ترامبولين

عندما شاهدت مسلحي حركة طالبان يقفزون هذا الأسبوع فوق ترامبولين في مدينة ملاهٍ خالية من الأطفال بينما تتعالى قهقهاتهم، تذكرت الجملة الموسيقية الشهيرة الني كنا نردّدها صغارا “فيل يتدلى فوق خيط العنكبوت.. فرآه فيل ثان أعجبته اللعبة”.
تتكرّر الجملة الموسيقية: “فيلان يتدلدلان فوق خيط العنكبوت فرآهما فيل ثالث أعجبته اللعبة”. يظل عدد الفيلة يزيد في كل مرة.
تستمد هذه الجملة عبقريتها من تناقضها، فكيف لخيط عنكبوت أن يحمل فيلا واحدا حتى يحمل كل أصحابه الذين أعجبتهم اللعبة.
يشبه خيط العنكبوت ترامبولين طالبان. كذلك مسلحو طالبان طردوا الأطفال واحتلوا الملاهي في تناقض عجيب غريب. هم موجودون لطمس كل فرح في الحياة. وكما طمسوا ملامح النساء يطمسون ضحكات الأطفال.
هناك علم نفس مثير للاهتمام يفسر الحب الجامح الذي يحمله الكثير من الناس حتى مسلحي طالبان لمدن الملاهي. ليس لأن هذه الملاهي تقدم مجموعة كبيرة من الأنشطة الممتعة، ولكن أيضا لسبب يظل مخفيا في الزاوية الأكثر سرية في العقل البشري.
المثير للدهشة أن أول دليل على استخدام ترامبولين يعود إلى الآلاف من السنين. تم اكتشاف صور قديمة لأجهزة تشبه الترامبولين في الصين ومصر وإيران، ولا يُعرف سوى القليل جدا عن استخداماتها في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من استخدام الترامبولين للمئات من السنين، إلا أن اختراعه الحديث لم يتم إلى حدود القرن العشرين.
واخترع جورج نيسن، الذي يحلو لي أن أسميه “الرجل الذي علمنا القفز”، الترامبولين. استلهم فكرته من شبكة الأمان تحت أرجوحة البهلوانيين في السيرك. قد يكون تساءلَ إن كان بإمكانه صنع أداة تسمح للشخص بالاستمرار في القفز والضحك معا؟
في العام 1933، صنع نيسن وأصدقاؤه في جامعة أيوا أول ترامبولين من القماش. فكك نيسن سريره ليستخدمه كإطار.
خلال الأربعينات قرر نيسن أن حزام النايلون من أحزمة المظلة سيكون مادة أكثر مرونة من القماش. حصل اختراع نيسن على براءة اختراع منذ 76 عاما وتحديدا في السادس من مارس عام 1945.
في أواخر الخمسينات من القرن الماضي قفز نيسن مع كنغر على ترامبولين ليقنع الناس بتجربته. كان الكنغر سيئا. لقد استمر في محاولة ركل نيسن دون توقف.
عاش جورج نيسن طويلا بما يكفي لرؤية الكثير من الناس حول العالم يستمتعون باختراعه. لحسن الحظ أو لسوئه مات قبل أن يرى مسلحي طالبان يقفزون فوق
الترامبولين.