الجيش السوري يخرق الهدنة الروسية التركية في إدلب

القوات السورية ترد على خطوات الولايات المتحدة التي فرضت المزيد من القيود على المسؤولين السوريين بشن هجوم على مواقع المعارضة في إدلب.
الجمعة 2020/03/20
تصعيد سيزيد من تعقيد الأمور

درعا (سوريا)- خرقت قوات النظام السوري الهدنة في درعا وإدلب بعدما شنت هجوما على مواقع المعارضة، في تصعيد يرى مراقبون أنه سيزيد من تعقيد الأمور في بلد يعش حربا منذ أكثر من تسع سنوات.

ويؤكد متابعون للشأن السوري أن عمليات قوات الأسد المدعومة من قوات روسية وميليشيات إيرانية قد تنسف كل الاتفاقات “الهشة” مع المعارضة، خاصة في ظل الحسابات والمصالح الضيقة للمتداخلين في هذا النزاع العسكري.

ويشير محللون إلى أن هذا التصعيد يأتي كرد على خطوات الولايات المتحدة حين فرضت المزيد من القيود على المسؤولين السوريين.

وقالت مصادر محلية في درعا، الخميس، إن 6 مدنيين بينهم 3 أطفال قتلوا، الأربعاء الماضي، في قصف للنظام على بلدة جلين بريف المحافظة الواقعة غربي جنوبي سوريا.

وأفادت المصادر أن قوات النظام قصفت جلين التي يسيطر عليها اسميا بعد اشتباكات جرت مع معارضين مسلحين في البلدة ممن احتفظوا بسلاحهم بعد اتفاق تهدئة سابق بين فصائل المعارضة وروسيا.

فاتح حسون: اللواء علاء العمر قتل في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارته
فاتح حسون: اللواء علاء العمر قتل في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارته 

وأوضحت أن الاشتباكات بدأت بعد استهداف قوات النظام لسيارة ممثلين عن المعارضة في البلدة خرجوا للقاء ما يسمى لجنة المصالحة التابعة للنظام، وذلك احتجاجا على انتهاك قوات الأخير للاتفاق ومحاولة السيطرة على البلدة عسكريا.

ولفتت إلى أن عضوين من اللجنة قتلا في استهداف السيارة فيما جرح ثالث، ما دفع عناصر المعارضة في البلدة لشن هجوم على قوات النظام في محيطها والسيطرة على حاجز المساكن في محيط جلين.

وأسفر الهجوم على قوات النظام عن مقتل 8 جنود، قامت بعدها تلك القوات بقصف البلدة بالمدفعية وقذائف الهاون ما أدى إلى سقوط 6 قتلى مدنيين بينهم 3 أطفال. وبالرغم من توقف الاشتباكات منذ ساعات الصباح الأولى، الخميس، إلا أن التوتر لا يزال يسود المنطقة.

وينص اتفاق التهدئة الذي عقدته روسيا مع فصائل المعارضة في درعا وريفها في يوليو 2018، على سحب الأسلحة الثقيلة وإبقاء الأسلحة المتوسطة والخفيفة في يد فصائل المعارضة، ومنحت سيطرة اسمية فقط للنظام على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

وكان قياديا من المعارضة السورية قد قتل، الأربعاء، في انفجار، فيما نجا آخر من محاولة اختطاف بمدينة إدلب شمال غرب البلاد، والتي تعتبر مسرحا للمواجهات بين القوات التركية وقوات الأسد رغم الهدنة المتفق عليها هناك.

وقال القائد العسكري في الجيش السوري الحر المعارض العميد فاتح حسون لوكالة الأنباء الألمانية “قتل قائد لواء العباس في حركة أحرار الشام علاء العمر في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارته في بلدة عين الباردة شرقي مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وأصيب شخص آخر بجروح كان معه في سيارته”.

وأكد العميد حسون نجاة القيادي في الجيش الحر أن سهيل الحمود المعروف بلقب أبوالتاو داخل إدلب نجا من محاولة اختطاف بعد مشاركته بمظاهرة في الذكرى التاسعة لاندلاع الثورة السورية في المدينة غير أنه قاوم مجموعة ملثمة لدى محاولة اختطافه ما اضطرهم لإطلاق الرصاص على قدمه.

وكانت دوريات مشتركة بدأت، الأحد الماضي، بين القوات الروسية والتركية لمراقبة نقاط الهدنة التي تم تركيزها وعددها خمسة في إدلب.

وتسبب المعارك، التي يخوضها تحالف دمشق وموسكو وميليشيات إيرانية ضد مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة، إحراجا حقيقيا للرئيس رجب طيب أردوغان، كما تربك السياسة الخارجية التي تنتهجها أنقرة في سوريا وفي ملف النزاع في البحر المتوسط أو كذلك في ليبيا.

وسرّعت الإدارة الأميركية من قراراتها ومواقفها المعارضة للنظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني، من خلال فرض عقوبات على وزير الدفاع السوري علي عبدالله أيوب وكذلك تحميل موسكو مسؤولية مقتل العشرات من الجنود الأتراك في شمال سوريا.

وتشي هذه الخطوات بعد توقيع واشنطن على بيان مشترك مع باريس ولندن وبرلين أدانت فيه جرائم النظام السوري، بتغيّر كبير في السياسة الأميركية وإلى عودتها القوية إلى مسرح الحرب السورية.

2