اشتباك هاشتاغات في العراق عنوانه اختطاف واغتيال

ناشطون عراقيون يعيدون رفع الصوت عاليا، مطالبين بكشف مصير العشرات من المتظاهرين المختطفين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
الخميس 2021/03/11
من اغتال جاسب واختطف ابنه

بغداد – أثارت مداخلة صوتية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تطبيق كلوب هاوس طالب فيها بـ”توفير الحماية للنشطاء والمدنيين”، مؤكدًا أن سلوكيات الخطف والاغتيال “مرفوضة وممنوعة” جدلا وسخرية في العراق، خاصة أنها بثت ساعات قبل اغتيال والد ناشط مختطف منذ أكتوبر 2019.

ونشر مستخدمو تويتر المداخلة الصوتية ضمن غرفة “مسرحية الطفل المخطوف” على التطبيق جاء فيها “أحببت أن أشارك في موضوع مسألة إنسانية بحتة، وهي مسألة الخطف والاغتيالات التي تجري في عراقنا الحبيب وما يحدث من صِدام بين الإخوة العراقيين، واستغلال هذه المسألة لأمور انتخابية وسياسية، وكلها أمور مرفوضة لدينا وممنوعة، ويجب أن تتوقف مثل هذه الأمور فورًا، ويجب على القضاء والحكومة التدخل بصورة قانونية لإنهائها فورًا ولحماية جميع النشطاء والمدنيين وكل الجهات”.

وبعد مداخلة الصدر، اغتيل الأربعاء والد الناشط المختطف علي جاسب في مدينة العمارة جنوبي العراق. وقال مغرد:

وتداول مغردون آخرون رسالة من والد الشهيد جاسب حطاب عبود جاء فيها “شوكت أشوفك بويه علي” (متى أراك يا ولدي).

وقال ناشط:

وقال الصحافي العراقي شاهو القرة داغي:

واختطف الناشط منذ أكتوبر 2019 ولا يعرف مصيره. وتظهر التحقيقات القضائية وجود علاقة واضحة بين اختطاف جاسب وأقوى مجموعة ميليشياوية في مدينته الأم. ومع ذلك، فإن والده جاسب عبود كان مصمّما على تقديم قائد تلك الميليشيا إلى المحاكمة.

وفي تلك المنطقة تسود ميليشيا أنصارالله الأوفياء، وهي إحدى الميليشيات الموالية لإيران، والأكثر تطرّفا. ويقود ميليشيا أنصارالله الأوفياء، القائد المحلي حيدر الغراوي.

وأعاد ناشطون عراقيون خلال الأيام الماضية رفع الصوت عاليا، مطالبين بكشف مصير العشرات من المتظاهرين المختطفين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن على الرغم من وعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمتابعة الملف.

من جانب آخر، نصح الصدر بأن يكون الخلاف “بين الإخوة في تشرين (يقصد المحتجين) وبين التيار الصدري إلا ضمن المنطق والحكمة والموعظة الحسنة، ودون صراعات غير قانونية تتخللها بعض الأمور مثل الخطف والقتل والكلام البذيء، وهي أمور سيستغلها العدو وهو الطرف الثالث الفاسد لإجراء أعمال أخرى يستفيد منها من أجل مغانمه وانتخاباته وسياساته الخاطئة التي تذهب بالعراق إلى الهاوية”. ولم يسمّ الصدر الطرف الثالث الذي يقصده، لكن مغردين قالوا إن الميليشيات التابعة للتيار الصدري مسؤولة عن اختطاف الناشطين. ونشروا مقاطع فيديو توثق عدة عمليات خطف. واتهم معلقون “ميليشيات مقتدى باختطاف ثورة تشرين”.

ودشن أنصار التيار الصدري هاشتاغا بعنوان #أكذوبة_الطفل_المخطوف. وقال مغرد:

وتداول ناشطون وصحافيون على موقع تويتر الثلاثاء تغريدات تفيد باختطاف ابن الناشط العراقي أيوب الخزرجي في العاصمة بغداد.

وأشار عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضمن عدة هاشتاغات على غرار #الحرية_لابن_أيوب إلى أن “الخاطفين تركوا رسالة تطلب من أيوب العودة إلى بغداد من أربيل التي لجأ إليها مقابل إطلاق سراح الطفل”.

وكتب معلق:

من جانبه أعلن الناشط العراقي أيوب الخزرجي الأربعاء أنه تم العثور على ابنه تائها في العاصمة العراقية بغداد الأربعاء، مؤكدا في تغريدات نشرها على حسابه على موقع تويتر أن ذلك لا ينفي تعرض ابنه للاختطاف.

والخزرجي ناشط سياسي عراقي ينتقد الطبقة السياسية العراقية على تويتر، ويشير حسابه إلى أنه شارك في الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها البلاد في أكتوبر 2019.

ويقول حسابه على تويتر إنه “ناشط مدني حر متظاهر وثائر تشريني، باحث في الشأن السياسي، ناقل وناقد وناقم على حكومات العراق”.

وكتب الخزرجي على صفحته بتويتر:

ونشر الخزرجي صورة لرسالة كتب فيها “تجي لبغداد وراها نتفاهم بشغلة ابنك يا عميل”، مشيرا إلى أن ابنه تعرض للخطف قبل إطلاق سراحه لإجباره على العودة إلى بغداد.

وكانت وزارة الداخلية العراقية نفت تعرض الطفل للاختطاف، وقالت في بيان لها إن حقيقة الأمر أن الطفل توجه إلى الزيارة المليونية للإمام الكاظم دون إشعار ذويه مما لفت أنظار إحدى مفارز القوات الأمنية التي بادرت إلى التحفظ عليه لصغر سنه وتسليمه إلى شرطة الأحداث التي بادرت بتسليمه فورا إلى جده الذي لم يكن يعلم بخروجه للزيارة مما أثار خوف ذوي الطفل عليه.

وقبل صدور بيان الداخلية، غرد الخزرجي بمقطع فيديو يناشد فيه القضاء العراقي سرعة تسليم ابنه، واتهم القضاء بعرقلة ذلك. وقال في تغريدة أخرى “القضاء العراقي يعرقل عملية تسليم طفلي إلى أهلي بحجة عدم وجود قاض مختص ويحاولون إبقاء الطفل في مركز الشرطة (…) هل هذا منطق بربّكم؟ طفل مخطوف تريدو يبات بالمركز بحجة القاضي ماكو (…) وين عايشين احنه”.

والثلاثاء انتشرت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي عن اختطاف ابن الناشط العراقي، وأكد الخزرجي ذلك بشكل غير مباشر في تغريدة إذ قال “ابني الوحيد يا ناس”، في حين شكك بعض المغردين في القصة واعتبروها “مفبركة”.

وندد ناشطون باللجوء إلى أسلوب الاختطاف والتهديد لإجبار الناشطين على خفض أصواتهم المعارضة والمطالبة بالإصلاح.

وارتفعت وتيرة عمليات الاغتيال والاختطاف التي يتعرض لها ناشطون وإعلاميون وشخصيات معروفة في العراق بسبب مشاركتهم وتأييدهم للاحتجاجات في البلاد مطلع شهر أكتوبر 2019 والتي تندد بالفساد والطائفية وسيطرة الميليشيات.

19