"أمير الشعراء" يشهد منافسة قوية في أولى حلقات المرحلة الثانية

أبوظبي – تألقت شواطئ أبوظبي أملا وشعرا مع إزاحة الستار عن فصل آخر من فصول المنافسة في المرحلة الثانية من برنامج “أمير الشعراء”، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والذي بثت حلقته مباشرة على الهواء من مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي بينونة والإمارات.
في بداية الحلقة الجديدة رحبت مقدمة البرنامج مهيرة عبدالعزيز بأعضاء لجنة التحكيم التي تضمّ كلا من الدكاترة علي بن تميم، صلاح فضل، عبدالملك مرتاض، والذين ساهموا برؤيتهم النقدية وأفكارهم في نجاح حكاية الشعر والشعراء.
وبدورهم هنأ أعضاء لجنة تحكيم البرنامج المرأة بيومها العالمي، وتمنوا للنساء جميعا النجاح والتوفيق والإنجاز المستمر، مشيرين إلى أن البرنامج وبكل فخر قدّم تجارب نسوية مضيئة، وقد أصبح اليوم “قمرا مشعّا في الشعرية العربية”.
واستضافت الحلقة الفنانة شذى حسون، التي أطلّت من فوق خشبة مسرح شاطئ الراحة، لتقدم موشحا عربيا تراثيا بعنوان “لمّا بدا يتثنى”. وقالت الفنانة إن دور الفنان العربي اليوم هو إحياء الشعر الفصيح والموشحات التراثية، وأن لذلك إسهاما كبيرا في ربط الأجيال الحالية بهما.
وأعلنت مقدمة البرنامج عن نتيجة تصويت المشاهدين للشعراء الثلاثة الذين لم يتأهلوا بقرار لجنة التحكيم خلال الحلقة الماضية، حيث تأهل كل من الشاعر سلطان الضيط من السعودية بعد حصوله على 87 في المئة، والشاعر ضيف الله جالو من الولايات المتحدة بعد حصوله على 49 في المئة، للمرحلة الثانية من مشوار المنافسة في أمير الشعراء، فيما غادر المسابقة الشاعر عبدالحق عدنان من المغرب.
التقييم في المرحلة الثانية يكون من خلال مرورين لكل شاعر، الأول حر والثاني مجاراة لأبيات تختارها اللجنة
وقد أعلنت لجنة تحكيم البرنامج عن آلية المرحلة الثانية من البرنامج، حيث يكون التقييم في الحلقة من خلال مرورين لكل شاعر؛ في المرور الأول يطلب من كل شاعر تقديم قصيدة مقفاة وموزونة وحرة الموضوع وتتكون من ثمانية إلى عشرة أبيات، أو قصيدة تفعيلة مكونة من 15 إلى 18 مقطعا، أما في المرور الثاني فيطلب من الشعراء كتابة خمسة أبيات مجاراة على القافية والوزن نفسيهما لقصيدة من اختيار اللجنة نظمها شاعر من كبار شعراء العرب، ارتبطت قصيدته المختارة بالوجدان فخلدت حروفها في ديوان العرب.
وبعد تِبيان طريقة المنافسة في المرحلة الثانية، انطلقت رحلة شعرية جديدة مع خمسة نجوم جدد من خمس دول، وهم الشاعرة حنان فرفور من لبنان، الشاعر عمر الراجي من المغرب، الشاعر محمد التركي من السعودية، الشاعر محمد المامي من موريتانيا، والشاعرة هبة شريقي من سوريا، الذين قدموا روائع شعرية أمام لجنة التحكيم ولجمهور الشعر من خلف شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقدمت أول نجوم الأمسية الشاعرة حنان فرفور قصيدة بعنوان “رفیف خارج السور”، جاء في مطلعها “الآن…/ تهدیك الحقیقة شالها/ فاسألْ إذا نودیت فردا: ما لها؟/ لا حسرة تنجیك من هجر الیمام/ فكُفّ صومك كي… تحطّ رحالها”.
وقالت اللجنة إن القصيدة تمتلك خيالا ولغة ثريين، وتملك قافية منسابة وصورا راقية، مشيرين إلى أن ما قدمته من شعر في المرحلة الأولى أشدّ كثافة وأرقى موضوعا.
