الأندية الرياضية تستعين بسوق العملات الرقمية لتعزيز الإيرادات

العملات الرقمية حتى تواصل مسارها الصعودي، فإنها تحتاج إلى توسيع قاعدة المستثمرين.
الاثنين 2021/09/13
بيئة جديدة لجمع الأموال

لندن - اتخذت العديد من الأندية الرياضية حول العالم قرار الاستعانة بسوق العملات الرقمية نظرا لما تشهده من ارتفاعات في قيمتها بهدف جمع بعض الإيرادات بعد أن تضررت خزائنها بسبب القيود التي فرضتها الحكومات على الجماهير حتى لا تحضر المباريات.

وحتى تواصل العملات الرقمية مسارها الصعودي، فإنها تحتاج إلى توسيع قاعدة المستثمرين من خلال العثور على أشخاص أقل خبرة على استعداد لرفع أسعار عملات مثل بيتكوين وإيثيريوم ودوغ كوين وأي عملات مشفرة أخرى رائجة في السوق.

ويقول خبراء أسواق المال إن ذلك قد يساعد على معرفة سبب ضخ شركات العملات المشفرة مئات الملايين من الدولارات الصفقات والرعاية في عالم الرياضة الاحترافية، حيث تصبّ هذه الجهود في إطار جذب جماهير غفيرة من المشجعين نحو العملات المشفرة.

وذكرت وكالة بلومبرغ في تقرير على منصتها الإلكترونية أن أكبر مثال على ذلك هو ما قامت به شركة كريبتو التي دفعت لتصبح بورصة العملات الرقمية الرسمية والراعي التكنولوجي للدوري الإيطالي الدرجة الأولى.

وبالتوازي مع ذلك، أعلنت البورصة المنافسة أف.تي.إكس وحدها عن صفقات بالعملة الرقمية منذ شهر يونيو الماضي بلغ مجموعها الإجمالي أكثر من 360 مليون دولار في كرة السلة والبيسبول والرياضات الإلكترونية.

ولطالما كان عشاق الرياضة فريسة سهلة للشركات التي تروّج للسلوك المحفوف بالمخاطر أو الإدمان، وهو أمر لا تقوم الفرق بالقليل لمواجهته.

وهذا الاتجاه مبعث قلق بالفعل، فقد بات نحو 40 في المئة من رعاة قمصان الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من شركات المراهنة الرياضية مقارنة مع 10 في المئة فقط في عام 2008.

ومع تزايد الإنفاق على التسويق ارتفعت أيضا إيرادات المراهنات الرياضية. وفي العقد الذي سبق الجائحة تضاعف الإنفاق البريطاني على المراهنة تقريباً إلى 4.7 مليار إسترليني سنويا.

وثمة ارتباط قوي بين الشهية على المراهنة والاستثمار في العملات الرقمية، فقد توصلت نتائج استطلاع أجرته جمعية غيم كير، التي تقدم الدعم لمن يعانون من مشكلة إدمان على المراهنات ببريطانيا أن نصف المراهنين المنتظمين شاركوا في تداول العملات الرقمية، مقارنة بنحو 3 في المئة من عامة الناس.

ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام فهو الطريقة التي تقدم بها الفرق حوافز لمشجعيها للانضمام إلى هذه السوق، وهي ممارسة تتجلى صورتها بأفضل وجه من خلال ظهور “رموز المعجبين” والتي يروج مبتكروها العملات الرقمية لها باعتبارها وسيلة للأندية لزيادة التفاعل الرقمي مع مشجعيها.

ألكسندر دريفوس: المتاجرة في الرموز المشفرة الخاصة بالأندية تدر أرباحا عليها
ألكسندر دريفوس: المتاجرة في الرموز المشفرة الخاصة بالأندية تدر أرباحا عليها

ويقول محللون إن ذلك يعني أن حاملي الرموز يمكنهم الوصول إلى محتوى حصري، مثل التصويت على الأغنية التي سيجري تشغيلها في الاستاد في أثناء إحماء اللاعبين أو اختيار الاقتباس التحفيزي الملصق على جدار غرفة تغيير الملابس، وهي أشياء بالكاد تكون باهرة.

وتبيع شركة سوسيوس الرائدة في هذا المجال، على سبيل المثال، الرموز المشفرة لأكثر من 50 فريقا ورياضة مختلفة، بدءاً من نادي برشلونة لكرة القدم، إلى شيكاغو بولز لكرة السلة.

وتتقلب قيمة هذه الرموز المشفرة تبعا للطلب، وكل رمز يمنح صوتا واحدا في استطلاعات الرأي المتكررة.

ويصر ألكسندر دريفوس، المدير التنفيذي لشركة سوسيوس، ومقرها مالطا، على أن هذا النموذج أفضل من برامج عضوية المشجعين الكلاسيكية التي تفرض رسوماً ثابتة ومتكررة.

ونسبت بلومبرغ إلى دريفوس قوله إنه مع الرمز المشفر “لدي إمكانية الوصول إلى خدمة لا تكلفني نقوداً كل عام.. ويمكنك امتلاك شيء يوفر لك خدمة، ولكن يمكنك إعادة بيعه، وإذا كنت لا تريده فلن تضطر إلى شرائه”.

والفئة المستهدفة هم المشجعون من خارج الأسواق المحلية الذين يتابعون العديد من الرياضات والأندية، مثل مشجع ياباني أو برازيلي يدعم أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو باريس سان جرمان في الدوري الفرنسي، أو شيكاغو بولز لكرة السلة، أو فريق أستون مارتن كوغنيزنت للفورمولا وان في رياضة السيارات.

ويتصور دريفوس سوسيوس منصة للجماهير العالمية، للحصول على وصول حصري إلى الفرق التي يمكن أن تجني بدورها أرباحاً إضافية من المؤيدين الذين لديهم القليل من التفاعل معهم.

وفي حيلة تسويقية، قدمت سوسيوس رموز معجبين كجزء من مكافأة توقيع ليونيل ميسي مع باريس سان جرمان الذي أُعلن عنه في الثاني عشر من أغسطس الماضي.

وتعتبر الجاذبية التسويقية واضحة، لكن هذه الرموز القابلة للتداول تفرض تهديداً أكثر خطورة.

ويقول آدم ويليرتون، سكرتير ليدز يونايتد سبورترز تراست، وهي مجموعة تضم معجبين لفريق الدوري الإنجليزي الممتاز، ومملوكة جزئياً لفريق سان فرانسيسكو في دوري الفرق المحترفة لكرة القدم الأميركية “إذا كان التصويت على أشياء ممتعة مثل الموسيقى أو لون حافلة الفريق، فسيكون ذلك جذاباً فقط للجماهير الأصغر سناً”.

وأضاف “إذا كان الأمر كذلك فأنت تدفع الشباب نحو الاستثمار في العملات المشفرة حيث يُستخدم مشجعو كرة القدم لرفع الأسعار”.

ويؤكد دريفوس أن السعر ينبغي أن يستجيب للطلب لإعطاء الفرق حافزاً لتقديم محتوى جيد. ومن المفترض أن يؤدي المحتوى الأفضل، من الناحية النظرية، إلى زيادة الطلب على الرمز المشفر، وبالتالي زيادة السعر.

ويمكن للفريق بعد ذلك بيع المزيد من الرموز لزيادة رأس المال الإضافي، ومع ذلك فقد أثبتت الرموز حتى الآن أنها لا تزيد على كونها مجرد وسيلة للمضاربة مماثلة لأسهم الميم التي تغذيها المناقشات المحمومة على المنتديات، ولا يخضع أي من ذلك للتنظيمات.

10