وأضافت الخلية أنّ “القوات العراقية تسلّمت أيضا التجهيزات العسكرية كافة من التحالف الدولي بعد انسحابه”.

وجاء ذلك بعد إعلان المتحدث باسم التحالف الجنرال الأميركي مايلز كاغنز، في تغريدة عبر تويتر، أنّ انسحاب التحالف من قاعدة القائم العسكرية حيث كان يتمركز 300 جندي من قوات التحالف، يأتي ضمن “إعادة تمركز قوات من عدد قليل من القواعد الصغيرة”.

وتكرّرت في الآونة الأخيرة الهجمات الصاروخية على قواعد عسكرية تضم قوات التحالف، وخاصة الأميركية، والتي يُعتقد أن وراءها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.

وكان البرلمان العراقي قد أصدر في يناير الماضي قرارا يطالب حكومة بغداد بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، لكن الولايات المتحدة رفضت القرار كما اعترضت عليه قوى عراقية ترى أن الحاجة لتلك القوات لا تزال قائمة، نظرا لأنّ تنظيم داعش مازال يشكّل خطرا على البلاد رغم هزيمته عسكريا سنة 2017.

3