الأطفال في الحجر يبحثون عن التسلية.. ليغو تزيد أرباحها

مثلت جائحة كورونا فرصة للشركة الدنماركية المالكة لألعاب “ليغو”، حيث دفع البقاء لساعات طويلة في المنازل الآباء إلى شراء المكعبات البلاستيكية لتخفيف العزلة عن أطفالهم مما ساهم في رفع أرباحها وتعزيز حضورها في أسواق جديدة بالتوازي مع إشعاعها في عالم السينما بعد أن صار أبطال أفلام الرسوم المتحركة من الليغو.
كوبنهاغن - ارتفعت مبيعات ألعاب “ليغو” العام الماضي في ظل بقاء الأطفال في منازلهم خلال عمليات الإغلاق العالمية للوباء، حيث اشترى الآباء الألعاب البلاستيكية الملونة لإبقائهم مستمتعين خلال أيام العزلة.
وقالت الشركة الدنماركية المملوكة للقطاع الخاص إن صافي أرباحها ارتفع بنسبة 19 في المئة إلى 9.9 مليار كرونر (1.6 مليار دولار) حيث قفزت المبيعات بنسبة 21 في المئة ونما وجودها في أكبر 12 سوقًا لها.
وفرض الوباء البقاء ساعات مطولة في المنزل بفعل إجراءات العزل مما ساهم في تنمية مبيعات ألعاب ليغو لتؤنس الأطفال في عزلتهم حيث مثلت جائحة كورونا فرصة لازدهار بعض الخدمات والمنتجات المرتبطة بفترة الحجر الصحي على غرار ألعاب الفيديو والهواتف والقهوة
وغيرها.
وتعد “ليغو”، التي تربح أيضًا أموالًا من تطبيقات ألعاب الفيديو، واحدة من الشركات مثلها مثل تجار التجزئة على الإنترنت وشركات التكنولوجيا التي تحسنت أوضاعها الربحية بسبب الوباء.
وقال الرئيس التنفيذي، نيلز بي كريستيانسن، لوكالة أسوشيتيد برس إن “النتائج القوية للغاية” كانت بفضل الاستثمارات الاستراتيجية التي تمت منذ سنوات لجعل المزيد من المبيعات تتم عبر الإنترنت.
وأضاف كريستيانسن “هذا لا يتعلق بالوباء. بدأ هذا التطور منذ فترة. وفي عام 2020، بدأنا في رؤية فوائد هذه الميزات، لاسيما في التجارة الإلكترونية وابتكار المنتجات”.
ورفض الكشف عن حجم مبيعات الشركة عبر الإنترنت، لكنه أشار إلى أنه كان هناك 250 مليون نقرة على صفحة الويب الخاصة بالمجموعة.
ونمت مبيعات المستهلكين بأرقام مضاعفة في جميع المناطق، ونمت المبيعات بشكل خاص في الصين والأميركيتين وأوروبا الغربية وآسيا والمحيط الهادئ.
وساعد شراء الألعاب عبر الإنترنت في تعويض اضطراب مجال الأعمال الذي حدث نتيجة للوباء. وقال كريستيانسن “هناك مصانع ومتاجر خاصة بنا تم إغلاقها. بعضها أعيد فتحه والبعض الآخر لا يزال مغلقا. حدث الإغلاق القسري لمواقع التصنيع بشكل رئيسي في المكسيك والصين”.
1.6
مليار دولار قيمة ارتفاع أرباح مبيعات ليغو خلال العام 2020 بفضل بقاء الأطفال في المنازل
وقال كريستيانسن “اضطررنا عدة مرات إلى إيقاف مبيعات الألعاب بسبب تأجيل إصدار الأفلام. لقد كان الأمر محبطًا لنا”.
وقالت شركة “ليغو”، ومقرها بيلوند، غرب الدنمارك، إنها تريد زيادة تسريع الاستثمار في الرقمنة. وقال كريستيانسن “لقد أظهر العام الماضي أهمية وجود المرونة المبنية على أسس رقمية قوية. أتوقع أن يشهد عام 2021 زيادة في المبيعات”.
وتم إنشاء شركة “ليغو” في عام 1932 على يد أول كيرك كريستيانسن، والاسم مشتق من الكلمتين الدنماركيتين “ليغ جود”، وتعني “العب جيداً!”. تم إنشاء اسم العلامة التجارية دون معرفة أن كلمة “ليغو” في اللاتينية تعني “أنا أجمّع”.
وكانت شركة ليغو قد واجهت منافسة كبيرة خلال السنوات الأخيرة حيث تزايدت السلع المقلدة في السوق ما دفع الشركة الدنماركية إلى إنشاء منصة رقمية بهدف قطع الطريق على منافسيها، لاسيما مع دخول قطع الليغو السينما عبر أفلام الصور المتحركة التي حققت نجاحا منقطع النظير بفضل تجسيدها لشخصيات محبّبة عند الأطفال بتقنية ثلاثية الأبعاد.
ودخل الليغو عوالم وشخصيات جديدة لعالم لعب الأطفال قادمة من عالم السينما، حيث أصبح القراصنة والأميرات والمخلوقات الفضائية جزءا من عالم لعب الأطفال بفضل سلاسل الأفلام الشهيرة مثل “حرب النجوم” و”قراصنة الكاريبي” و”هاري بوتر”، “ذا ليغو باتمان موفي”.
ومثل دخول الليغو عالم السينما تحدّيا آخر أمام الشركة لأن الكثير من الأفلام الكرتونية التي كان أبطالها من الليغو تصدرت شبابيك التذاكر العالمية، ومن بينها فيلم الرسوم المتحركة العائلي “ذا ليغو باتمان موفي” من إنتاج شركة يونايتد موشن بيكتشرز، وهو مغامرة بتقنية ثلاثية الأبعاد والفيلم كله بأسلوب الليغو، وبالرغم من عدم تحصيله لترشيح في عالم جوائز الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، فإنه استطاع تحقيق إيرادات ممتازة وتصدّر إيرادات السينما الأميركية.