الصندوقان الأسودان وحدهما لن يفكا لغز سقوط الطائرة المصرية

السبت 2016/06/18
متى يحل اللغز

القاهرة - أصبح من الممكن على لجان التحقيق اكتشاف سبب سقوط الطائرة المصرية المنكوبة، بعد إعلان، الجمعة، عن انتشال الصندوق الأسود الثاني الذي يحفظ بيانات رحلة الطائرة التي سقطت في مياه البحر المتوسط أثناء عودتها من باريس إلى القاهرة، الخميس 19 مايو الماضي.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من كشف لجنة التحقيق المصرية عن عثورها على مسجل محادثات قمرة القيادة، ما يرجح أن الصندوقين الأسودين سيقودان إلى معرفة الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة.

ومازال سبب تحطم الطائرة غامضا، ويرجح مسؤولون احتمال وقوع هجوم إرهابي ضدها (لم تتبن أي جماعة ذلك)، في حين يتحدث محللون عن فرضية وجود خطأ تقني أو بشري، إذ أرسلت رسالة إلكترونية من الطائرة تشير إلى أن أجهزة استشعار الدخان تعطلت في دورة المياه بالطائرة، قبيل دقائق من انقطاع الإشارة القادمة منها.

وقال كابتن طيار هاني جلال خبير التحقيق بحوادث الطيران، إن الصندوق الأسود الخاص بمسجل محادثات قمرة القيادة “المهشم” سوف يرسل إلى فرنسا لتحليله وهذا ما جرى الاتفاق عليه بين الجانبين المصري والفرنسي، خاصة أن إمكانيات القاهرة العلمية في هذا الشأن ضعيفة.

وأضاف لـ”العرب” أن لجنة التحقيق المصرية سوف تغادر برفقة مسجل المحادثات، وتوقع أن الصندوق الأسود الثاني أيضا سيبعث إلى باريس، حتى يكون خبراء تحليل الصندوقين في مكان واحد.

واستبعد فرضية أن يتدخل المحللون الفرنسيون في تغيير نتائج التحليل لصالح بلادهم، لنفي تهمة انفجار الطائرة جراء قنبلة زرعت بداخلها من مطار شارل ديغول.

وأفاد بأن الصندوق الأسود “ستكون له كلمة مهمة في تحديد أسباب سقوط الطائرة لكنه ليس الأهم”، لافتا إلى أن العثور عليه لا يغني عن ضرورة انتشال باقي حطام الطائرة من البحر المتوسط وتحليله.

وأوضح أن الحطام “يعتبر بابا رئيسيا مثل الصندوق الأسود وأشلاء الضحايا”، وبعد التوصل إلى تحليل كل هؤلاء يجري أخذ الرأي الأخير للطب الشرعي المصري الذي سوف يعلن النتيجة النهائية حتى لو كانت التحاليل في فرنسا.

وتصل قدرة الصندوقين على التسجيل إلى ما يتراوح بين 30 و120 ساعة، لكنهما يحتفظان بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة.

ومن جانبه، أكد لواء طيار كمال منصور لـ”العرب” أن الصندوق الأسود “ليس نهاية التحقيق”، لكنه أحد أبواب فك اللغز المرتبط بسقوط الطائرة، لأن الكشف عن الأسباب يتطلب عدة أدلة أخرى، من دونها سوف يظل السقوط مبهما.

2