الإمارات ترفع سلاح التنمية في وجه داعمي الإرهاب بالساحل الأفريقي

أبوظبي تخصص ملياري دولار لإقامة مشاريع استثمار في إطار دعم التنمية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
الاثنين 2020/02/03
تهيئة الأرضية لمزيد من التعاون

أبوظبي - أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تخصيصها مبلغ ملياري دولار لإقامة مشاريع في موريتانيا، ملقية بذلك بثقلها المالي وراء دعم التنمية في البلد، بعيدا عن أي أهداف جانبية كانت قد حاولت أطراف محسوبة على المحور القطري التركي الإيحاء بها عبر ترويج إشاعة إقامة قاعدة عسكرية إماراتية بشمال موريتانيا، وذلك أياما قليلة قبل زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأحد، إلى أبوظبي.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ المبلغ سيخصّص لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية في موريتانيا وسيرصد قسم منه كقروض ميسرة للبلد.

وجاء الإعلان عن الخطوة الإماراتية أثناء وجود الرئيس ولد الغزواني بالإمارات في زيارة رسمية أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي “تناولت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الموريتانية، في مختلف المجالات، وسبل تنميتها وتعميقها بما يعزز قاعدة المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين إضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي”، بحسب ما أوردته “وام”.

وأضافت الوكالة أنّ “المباحثات بين الجانبين تطرّقت إلى العلاقات الإماراتية الأفريقية بوجه عام والقضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

ونقلت عن الشيخ محمّد بن زايد تأكيده اهتمام الإمارات “بتطوير علاقاتها مع موريتانيا الشقيقة ودفعها نحو آفاق أرحب خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير على البلدين”.

وقال ولي عهد أبوظبي “إنّ الإمارات وموريتانيا لديهما مواقف موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وتعد موريتانيا من الدول الفاعلة في مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، ونحن نقف معا من أجل التصدي لهذا الخطر الذي يهدد المجتمعات العربية في أمنها واستقرارها وتنميتها وحاضرها ومستقبلها”.

وتستخدم دولة الإمارات قوّتها الناعمة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وتتّخذ من دعم التنمية في عدّة بلدان، بما في ذلك بلدان القارة الأفريقية، وسيلة لتحصين تلك البلدان ضدّ التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر اللتين تضعان تدخّلهما في عدد من الساحات العربية والأفريقية تحت عنوان التعاون الاقتصادي وتحاولان إغراء الدول محدودة الموارد والإمكانيات بالاستثمارات.

واعتبر الشيخ محمّد بن زايد أن عضوية موريتانيا في مجموعة دول الساحل الأفريقي يجعل منها “ركنا أساسيا من أركان الأمن والاستقرار” في تلك المنطقة، مؤكّدا أنّ “الإمارات داعم أساسي لهذا التجمع الذي يقوم بدور مهم في مواجهة مخاطر الإرهاب والتطرف”.

كما ذكّر في حديثه مع الرئيس الموريتاني بما تعيشه منطقة الشرق الأوسط وتحديدا المنطقة العربية، من أوضاع معقدة وتوترات خطيرة، تتطلّب “تعزيز العمل العربي المشترك وتعميق التشاور بين الدول العربية لحماية مصالحها وحق شعوبها في التقدم والتنمية”.

رد عملي على إشاعة إقامة قاعدة عسكرية إماراتية في موريتانيا والتي رُوجت للتشويش على مسار الشراكة بين البلدين
رد عملي على إشاعة إقامة قاعدة عسكرية إماراتية في موريتانيا والتي رُوجت للتشويش على مسار الشراكة بين البلدين

ومن الجانب الموريتاني أثنى الرئيس ولد الغزواني على النموذج التنموي والحضاري الإماراتي الذي جعل من الدولة تقف “في مصاف الدول المتقدمة التي قطعت أشواطا كبيرة نحو التقدم والازدهار”.

وقال إنّ بلاده تنظر إلى دولة الإمارات “كأهم شريك استراتيجي”، معتبرا أن “علاقات الشراكة والثقة المتبادلة والتطابق التام في وجهات النظر حول القضايا السياسية والتحديات الإقليمية والدولية.. تملي علينا أن نعمل بجهد ومثابرة على تطوير هذه العلاقات النموذجية أصلا والمتطورة وعقد شراكة اقتصادية متينة وبذل المزيد من الجهد لزيادة حجم الاستثمارات في قطاعات الطاقة والمعادن والبنية التحتية والثروة الحيوانية والبحرية والأمن الغذائي وفتح خطوط النقل بين بلدينا الشقيقين”.

وفي الجانب العملي من زيارة الرئيس الموريتاني للإمارات، شهد الشيخ محمّد بن زايد والرئيس محمد ولد الغزواني مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من الجهات والمؤسسات في دولة الإمارات وموريتانيا شملت عدّة مجالات من بينها الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، والتعاون الفنّي العسكري، ومجال التعليم، والرعاية والتنمية الاجتماعية.

3