الهوس بالسيارات ذاتية القيادة يعيد أبل إلى مضمار السباق

المزج بين التصميم وبرامج الشركة والخدمات المتقدمة أبرز التحديات.
الأربعاء 2021/11/24
من بإمكانه قضم تفاحة أبل على مقود السيارة

يجمع خبراء على أنه بالرغم من وعود أبل بتطوير سيارات ذاتية القيادة تسير في الشوارع كغيرها من السيارات، فإن الطريق أمامها لا يزال طويلا قبل التمكن من إتاحة الفرصة للسائقين بالانشغال بأمور أخرى خلف المقود دون النظر إلى الطريق، إلا أن الأمر ليس مستحيلا على ما يبدو مع إصرار مصممي الشركة على تحقيق طموحاتهم.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – تعكف شركة أبل على تطوير سيارة كهربائية بالكامل وهو طموح لطالما كان قائما منذ قرابة عقد من الزمن بعد سبع سنوات من البدايات الخاطئة والتأخيرات والتغييرات الإدارية.

ومع أن مثل هذه الوعود طرحها مرار مؤسس شركة تسلا إيلون ماسك، لكنها لم تتحقق بالصورة التي يريدها بعد سلسلة من الحوادث القاتلة. ومع ذلك تبدو شركة أبل العملاقة مهتمة بذلك أكثر من أي وقت مضى بسبب العديد من العثرات التي أعاقت تحقيق حلمها.

ومنذ إعلان الشركة عن مشروعها الواعد استحوذ مشروع تيتان على أغلب اهتمام فريق مصممي الشركة على الرغم من المعاناة والمشاكل المتكررة، التي أدت إلى تقلص زخم السيارات ذاتية القيادة.

والآن يسعى فريق العمل في أبل بقيادة قائده الجديد كيفين لينش رئيس برمجيات أبل ووتش المسؤول عن مشروع السيارة لمركبة ذاتية القيادة من دون عجلة قيادة أو دواسات، ومن دون أي تدخل بشري بحلول 2025.

مارك غومان: أبل بمواردها وطموحاتها لن تحقق هدفها بحلول 2025
مارك غومان: أبل بمواردها وطموحاتها لن تحقق هدفها بحلول 2025

وتحمل الأخبار حول إمكانية عودة أبل إلى فكرة صناعة سيارة ذكية كانت قد صرفت النظر عنها لأسباب مختلفة في طياتها الكثير من الجدل، لاسيما وأن عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية لا يبدو مستعدا لهذه المغامرة في ظل وجود منافسين لا يدخرون جهدا حتى يكونوا في الصدارة.

وفعليا ينفّذ فريق تطوير نظام القيادة الذاتية بأبل حاليا تجاربه على موديلات تابعة لطرز تنتجها شركات مثل فولكسفاغن الألمانية ولكزس اليابانية، قبل طرحها رسميا للبيع في الأسواق العالمية في الوقت المقرر لذلك.

وفشلت مفاوضات سابقة لأبل مع شركات عملاقة حول العالم، بما في ذلك بي.أم.دبليو ومرسيدس الألمانيتان لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل.

ويبدو أن سبب الخلاف كان عميقا، حيث رفضت العلامتان الفاخرتان، وفق المعلومات التي تم تسريبها في أواخر العام 2017، السماح لشركة أبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها.

كما توقفت مفاوضات أبل مع شركات نيسان اليابانية وبي.واي.دي أوتو الصينية وماكلارين البريطانية لأن شركات تصنيع السيارات تلك كانت مترددة في التخلي عن السيطرة على التجارب والبيانات لشركة التكنولوجيا الأميركية.

ويقول مارك غومان الخبير المختص في التكنولوجيا والسيارات ويكتب لوكالة بلومبرغ إن السيارة ذاتية القيادة بالكامل تمثل الكأس التي تسعى كل الشركات للظفر بها، ومن بينها تسلا وألفابايت ووايمو وغيرها منذ سنوات، لكن لم تقترب أي شركة من هدفها بخلاف وايمو إلى حدّ ما.

وأشار إلى أن صعوبة وصول الشركات إلى سيارات تعمل من دون استخدام اليدين على نطاق واسع زادت خلال أربع سنوات فقط.

ولا يعتقد غومان أن أبل بمواردها وطموحاتها الهائلة ستحقق هدفها بالحصول على سيارة ذاتية القيادة بالكامل بحلول 2025، فالجدول الزمني مليء بالإثارة.

لكنه يرى مع ذلك أن الجدول يمثل عاملا محفزا للفريق أكثر من كونه موعدا نهائيا صعبا، لكنه يدفع بقوة إلى عرض نموذج أولي بحلول ذلك الوقت. ويبقى ذلك أقوى هدف أطلقته أبل لسيارتها منذ محاولتها الأولى للسيارة منتصف عام 2010.

ويتناسب ذلك بشكل متوقع مع استراتيجية أبل من قبل أن يسحب ستيف جوبز أول جهاز أيفون من جيبه عام 2007، إذ لخّص مؤسس الشركة الراحل وقتها الجهاز قائلا “منتج يمثل قفزة تفوق في أدائه كل الهواتف الذكية الموجودة”.

ومنذ ذلك الحين تمثّل تلك الجملة استراتيجية العمل التي تحدّد كل منتجات أبل الجديدة الرئيسية ومن بينها أيباد وأبل ووتش وأيربودز. لذلك من المنطقي أن أبل ستحقق الاستراتيجية ذاتها مع سيارتها ذاتية القيادة وتجربة خالية من اليدين بالكامل.

وأحد التساؤلات التي تثار بشأن السيارة يتمثل في نموذج الأعمال، فلا يبدو أن أبل قد اتخذت قرارا نهائيا بشأن ما إذا كانت سيارتها ستكون لخدمة أوبر أو ليفت أو للملكية الشخصية.

لكن ثمة من يراهن على الخيار الأخير، فرغم اتجاه شركات أخرى مثل وايمو إلى تقنية التاكسي الآلي لسياراتها، فإن أبل تفضل حسب طبيعة عمل الشركة بيع منتجاتها مباشرة إلى المستهلكين بغضّ النظر عن مدى صعوبة ذلك.

وكانت منتجات أبل نماذج على توفير تلك المنتجات للأجهزة والبرامج والخدمات معاً. ويبدو أن سيارتها الموعودة ستقدم الشيء ذاته، إذ تمزج بين تصميم سيارة أبل وبرامج الشركة والخدمات المتقدمة، مثل المحرك الذي يعمل بالذكاء الصناعي، وقدرات الوسائط داخل السيارة.

ويتوافق ذلك التوقع مع إجابة قالها تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر للتعليق على الأرباح في يناير الماضي، ردا على سؤال حول كيفية تقييم أبل لشرائح المنتجات الجديدة.

وقال كوك حينها إن “فئات المنتجات التي نفضّل العمل عليها تكون حيث توجد متطلبات تجمع الأجهزة والبرامج والخدمات معا، حيث يكمن السحر عندما تتداخل كلها في ما بينها”.

15