أول زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري إلى تونس منذ تسلمه السلطة

مساع مشتركة إلى إنشاء مشاريع اقتصادية تدعم الشراكة بين البلدين.
الأربعاء 2020/09/16
علاقات تاريخية

الجزائر- يرتقب أن تكون تونس الوجهة الأولى للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بعد تسعة أشهر من انتخابه في ديسمبر الماضي رئيسا للبلاد، وبذلك تكون أول محطة لانطلاق نشاطه الخارجي المتأثر بالأوضاع الداخلية في بلاده، وإفرازات جائحة كورونا، وفرصة لإطلاق أولى رسائله الإقليمية والدولية انطلاقا من شراكة استراتجية تربط البلدين.

وأعلنت وزارة الخارجية التونسية عن زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى البلاد، هي الأولى من نوعها منذ انتخابه رئيسا للبلاد في ديسمبر الماضي، وفاتحة نشاطه الخارجي بعد أشهر من شلل النشاط الدبلوماسي، خاصة مع العواصم المهمة في المنطقة والعالم.

وذكر بيان للخارجية التونسية بأنه “جرى الحديث عن هذه الزيارة خلال استقبال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي الاثنين السفير الجزائري بتونس عزوز بعلال”.

وأضاف “لقاء الجرندي وبعلال تناول الاستعدادات الجارية للزيارة المرتقبة التي سيؤديها الرئيس تبون إلى تونس”، لكنه لم يكشف عن موعد الزيارة، ولو أنها كانت مبرمجة منذ زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر في مطلع شهر  فبراير الماضي، حيث أعلن حينها الرئيس تبون عن زيارة دولة له رفقة وفد رسمي هام إلى تونس.

وأكد بيان الخارجية التونسية على “ضرورة تجسيد الإرادة التي تحدو قيادتي البلدين باتجاه تحقيق نقلة نوعية في مستوى التعاون الثنائي تفضي إلى مشاريع اقتصادية تحقق المنافع المشتركة للبلدين، وعلى أهمية تطوير الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي وإثرائه وتنويعه، ليشمل مجالات جديدة ومتنوعة بما يخدم المصالح المشتركة”.

تمدد نشاط الجماعات الجهادية في المناطق الحدودية فرض نفسه على اهتمامات السلطات في الجزائر وتونس

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد صرح لدى لقائه بنظيره التونسي قيس سعيد في الجزائر بأن “البلدين يراهنان على بعث علاقات تعاون مهمة ومثمرة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، وعزمهما تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية لفائدة سكان الشريط الحدودي المشترك بين البلدين”.

وتعتبر العلاقات الجزائرية التونسية نموذجا إيجابيا في المنطقة، قياسا بالتوترات السياسية والدبلوماسية القائمة، حيث ظلت محل اهتمام بين السلطات المتعاقبة في البلدين رغم المطبات التي عطلت الكثير من المشاريع المشتركة.

وفرض الواقع الأمني بعد تمدد نشاط الجماعات الجهادية في المناطق الحدودية والصحراوية، وكذلك الوضع في ليبيا، نفسه على اهتمامات السلطات العليا في الجزائر وتونس، ودفعها إلى توحيد مواقفها وجهودها في محاربة الإرهاب وتبني خيار الحل السياسي للأزمة الليبية.

وقبل الخطوات التي قطعها أطراف النزاع بليبيا في مفاوضات بوزنيقة المغربية، تحت إشراف الدبلوماسية المغربية، كان الرئيس الجزائري قد أعلن عن مبادرة جزائرية تونسية لحل النزاع في طرابلس، الأمر الذي يؤكد طبيعة التعاون الدبلوماسي بين الطرفين.

Thumbnail

وأوضح بيان الخارجية التونسية أن “اللقاء كان مناسبة لتناول مستجدات الأوضاع في المنطقة، حيث نوه الوزير بتطابق وجهات نظر البلدين إزاء الأزمة الليبية، والتي يتعين أن تكون معالجتها من خلال حل سياسي يشارك فيه كل الليبيين دون تمييز أو إقصاء”.

وشدد الوزير التونسي على أن “يكون لدول الجوار دور هام في أي عملية سياسية تستهدف حل الأزمة بما يحفظ الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق وفي المنطقة برمتها، لأن التطورات الحالية التي تمر بالمنطقة العربية والمتوسطية تستوجب رفع مستوى التنسيق والتشاور بين تونس والجزائر، والتحرك المشترك لرفع التحديات الماثلة أمام البلدين”.

ونقل البيان عن السفير الجزائري “تثمينه للعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين الشقيقين، وحرص الجزائر على دعم وتنويع مجالات التعاون تحقيقا للمصلحة المشتركة، والتأكيد على أهمية رفع مستوى التنسيق والتشاور بخصوص الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الملف الليبي”.

وأفادت رئاسة الجمهورية التونسية، في بلاغ لها، بأن الرئيسين عقدا لقاء على انفراد تمّ التطرّق خلاله إلى جملة من القضايا، أهمها العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وسبق أن أدى الرئيس التونسي قيس سعيد في الثاني من فبراير الماضي زيارة للجزائر بدعوة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

4