الشاعران وكرزاي
لطيف بدرام وكَمْران مير هَزار، شاعران أفغانيان ارتبط مسارهما بالعمل السياسي. كل واحد منهما بطريقته. لطيف بدرام، شاعر في نهاية الأربعينات من عمره.
عرفتُ لطيف بدرام، بعيد أحداث شتنبر، خلال المهرجان العالمي للشعر بمدينة تروا رفيير الكندية. منحته إدارة المهرجان فرصة توجيه كلمة إلى الشعراء، تحدّث فيها عمّا يقع بأفغانستان.
فاز حميد كرزاي واحتل بدرام الصف الثالث، لأن الأميركان أرادوا ذلك، كما جاء في بيان لحزب بدرام المعارض. الآن يعيش لطيف بدرام دائما بكابول مختبئا من ميلشيات الطالبان، التي لم تغفر له صداقته السابقة بالقائد مسعود ومن ميلشيات النظام القائم، التي لم تغفر له مواقفه المعارضة. لم يحقق بدرام التغيير الذي كان يأمل فيه وأضاع صوتَ الشاعر الذي كان يحمله داخله.
كَمْران مِير هزار. شاعرٌ في الثلاثينات من عمره. عاش طفولته بإيران، ليعود إلى أفغانستان سنة 2004، حيث أطلق مجلة أدبية تعرضت للمنع، شهورا فقط بعد صدورها. انتقل للعمل صحفيا براديو كابول، لتتبعه المضايقات، خصوصا مع مواقفه المعارضة للنظام القائم الذي كان يعتبره طبعة منقحة لنظام الطالبان السابق.
اختار لطيف بدرام البحث عن السلطة والتغيير، فلم يربح السلطة ولم يغيّر أفغانستان ولم يحم صوته الشعري، آيلا إلى لاجئ سياسي داخل بلده. مير هزار انتبه إلى أنه لن يغيّر شيئا فترك البلد لأصحابه مفضلا ضمان حياة أفضل لابنته ذات الثلاث سنوات. مَن منهما على صواب؟ اسألوا كرزاي!
كاتب من المغرب