اليابان باشرت حماية شريان حياة اقتصادها في الخليج

يوكوسوكا (اليابان) - أبحرت، الأحد من قاعدة يوكوسوكا باليابان، مدمرة يابانية متّجهة إلى خليج عُمان وذلك للمشاركة في حماية خطوط الملاحة البحرية التي تزود الاقتصاد الياباني ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحوالي تسعين في المئة من احتياجاته من النفط.
وتحوّل الانخراط في حماية الملاحة في الخليج وبحر عمان إلى توجّه عالمي تشترك فيه بدرجات متفاوتة مختلف القوى العالمية وذلك بفعل التوتّر الذي تصاعد خلال الأشهر القليلة الماضية مع اشتداد الصراع بين إيران من جهة والولايات المتحدة ومجموعة من حلفائها الإقليميين والدوليين من جهة مقابلة.
وقرّرت اليابان في ديسمبر الماضي، نشر المدمرة تاكانامي التابعة لقوات الدفاع الذاتي، وطائرتي دورية من طراز بي 3 سي، بالإضافة إلى 260 جنديا من العاملين على متن تلك الآليات العسكرية في المياه المفتوحة في خليج عمان وخليج عدن وشمال بحر العرب.
وجاءت الخطوة اليابانية بعد أن بادرت الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف لحماية الملاحة في الخليج ضمّ عددا من حلفائها الإقليميين والدوليين. كما قادت فرنسا جهدا أوروبيا مماثلا ومستقلا عن المبادرة الأميركية.
وسجّلت كلّ من روسيا والصين، أيضا، حضورهما العسكري في المنطقة عبر مناورات مشتركة مع إيران قامت في ديسمبر الماضي في المحيط الهندي وبحر عُمان.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لطاقم المدمرة تاكانامي بقاعدة يوكوسوكا البحرية قرب طوكيو قبل إبحارها “تبحر آلاف السفن اليابانية في هذه المياه كل عام ومنها سفن تحمل تسعة أعشار نفطنا..إنها شريان الحياة لليابان”.
وحضر المراسم 500 فرد من أقارب البحارة وممثلون عن الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
حرصت اليابان على المشاركة في تأمين خطوط الملاحة بالمنطقة التي تزود اقتصادها بتسعين في المئة من احتياجاته النفطية
وقالت حكومة آبي إنها مستعدة للموافقة على استخدام القوة لحماية السفن المعرضة للخطر وهو قرار مثير للجدل في ظل الدستور الياباني الذي يحرم استخدام القوة العسكرية لتسوية نزاعات دولية.
ولن تنضم السفينة التي سترافقها طائرتان للدوريات البحرية إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة أو إلى أي تحالفات بحرية أخرى بالمنطقة.
وآثرت اليابان العمل بشكل مستقل وسط نزاعات المنطقة. وترتبط حكومة طوكيو بعلاقات ودية مع مختلف دول الشرق الأوسط، وسافر آبي إلى المنطقة في يناير الماضي لاطلاع السعودية والإمارات وعمان على المهمة، بعدما أجرى مباحثات مع الزعماء الإيرانيين.
وازداد التوتر بالشرق الأوسط منذ احتدام الخلاف بين إيران والولايات المتحدة عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015 وما تلاه من إعادة فرض عقوبات أميركية على طهران.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في عدة هجمات على سفن تجارية دولية منها ناقلة النفط اليابانية كوكوكا كاريدجس لكن طهران نفت الاتهام.
وبجانب خليج عمان، ستقوم تاكانامي، التي تحمل على متنها مئتي بحار وطائرتي هليكوبتر، بدوريات في شمال بحر العرب وخليج عدن لكنها لن تدخل مضيق هرمز. وأرسلت دول أخرى منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سفنا حربية للمنطقة .
وقال القبطان يوسوكي إينابا قائد المهمة في تصريح للصحافيين قبل مغادرته “تعرضت سفن تجارية يابانية للهجوم في يونيو وقد زادت دول أخرى الدوريات لذلك تتحرك اليابان أيضا لجمع المعلومات”.