الصحافة السودانية تسجل قفزة في الحريات

السودان يرتقي في سلم حرية الصحافة ست عشرة درجة بحسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود.
الأربعاء 2020/04/22
تغيير في المشهد الصحافي والسياسي

الخرطوم - تقدم السودان ست عشرة درجة في مجال حرية الصحافة لعام 2020، وباتت الفرصة مواتية لإعادة بناء المشهد الإعلامي عقب الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير. وفقا لتقرير منظمة “مراسلون بلا حدود”.

وأنهت الانتفاضة الشعبية في السودان ثلاثة عقود من حكم البشير الذي عانت فيه الصحافة والإعلام من القمع حيث كانت أجهزة الأمن والمخابرات تشكل آلية الرقابة التابعة للنظام. وكانت تتدخل مباشرة في عمل وسائل الإعلام ودور الطباعة عبر شتى أنواع الإجراءات التعسفية، من منع لنشر الصحف ووضع “خطوط حمراء” أمام الصحافيين، وفقا لمصالح السلطة الحاكمة.

كما أنها لجأت إلى إنهاك الصحف اقتصاديا بمصادرتها بعد الطباعة عقابا حتى على مقال واحد مخالف لسياستها.

وكانت وسائل الإعلام تواجه باستمرار قرارات تعليق نشاطاتها، بينما كان الصحافيون يتعرضون للاعتقال بانتظام وخاصة في ذروة “ملاحقة الصحافيين” خلال العهد السابق، لكنها شهدت انفراجا واضحا بعد الإطاحة بالنظام السابق رغم أنها ما زالت تعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة.

وصدرت 6 صحف ورقية جديدة في السودان خلال الفترة الماضية، وهو ما اعتبره البعض أحد أسباب توسيع مساحة الحريات عقب التغيير السياسي الذي شهدته البلاد.

وارتفع عدد الصحف الورقية بالسودان بعد الإصدارات الجديدة إلى 28 صحيفة يومية، 21 منها سياسية، والبقية رياضية واجتماعية.

ظهور صحف جديدة أحد أسباب توسيع مساحة الحريات عقب التغيير السياسي الذي شهدته البلاد

والصحف التي صدرت مؤخرا هي: الحداثة، السوداني الدولية، صوت الأمة، حكايات جديدة، إلى جانب رمونتادا وهي صحيفة اجتماعية، ومواكب.

ويعتبر صحافيون أن صدور صحف جديدة يعد مؤشرا إيجابيا يعكس حالة التعافي من الرقابة الصارمة التي كانت تعرقل ممارسة المهنة.

وأضافوا أن تنوع وسائل الإعلام والتعددية تسهم بشكل كبير في دعم عملية الانتقال التي تشهدها البلاد.

ولا تتوقف مكاسب ظهور صحف جديدة عند الحد السياسي، بل ستمتد لخلق تنافسية وتقديم مواد صحافية قيمة ومحترفة للقراء بما يصب إيجابا في توعيتهم، فضلا عن أنها تساعد في تحسين أجور الصحافيين التي كانت إلى وقت قريب ضعيفة للغاية مقارنة بتكاليف المعيشة.

لكن مع الحظر الصحي الذي أعلنته الحكومة السبت، توقفت كل الصحف الورقية السياسية والرياضية والاجتماعية عن الصدور.

وانتقلت الصحف إلى النشر على المواقع  الإلكترونية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي  بالتركيز على نشر الأخبار فقط،  فيما حافظت “الجريدة” على استمرار عددها كاملا بصورة يومية على صفحتها في فيسبوك.

18