أما ثاني نجوم الأمسية، فكان الشاعر عمر الراجي من المغرب، وقدم قصيدة بعنوان “رؤى لحدائق القمر”، جاء في مطلعها “جسرا.. إلى جزر النبوءة والولهْ/ الأرض تمنحنا هدوء الأخْيلةْ/ هذا الْمجاز الرحْب: وجْه مدينة/ ظلتْ بألوان الحنين مبللةْ”.
وأكدت اللجنة أن الشاعر قدم قصيدة قادرة على التصوير وبناء مجازاتها الخاصة بها، ولغتها الشعرية جميلة وموحية، وتتضمن رموزا خصبة، وفيها لون من الفكر الشعري العميق.
وكان محمد التركي ثالث نجوم الليلة الشعرية بقصيدته “منكشفا على العتبات”، وفيها يقول “خذني.. لأرشف من ضيا الخلد/ أنسى من أنا/ وأصير لفظا خارج الكلمات/ ينبض في هوى، لبيكْ”.
وقالت اللجنة إن القصيدة فيها نفحة صوفية شيقة وجميلة إلى حد كبير، وتجمع عالما غنيا بالإشارات والمقامات، مشيرين إلى أن التكرار قد أثّر على القصيدة وكان ذلك واضحا من خلال كلمة “خذني”.

رابع المتسابقين كان الشاعر محمد المامي، وشارك بقصيدة عنوانها “الموريسكي”، وفي مطلعها يقول “وحيدا.. بوحشة هذا المساء،/ أرتل سفْر الخروج الذي أثخنتْه المنافي/ يبللني الضوء، حين أؤثث بالماء روح الغمامْ/ وكنت على أهْبة الكلمات العذارى، أضمّد غرناطة في المجاز، على قلق/ حيث لا ريح تجري بأمري رخاء إلى أفْق مسرى الكلامْ”.
وأثنت لجنة التحكيم على أداء الشاعر وكتابته بشجاعة قصيدة تفعيلة جزلة وقوية، ولكن بعض التعابير في القصيدة كانت غامضة.
أمّا آخر نجوم الأمسية، فكانت الشاعرة هبة شريقي، التي قدمت قصيدة بعنوان “بكاء على أطلال الفرح” وجاء في مطلعها “باسمي ينادي! ألف طير يصدح/ وأطير وردا في الهوا يتفتح../ ويحط فوق حبال صوتك مفعما/ بعطور طفل حالم يتأرجح”.
وأشارت اللجنة إلى أن القصيدة فيها منظور درامي حقيقي، وتمثل صوتا أنثويا حزينا، في مجمله جميل، وأضافت أن توظيف بعض الكلمات في القصيدة وخصوصا العامية منها كان غير موفق.
في الجزء الثاني من التنافس كان شاعر الأمسية في فقرة المجاراة العلامة الأندلسي محمد بن عبدالله السلماني، الذي اشتهر باسم لسان الدين بن الخطيب، الذي كان فيلسوفا ومؤرخا وفقيها وطبيبا وسياسيا وشاعرا من ابرع شعراء عصره.
وقد كتب قصيدة من روائع الغزل، وقد اعتقد الجميع أنها كتبت لحبيبته، وفي الواقع هي وصف لحاله مع مرضه وأعراضه، فوصف عذابه منه وصفا رائعا، قال “جاءتْ معذبتي في غيْهب الغسق/ كأنها الكوْكب الدري في الأفق/ فقلْت نورْتني يا خيْر زائرة/ أما خشيت من الحراس في الطرق”.
وقد قام الشعراء الخمسة بكتابة خمسة أبيات مجاراة للقصيدة المختارة على نفس القافية والوزن، وقدموها أمام أعضاء لجنة التحكيم، وبدورها قامت اللجنة بتقييم الأبيات ونقدها وفق معايير دقيقة.
وبعد فقرة المجاراة أعلنت لجنة تحكيم البرنامج تأهل الشاعر عمر الراجي، بعد حصوله على 48 درجة، ليكون بذلك أول المتأهلين للمرحلة الثالثة من البرنامج.
أما الشعراء حنان فرفور ومحمد التركي ومحمد المامي وهبة شريقي، فسيكون أمامهم أسبوع من الانتظار، وواحد منهم فقط يمتلك فرصة الانضمام إلى زميله للاستمرار في المحطة القادمة عن طريق دعم المشاهدين وتصويتهم عبر التطبيق الخاص ببرنامج أمير الشعراء، حيث يستمر التصويت إلى غاية وقت إعلان النتائج في مطلع الحلقة القادمة.